Sunday, 22 January 2012

الهيئة العسكرية وخالتي بمبة

من على خط النار .... طارق رجب يطلق كلمات من نار
الهيئة العسكرية وخالتي بمبة
من منكم يتذكر (خالتي بمبة). وللذين لا يعرفونها سأوجزها في نبذة مختصرة... إنها امرأة تبدو من أول وهلة على نيتها، ولكن الخبث كله فيها، فهي تقوم بأعمال وأفعال كثيرة غير سليمة رغم تحذير زوجها ( أبو سيد ) لها قبل الشروع في القيام بهذا الأمر. ورغم ذلك تضع ودن من طين والأخرى من عجين وتصر على الفعل الذي حذرها منه زوجها ( أبو سيد) ثم تأتي النتيجة المتوقعة حيث تعود لتندب حظها وتقر بخطئها وتحاول تبرير الخطأ، وهو أنها كانت حسنة النية وتريد كذا ...وكذا، ولكن حدث كذا .... وكذا دونما إرادة منها، ثم تقر بالخطأ في النهاية ولكن بعد خبر كان، وتختم الأمر بمقولة ( يا عيني عليا ) الآن عرفتم يا أعزائي القراء من هي خالتي بمبة ، وقد يقول قارئ منكم ومال خالتي بمبة هذه وحكايتها الظريفة المسلية وما أنت بصدده الآن.
أرد و أقول لا تتعجل يا عزيزي القارئ، فنحن نرى أن الأمور لا تتغير ولا تتبدل وإن توفيت خالتي بمبة ، وانتهى البرنامج نفسه، فإن الهيئة العسكرية الموقرة عادت وأعادته من جديد بعد أن ألبسته بدلتها الكاكي. فهاهي تفعل نفس الأفاعيل التي لا تُرضي الشعب المصري، كما كانت أفعال خالتي بمبة لا ترضي زوجها (أبوسيد) فأضحى أبو سيد بمثابة الشعب المصري الذي ينصح ويوجه الهيئة العسكرية في صورة خالتي بمبة، ولكنها أبداً لا تسمع ولا تعي النصح والإرشاد، وتضع ودن من طين والأخرى من عجين، وتنفذ ما في رأسها هي وفقط دون أن تسمع أو تنظر أو حتى تستشير أحداً في أي أمر من الأمور، وما المجلس الاستشاري إلا أقرب إلى الأراجوز وخيال الظل منه من مجلس يضع قرارات لينفذها المجلس العسكري، ولكن العكس هو الصحيح ، فما هو إلا مجلس لتبرير أخطاء المجلس العسكري لا أكثر، والمواقف يا عزيزي كثيرة لا تعد ولا تحصى، من أول الأحداث بعد التنحي إلى الآن، فالهيئة لا تنفك عن التخبط والسير والتعثر في البرك الراكدة ذات الرائحة النتنة التي تأتي بالقاذورات على الجميع، ومن ثم ينالها جزء من تلك القاذورات، ثم تتنبه أنها كانت تسير في الاتجاه الخطأ الذي أدى إلى وقوعها في تلك البرك، وتعثرها في تلك النقر التي تكاد تلقيها على وجهها ومن خلفها مصر وشعبها. إنها أخطاء ساذجة لا يقع فيها طفل يحبو، أو يتعلم المشي، إننا نعلم أنها لا تدري من أمور السياسة شيئا، فهم لا يفهمون إلا في المدافع والصواريخ والبارود والتكتيكات الحربية والاستراتيجية وكيفية مواجهة العدو الواضح المعالم وكيف ينصبون شبكة الصواريخ ويوجهون المدافع المضادة إما بالطائرات أو بالصواريخ و..و..وغيرها من تلك التجهيزات وبالتالي فهم مازالوا يحبون في أمور السياسة والإدارة ولا يفقهون في تلك الأمور مثلهم مثل الطفل الذي يحبو ويحاول تعلم المشي، ودائما يعتريه الخوف من الوقوع إذا حاول الوقوف ومحاولة تخطية خطوة إلى الأمام، فيقع مرتداً إلى الخلف وسط ضحكات واستهزاء الجيران وحزن الأب والأم والأخوات على تريقة هؤلاء الجيران على وليدهم وأخيهم الصغير فيحاولون سنده بأيديهم وإرشاده إلى كيفية الوقوف ويأخذون بيده ليخطو خطوة بعد الأخرى حتى يتعود ويتجرأ ثم ينطلق ماشيا وسط تصفيق الأب والأم والإخوة وعض الجيران على نواجذهم حسداً على الطفل الذي شب عن الطوق وانطلق في السير بعد أن تعلم وعرف المشي وعرف اتجاهه إلى أين ينطلق، نفس الأمر الآن مع الهيئة العسكرية، فقد بدأت متخبطة، ثم متواطئة، ثم عادت أدراجها لتصوب خطئها، ثم عادت إلى الخلف ثانية، ولا تتحرك أبدا إلى الأمام إلا بعد توجيه وضغط ثم ما تلبث أن تنحث ما سارت عليه وتعود إلى العك من جديد، تتحدث عن الغياب الأمني وهي تعرف أنه أكذوبة تتحدث عن الاقتصاد الذي يوشك على الانهيار وهي السبب في حدوثه، مع أنها لو عالجت الأمر بسرعة وحكمة دونما تردد ما آل للبورصة والسياحة والاقتصاد ما آل إليه، ولاندفعت دول العالم تقدم المساعدات ( السبت ) لتلقى من مصر وقيادتها الجديدة أحسن ( أحد ) ثم تتحدث ثانية عن البلطجة مع أنها وللأسف الشديد تتعاون إلى حد ما معها بعد أن مدت يدها للشرطة وأضحت الثلاثة عجينة واحدة مكونة من دقيق الهيئة العسكرية وزيت الداخلية وسمسم البلطجية ليصنعوا لنا كعكا يعكون به الشعب المصري، مع إنها إن أردات استتباب الأمن والقضاء على البلطجية فيمكنها تحقيق ذلك في لحظة، فالداخلية تعرف بؤرهم وأسمائهم، والهيئة العسكرية بتعاونها معها ومساعدة المخابرات سواء الحربية أو لدى الداخلية أو حتى المخابرات العامة يمكنهم لم هؤلاء البلطية الذين يعيثون في الأرض فسادا في لحظة وبالتالي تنظف الهيئة العسكرية والداخلية ومن حولها أنفسهم أمام الشعب والرأي العام االعالمي وبالتالي تنظف مصر وتوظف لما هو آت لها من مستقبل مشرق وسعيد، ولكنها أبداً لا تقوم بذلك الأمر إلا بعد أن يزأر الشعب المصري بعد أن فهم الملعوب، فتعود الهيئة وتقول (أخ، أنا آسفة) نحن نأسف للشعب المصري عن الشباب الذين قتلوا وعن المصابين الذين أصيبوا ، وقد قررنا إسباغ لقب شهداء عليهم وسنعطيهم تعويض كذا وكذا، ونقسم بالله ألا نعود إلى ما وقعنا فيه تاني أبداً ، ثم تهدأ الأمور ويبدأ الناس في الاتجاه لأمور حياتهم، وتعود للبورصة عافيتها وتبدأ الانتخابات، وللأسف تسير على غير ما كان يتوقع الجميع سواء القنوات الفضائية الهابطة الممولة بأموال نجسة مشبوهة وأيضا لا تتوقع الهيئة العسكرية ذاتها أن تنجح تلك العملية الانتخابية، حيث كانت في قرارة نفسها تعول على فشلها فتكون تلك هي ذريعتها في البقاء بحجة استتباب الامن والأمان وإحداث الاستقرار الاقتصادي ومن ثم الاجتماعي، ولكن خاب ظن الجميع ونجحت الانتخابات، وانطلق الشعب غير عابئ بالخوف الذي أوهموه به، لذلك كان لزاما أن تحدث أشياء تعكر ذلك الصفو فغضت الطرف عن الطرف الثالث التي هي أول من يعرفه ليلعب لعبته، فمرة تتركه يفعل وتقع الشرطة في المواجهة في شارع محمد محمود، ولكن انتصر الشعب وانهزمت الشرطة، لذلك هذه المرة قررت أن تنزل هي بنفسها إلى الميدان ، وتحاول إنجاح ما فشلت الداخلية فيه في شارع محمد محمود، وحدثت المواجهة وانكشف الوجه الآخر لها من ذبح وقتل وتكسير عظام، وكله بالصوت والصورة ثم عادت لتقول آسفون ، ثم ثاني يوم يعتدون على النساء وتكشف عوراتهن على شاشات العالم أجمع ثم عادوا ليتأسفوا عما فعلوه في السيدات المصريات المحترمات، هكذا كان الخبر والبيان والاعتذار، وها هو المسلسل مازال مستمرا والاحتقان لم ولن ينتهي، والثمن هذه المرة هو للأسف المجمع العلمي وما أدراكم ما هو المجمع العلمي ، تلك الأيقونة التي كالدرة على جبين مصر تتباهي به أمام العالم أجمع بما فيهم فرنسا ذاتها التي منها خرج نابليون لغزو مصر، فما لبث أن تحول هو وقادته ومن معه من علماء إلى الافتتان بمصر، والوقوع في حبها، وبالتالي أنشئوا ذلك المجمع كرد اعتبار عما اقترفوه في حق مصر والمصريين. ثم يقولون أن معظم من كانوا في القصر العيني من البلطجية، هنا يأتي السؤال: من أوجدهم؟! ومن مولهم ؟! ومن دفعهم ؟! وأيضا أين كنتم من تلك اللعبة؟ وأين كانت مخابراتنا العظيمة من هذا الملعوب؟ وأيضا أين الشرطة من ذلك الأمر؟ وأين هذا ؟ وأين هذا ؟ إن الموضوع كبير والقضية ملغمة ومليئة بالروائح الكريهة التي توصم الجميع بالعار، إنها مصرنا ومصركم يا سادة. بلدنا وبلدكم، لا تستحق منا ومنكم ما يحدث لها، إن لم تعوا أنتم وتنتبهوا لها وتحافظوا عليها وتحموها. من بالله عليكم يحافظ عليها ويدافع عنها ويحميها، إن بلدي تصرخ ، مصر تئن ، وأنتم لا مجيب، لقد صمت آذانكم ، وقتل الإحساس في قلوبكم ، وهانت عليكم بلدكم لهذه الدرجة ، المجمع العلمي يحرق أمام أعينكم وأنتم تتفرجون؟ ، كيف هذا؟ كيف بالله عليكم يحدث هذا؟ ، إن هذا الصرح لن يكون نهاية المطاف، بل بدايته، فإن لم تنتبهوا وتجتثوا هؤلاء البلطجية وتفيقوا لبلدكم وتنزعوا المصالح الخاصة من نفوسكم ستضيع مصر، ستضيع بلدي وبلدكم ، ماذا ستقولون لأبنائكم؟ كيف ستواجهون زوجاتكم ؟ كيف ستخبرون أحفادكم ؟ إن التاريخ لن يصمت على ما حدث ، لقد وصموكم ووصموا الثورة بالعار ، وفرح فينا الأعداء، وشمت فينا الأصدقاء .إن الصورة لا تكذب وهذه التسجيلات ستعد سجلاً للتاريخ يطلع عليه الأحفاد وأحفاد الأحفاد، أتروهم سيبرئونكم من تلك الأحداث وهم يرون العربات المجنزرة وهي تدهس الشعب أمام ماسبيرو ثم محمد محمودثم شارع القصر العيني والمجمع العلمي، وبعد أن اشتعلت النار في كل مكان وبعد أن زاد الاحتقان صنعتم حائطا أسمنتياً، بعد إيه ، بعد خراب مالطة، ألم تتعلموا؟! الثالثة تابتة كما يقول المثل، وهناك مثل آخر ( المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين ) ، أما أنتم فخيالكم واسع ، وتم لدغكم ثلاث مرات، ولم تتعلموا بعد ، أقول ايه لا مؤاخذة ... ولا بلاش ، فأنتم تنظرون وتتفرجون وتشاركون من طرف خفي في تأجيج الأحداث وكله على عينك يا تاجر بالصوت والصورة، وعدتم للمرة الألف إلى القول إنه الطرف الثالث الذي يلعب، بالذمة ده كلام، مش مكسوفين على نفسكم، ثلاث مرات وأنتم تضربون بنفس القلم وبنفس السيناريو ونفس الحبكة الدرامية ومع ذلك لا تدرون من هو الضارب، إن المشهد يُعاد ثلاث مرات،أي كلاكيت ثالث مرة، ومع ذلك لا تعرفون من هو الطرف الثالث، أنا أقول لكم من هو الطرف الثالث ، إنها أمي ، أمي هي الطرف الثالث، لقد خرجت من التربة وولعت مصر بلدي والدنيا كلها، ثم عادت إلى مدفنها مرة ثانية... بالذمة دي مش خيبة بالويبة، ثم تعقدون المؤتمرات الصحفية وتبررون وتعودون لتتأسفوا على ما حدث على نفس طريقة ( خالتي بمبة ) وينقصكم أن تقولوا مقولتها ( يا عيني عليا ) .
بقولكم ايه ، إن خالتي بمبة ماتت وراحت أيامها .. لماذا لا تذهبون أنتم أيضا كما ذهبت خالتي بمبة ...؟
خلص الكلام
وإلى لقاء مع الكاتب / طارق رجب

No comments:

Post a Comment