يالا نغني .... للكاتب/طارق رجب
يا جنزوري ... عيب اعمل معروف ... عيب منتش مكسوف؟!
يا جنزوري عيب اعمل معروف ، عيب منتش مكسوف... يا جنزوري عيب ... يا خويا عيب ... يا عمي عيب... عيب ... عيب!
هذه مقدمة نأتي الآن إلى الموضع الذي أدى بنا إلى كتابة تلك الأغنية، وللعلم من كانت تغنيها هي المطربة الراحلة ثريا حلمي، أما الموضوع يا أعزائي القراء أن السيد الدكتور الذي أخذ اختصاصات رئيس الجمهورية ويا ليته ما أخذها ، فهو إن قام بذلك الأمر بصفته رئيسا للوزراء كنا قلنا إنه عبد المأمور، وأن من هو فوقه قد أمره بذلك التدني والانكسار ولكنه اعترف وأقر صراحة أنه لديه كافة الصلاحيات والاختصاصات فيما عدا العسكرية منها والقضائية، إذن الرجل مسئول وعلى دراية بما يفعله، وأول شيء لابد أن يدري به أنه يتحدث باسم مصر، وما يفعله كأن من قام به فعلا هو كل فرد في مصر، وعندما يصعد ويرفع رأسه فإنه يصعد ويرفع رأس كل مصري، وعندما يخفضها ويكسرها ويستذلها فهو يكون قد خفض وكسر واستذل كل فرد مصري. هنا تسألني يا قارئي العزيز علام كل ذلك؟ أقول أن السيد الدكتور الجهبذ مازال يسير على نفس منوال ولي نعمته ومعلمه في التسول والشحاتة المسيو مبارك، فها هو قد جزرنا وقام بفرش المنديل مثله في التسول، ورجاء المساعدة من هذا وذلك كما كان يفعل مبارك، وبعد أن يخفض كرامة مصر يأخذ ما تسوله ويهربه للخارج ويترك الشعب الجوعان أشد جوعا مما كان بعد أن يضيف إليه، أي إلى الجوع، الذل والانكسار والمهانة من العالم أجمع، وها هو الجنزوري الذي جزرنا يقف في المؤتمر الصحفي الأول له ليستجدي العالم ويقول بكل صفاقة إنهم وعدونا أن يعطونا وأن يساعدونا وأن ...وأن...، ثم قاموا بإعطاء غيرنا وتركونا، هنا أرد عليه " يا جنزوري لقد أعطوا غيرنا لأننا لسنا مثلهم ، إننا مصريون لن نستجدي ولن نطلب من أحد شيئاً، فكرامة المصري فوق كل شيء. إن الاستجداء يا جنزوري هو حيلة الخيبان الذي لا ساعد له ولا همة، ولا أرض ولا رُمّة، ولا أهل ولا كلمة، ولا صوت ولا قوة، ولا موارد ولا كرامة، ولا أثر ولا حضارة، ولا ذاكرة ولا تاريخ. إننا نختلف ويجب أن تعترف أننا نختلف، ولكن الذنب ليس ذنبك ولكن ذنب المتسول الأكبر القابع الآن في مستشفى عشرة نجوم، ضحكوا علينا وأسموها سجنا، في الوقت الذي يقيم فيها في جناحه إقامة الملوك على قفا الشعب الأهبل الذي سرقه وذله وتسول على حسه وحوله لشعب من المتسولين الهمج الجاهلين وأفرز منهم أولاد الشوارع الناقمين على بلدهم وعلى حاضرهم وماضيهم وليس لهم أي مستقبل فأحرقوا التاريخ والأثر والتراث ممثلا في المجمع العلمي، وهاهم الوهابيون الذي أتى بهم مبارك ووضع بذرتهم الأولى بعد أن أتى بها من السعودية يطلعون علينا ببدعهم وجهلهم ويقولون أن الفراعنة كفرة وآثارهم أصنام يجب هدمها واندثارها. إنهم يا أعزائي القراء لا يختلفون كثيرا عن أطفال الشوارع، فهم ناتج نفس الإفراز ، إفراز الجهل والاستيراد من الخارج، فأولاد الشوارع هم نتاج تسليم مبارك عقله للصهاينة ورجال الأعمال، عفوا اللصوص الظرفاء، وغياب العدالة ومحاباة الغني والدوس بقسوة على الفقير المعدم، فكان طبيعيا أن يأتي الاثنان أولاد الشوارع والوهابيون بعد تعاونه مع السعوديين واستيراد الدين المستأنس منهم، فاستورد الوهابيين الذين يتقولون بالدين، وفي ذات الوقت يدينون بالولاء الكامل للحاكم أيا كان حتى لو كان فاسداً فاسقاً، وكما تعلمون لآخر لحظة قبل تنحي مبارك كانوا يؤيدونه ويتهموننا بالخروج على الراعي الذي ما كان يحكمنا لولا إرادة الله، ثم يتشدقون الآن أنهم وأنهم وأنهم، هذا قد أوضحته في مقالات سوف تقرؤونه. وفي نفس الوقت استخدم هؤلاء الوهابيين تحت مسمى السلفيين ليضرب بهم الإخوان، أنا هنا لا أحابي الإخوان، فلست منهم ولن أكون يوما ما منهم، فأنا مصري خالص مخلص، ومسلم نقي خالص مخلص، لا أدين أو أتعاطف مع هذا أو ذاك إلا لشيئين، ربي خالقي، وبلدي موطني، نعود ثانية للموضوع الأساسي ألا وهو سياسة الاسترزاق والتسول والاعتماد على الآخر، أي الاعتماد على من سيعطينا أو من يساعدنا أو ينقذنا، إن الغرب أو الأمريكان أو الأوربيون أو الخليجيون أو الوهابيون في السعودية لن يطعموننا ولن يكسوننا ولن يعطوننا إلا بقدر ما سيأخذونه منا، وما سيأخذونه منا أكثر بكثير مما سنأخذه نحن منهم، إن اللقمة يا سادة مصيرها المصرف، والهدمة مصيرها أن تُبلى ولكن الثمن سيكون فادحا، ذل وانكسار وركوب علينا، إن هؤلاء قبل قيام الثورة كانوا مع مبارك وما زالوا معه، ولكن عندما قام الشعب اضطروا – خذوا بالكم يا قرائي الأعزاء من كلمة اضطروا هذه – اضطروا إلى نفاقنا والإدعاء أنهم يقفون بجانبنا، بل قد صنعوا شو إعلامي لنا ولهم على مثل (الاسم لطوبة والفعل لأمشير) بمعنى أنهم احتفلوا بنصرنا والحقيقة هم يحتفلون أمام أنفسهم بأنهم سينتصرون علينا كما انتصروا من قبل على مبارك. لقد قالوا أمام العالم أنهم معنا وأنهم يهنئوننا وبذلك يغسلون أنفسهم من مبارك ومن التعاون معه، ولكي يكون الشو قويا قالوا أننا سنقوم ( عقابا لنا على تعاوننا السابق مع مبارك وتركه ليظلمنا، ومشاركتنا معكم في ظلمكم) أننا سنقف معكم ونساعدكم، وسيكون لكم نصيب كبير من الخمسة والثلاثين مليار من الدولارات، ونصيبكم سيتعدى الخمسة عشر مليارات منها، فرح بها المسئولون الذين هم من نفس نسيج مبارك وصدقوا أن الحدايات يمكن أن توزع علينا كتاكيت، ثم فوجئوا أن الحدايات قد لحست كلامها وتراجعت عما وعدت به من قبل، وتحججت بالأمن ومن هو المسئول الذي سيأخذ تلك العطايا أو ...أو... وهاك يا دش، وهاك يا كلام في الوقت الذي دخلوا فيه مصر عن طريق عملائهم المجندين من قبل، والذين تم تجنيدهم لاحقا تحت مسمى الجمعيات الأهلية وجمعيات الرأي ووزعوا أموالا ليس لبناء مصر ولكن لضربها وهدها وإذكاء النعرات التي حدثت وتحدث الآن، وشق الصف المصري، وسريان داء التخوين والمصالح الخاصة والفئوية ، وهدم ما تبقى من اقتصاد وبورصة، ونسوا مصر ونسوا الثورة، وبذلك يتم تشويه الثورة، وتفتيتها ، فهم في الحقيقة لا يريدونها أن تستمر، بل يريدونها هكذا، ثورات وانتفاضات تأكل بعضها بعضا، وفي ذات الوقت تلعب أمريكا شيكا بيكا واسرائيل كما تشاء، وهاهي القدس قد أوشكت أن تؤكل عن آخرها، وها هو اللعب من كل مكان على ودنه من السعودية وقطر، وتزكية الوهابيين تحت اسم السلفيين لاحتلال مصر عن طريقهم، وها هي آخر إبداعاتهم ( السلفيين ) تكوين جماعة الأمر بالمعروف على الفيس بوك كما توجد في السعودية الأم، وبالتالي تتحول مصر إلى ولاية تابعة للوهابيين السعوديين، والسلام عليكي يا ثورة، والسلام عليكي يا مصر، ووسط ذلك الخضم يدعي الجنزوري أن ذلك أمرا طبيعيا أن تساعدنا الدول ( وهو ما أورده في مؤتمره الصحفي أول أمس) ويعطي مثلا بأمريكا، أقول له إن أمريكا يا رئيس يا تعبان ياللي سلمت النمر خلاص مثلها مثل المعلم الكبير الذي لديه الكثير والكثير، وعندما يتقرب إليه من حوله من صبيان أو معلمين صغار ويقدمون له اليد ليس بدافع المساعدة، و لكن الحج والتقرب إليه ليس إلا، ولكي يفتخروا بينهم وبين أنفسهم أنهم قدموا ووقفوا بجانب المعلم الكبير في زنقته وغرضهم إنهم بذلك الصنيع المعلم الكبير لن ينساهم وسيقربهم إليه نجيا، وهم في ذات الوقت لن يقدروا على ذله أو الركوب عليه لأنه ببساطة معلم كبير لديه الكثير والكثير ، فما سيقدمونه له يعد نقطة في بحر ممتلكاته، وبالتالي الوضع يختلف، وإذا كان يقول أن اليونان تمت مساعدتها ووقف الأوربيون بجانبها فأرد عليه خسئت فإن اليونان تقع داخل منظومة اليورو والأمم الأوروبية أي هناك شراكة ومصالح مشتركة، وهم يخشون على عملتهم اليورو واقتصاديتهم، فلو تركوا اليونان تنهار وتسقط لا شك سيتأثر بذلك اليورو وسيأتي الدور على بعضهم، ومن ثم ينهار اليورو نفسه، ومن ثم تنهار المجموعة الأوروبية كلها، وفعلا حدث ما أقوله حيث ابتليت إيطاليا بأزمة على أثر أزمة اليونان، واهتز اليورو، وحدثت مواجهة شديدة بين المجموعة الأوروبية وانجلترا، وبالتالي فإن اليونان وأمريكا تختلف تمام الاختلاف عما تتحدث عنه يا مسيو جنزوري، فإنك تدعي أنك رجل اقتصاد وتخطيط، فلو كنت كذلك لكنت خططت غير ذلك، ووضعت مخرج اقتصادي مصري يحافظ على كرامتنا كمصريين غير ذلك المخرج التسولي الفج، وإنك إن كنت تريد أن تعرف الحل لهذه المعضلة فالعبد الفقير مستعد أن يعرفك إن أردت ذلك، لذلك عليك أن تعلم أنهم لن يعطونا أبدا لأجل الله والوطن، فهم يعاملوننا مثل قطيع الغنم، فمقابل المرعى نسير خلف الراعي ليقدمنا إلى مورد الماء والطعام، إننا لسنا غنما يا جنزوري، ولن تكسر أعيننا بعد الآن، فمن يعطينا في الصباح باليد أمام الناس والعالم سيأتي في المساء ليطرق بابنا ليغتصبنا ويهتك عرضنا، وياليت الأمر ينتهي على هتك العرض والاغتصاب وفقط، ولكن ما قسوة هتك عرض النفس واغتصابها؟ إنها أشد وأنكى يا جنزوري فعندما تكسر النفس وتشل الإرادة وتُكسر تهون النفس ويموت الإنسان ولا تقوم له بعد ذلك قائمة، ونحن قمنا ونفضنا عن أنفسنا غبار الهتك والاغتصاب، وغُسلنا واغتسلنا ، وخرج من أصلابنا أولاد وبنات عذارى وأبكار لم يُهتكوا بعد ولن نسمح لهم أن يهتكوا كما هُتكنا. وأقسم بالله لو سلموا شبابنا أنفسهم للهتك سنقتلهم بأيدينا ونتخلص من عارهم وعارنا، إننا ما صدقنا أننا نظفنا أنفسنا، وأن أولادنا في غاية النظافة، والقوة والكرامة والكبرياء، أبكارا وعذارى ولم يدنسوا ولم يتم ركوبهم كما ركبونا .. لا ...لا يا جنزوري اتركها لمن هو أهل لها. لا نريد من يقودنا يحمل نفس الفكر السابق، فكر التسول ومد الأيدي والاعتماد على الآخر وكسر العين والركوب علينا في المساء على حين غفلة منا، إننا نريد حكومة لديها كرامة ترتفع وترفع مصر وترفعنا معها كمصريين، نريد أن نعود إلى سابق عهدنا كمصريين نبني ونشيد ونأكل من غرس أيدينا ونقدم المساعدات إلى الآخرين ويعود المحمل محملا إلى كل مكان، وليست إلى الحجاز سابقا والسعودية حاليا وفقط. إننا يا جنزوري يجب أن تعلم أننا أسود مصريون طول عمرنا نسود، ودائما وأبدا سوف نسود إلى قيام الساعة. ومن علامات تسيدنا إلى قيام الساعة هو أننا خير أجناد الأرض، وفي رباط مع الله إلى قيام الساعة، فلن يكون من هو في رباط مع الله إلى قيام الساعة إلا أسداً يسود، والآن أختم كلامي كما بدأته .. عيب ...عيب يا جنزوري عيب.. عيب اعمل معروف.. عيب منتش مكسوف ... يا جنزوري عيب .. يا اخونا عيب ...يا عمنا عيب.. عيب .. عيب
خلص الكلام
وإلى لقاء الكاتب/ طارق رجب
No comments:
Post a Comment