طلقة موت ... للكاتب طارق رجب
تحذير إلى السلفيين ... مصر ليست بلدكم وحدكم
هذه المقولة أقولها للوهابيين الذين يلقبون بالسلفيين، حيث أقولها لهم وبكل قوة مصر ليست بلدكم وحدكم، إنها بلدنا نحن المصريين، أما أنتم فأنتم ضيوف علينا وعليها ببدعكم التي أتيتم بها من هناك من أرض الحجاز والتي تُسمى الآن بالسعودية. فإن كنتم تريدون تنفيذ ما في أمخاخكم فعليكم بالعودة بما أتيتم به من هناك، والعودة به ثانية إلى هناك حيث تنفذون فيها ما تعلمتوه هناك، وما ابتدعتموه من بدع، وإياكم إياكم أن تقولوا لنا وتتقولوا علينا إنها من مآثر الرسول عليه الصلاة وأفضل السلام، فالحقيقة الرسول منكم براء، الرسول منكم براء، الرسول منكم براء. فلو كان الرسول (ص) حاضراً بين ظهرينا الآن ما كان فعل ما تفعلون أو تريدون وتنتوون فعله، فلو نظرتم للغة القرآن نفسها فهي أتت لتتحدث بلسان عربي مبين، أي لسان القوم الذين ظهر بينهم الرسول الكريم، وعلى نفس القياس كان الرسول صلى الله عليه وسلم عندما هاجر إلى المدينة ورأى أهلها يقلمون ويطّعمون نخلهم فنهاهم عنه، ثم كان الموسم التالي فنقص الناتج من الحصاد، فقال قولته المشهورة ( أهل يثرب أدرى بشعابها ) ومنها أيضا ( أهل مكة أدرى بشعابها) وبالتالي كل مكان أدرى بمكوناته وأهله. من ذلك نستخلص أن لكل مقام مقال، ولكل زمن أمره، ولكل يوم دولته، ولكل حادث حديث. أراكم يا سادة ماذا ترون لو ظهر الرسول صلى الله عليه وسلم في أيامنا هذه، هل سيكون فكره وآراؤه مثل فكره وآرائه منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام. كلا ، وألف كلا ، إني أراه سيختلف في الشكليات دون الإخلال بالمضامين. إنني أراه عليه الصلاة والسلام سيركب الطائرة والباخرة والسيارة بدلا من الدابة أو ..أو.. ، وأراه يرتدي الملابس التي تناسب العصر الحالي ، ويستعمل المعاجين ومساحيق في التنظيف. هل سأل أحدكم نفسه لماذا الرسول كان يرتدي هذه الثياب، أقول لكم لأنها كانت هي المألوفة والمعتادة في ذلك العصر وذلك الزمان، وإلا لارتدى ما كان يرتديه جده إبراهيم عليه السلام ، فهو من أتى بالحنيفية السمحة، ولكان تحدث بلكنة أهل كنعان، فهو أولى بجده من أي أحد، أو كان فعل مثلما كان يفعل أبونا آدم عليه السلام. إذن الموضوع يا سادة ليس موضوع ملابس نرتديها مثلما كان يرتدي الرسول صلى الله عليه وسلم، أو لحى تُطلق، أو آراء مُصمتة ولكنه كان متفتحاً على عصره وعلى ما بعد عصره. وها نحن قد تغيرت العصور، ولكن لم تتغير الأفكار بما يناسب العصر والزمن، فكل شيء قابل للتنقيح والنسخ في الشكل دون الخروج عن المضمون، بمعنى أنه لا تحريف مطلقاً في نص قرآني أو حديث نبوي بعد التأكد منه ومن مدى صحته. ولكن الأخذ بالأيسر من روح القرآن ونهج الحديث ورؤيته. إن الله سبحانه وتعالى قد قال في محكم آياته آية ( ويخلق مالا تعلمون) ، والله لولم يكن بالقرآن الكريم كلام إلا هذا الجزء من تلك الآية وفقط لعبدنا الله سبحانه وتعالى عليها، فمقولة ( ويخلق مالا تعلمون ) تعبر وتدعو إلى استمرار تطور خلق الله، فالدابة تحولت إلى سفينة، والحصان تحول إلى طائرة، والحمار إلى تاكسي أو أوتوبيس ، وهكذا. إذن هناك تطور، ولا وجود للجمود. وطالما الأشياء يعتريها التطور لم إذن لا يتطور فكرنا، لماذا لا نجتهد في إعادة تفسير النصوص بالمفهوم الذي يتناسب ومقتضيات العصر دون الإخلال مطلقاً بالمضامين. إن الفقه أربعة مذاهب خرجت في فترة تقريباً واحدة، ولم يكن بينها وبين الرسول الكريم (ص) أكثر من مائة عام على أقصى تقدير، وهي كما تعلمون : المذهب المالكي والشافعي والحنفي والحنبلي، ورغم اختلاف هذه المذاهب لم يخل أيا منهم بالنص القرآني، ولكنها اجتهادات وقياسات ورؤى تم استشفافها من روح النص والحديث. وبعد الفقهاء الأربعة توقف الفكر عن التطور أكثر من ألف عام .إذن لماذا الجمود ، لماذا التوقف عن التطور ؟ هل هم كانوا أكثر ذكاءاً وعلما منا، كلا ، إن مضحيات التطور الفكري أظهر إلى حد كبير ارتفاع مستوى الذكاء ومستوى إعمال الفكر، فلماذا إعمال الفكر في الجمادات والماديات، ولا يتم إعمالها في الفقه والروحانيات؟ لماذا لا نتطور ونعلو بديننا بما يتناسب مع عصرنا وعصر دنيانا لماذا يتوقف حالنا وفكرنا على شكل الملبس والنقاب والحركة والسكنة وظهور أمارات التخلف والعته والجهل فيما يسمى في جماعة الأمر بالمعروف المزعومة. هنا أقول لهؤلاء الجهلاء المعتوهين المتخلفين : إن الرسول نفسه لم يكره أحداً على الإسلام، بل قال له الله جل وعلا ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ) ولم يقل يا محمد امسك عصا أو كرباج وعليك بضرب كل من لا يصلي أو كل من تسير في الشارع أو الطريق، أو من معها رجل . يا جهلاء هل شققتم عن صدر هذا أو صدر هذه لتعرفوا من هو أو من هي. هل تتذكرون حديث الرسول إلى أسامة بن زيد وأنتم لم تصلوا أبداً إلى ما وصل إليه أسامة بن زيد، فهو حِب رسول الله، ومع ذلك نهره الرسول صلى الله عليه وسلم لقتله رجل قال خوفا أشهد ألا إله إلا اله عندما هم أسامة بقتله، ورغم ذلك قتله أسامة معتقداً أنه قد قالها خوفا وليس إيمانا، لذلك نهره الرسول وقال وقتها إنه يا رسول الله قالها خوفاً ولم يقلها إيماناً، فكان رد الرسول الحكيم ( هل شققت عن صدره يا أسامة ). وها أنا أقولها لكم يا جهلاء هل شققتم عن صدورنا، والله الذي لا إله إلا هو إننا قد نكون عند الله تعالى أفضل منكم، فهو سبحانه وحده الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور. فهو لم يوظفكم علينا، ولم يبعثكم برسالة لتؤدبونا وتعلمونا وتعرفونا، فما أكثر ما تخفونه خلف لحاكم، وبين ضلوعكم، فكفاكم كذبا وادعائاً ، والدين لا تلعبون به علينا. إننا وكل إنسان مهما اختلفت مشاربه لأقدر على دينه منكم، فكل نفس بما كسبت رهينة. وأنتم لن تهدوا أبدا ما لم يهده الله، فقد قالها سبحانه جل وعلا لرسوله الأعظم من فوق سبع سماوات ( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء )، الله فقط يا جهلاء هو الهادي وليس أنتم، هل تحولتم إلى آلهة تهدون وتقيمون وتؤدبون، عليكم بأنفسكم وكفى، وإن أردتم غير ذلك فاذهبوا من حيث أتيتم وطبقوا ما تريدونه هناك في البلد التي استوردتم منها هذه البدع والخزعبلات. فإن من يريد أن يعيش في مصر فليكن مصريا خالصا وكفى، أما الدين فكل فرض مسئول عن دينه ونفسه أمام الله تعالى ، فسبحانه جل وعلا قالها ( وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ) أي ليس في عنقكم، فولوا عنا، لا تنصبون أنفسكم أولياء علينا أو على أحد، فمصر دائما وأبدا ملك للمصريين كافة مهما اختلفت دياناتهم أو ميولهم أو اتجاهاتهم، فهو سبحانه سيحكم بين الجميع يوم القيامة فيما كانوا هم فيه يختلفون وليس أنتم، وأي قانون أو دستور دنيوي يخرج لابد وأن يكون نابعا منا نحن كمصريين جميعا وليس دستوراً يأتي لفئة على حساب فئة أخرى، وكلنا يعرف وأنتم أولنا كيف وضبتم وجهزتم للعبة الانتخابات هذه، وكيف غسلتم العقول، وكيف استغللتم أمية الناس وجهلهم، وكيف تلاعبتم بمعسول الكلم، واتخذتم قول الله والرسول مفتاحاً ينتهي بحبل سقتم به البسطاء الذين لا يعرفون من أمور دينهم سوى الصلاة وقراءة آيات صغيرة معدودة ، وصيام رمضان، والزكاة إن كانت فطر أو مال، أما غير ذلك فهم يجهلونه، لذلك ساروا وانساقوا خلفكم دون وعي أو روية بعد أن ضحكتم عليهم بنص الآية ( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم ) نفس اللعبة ولكنها بنكهة وهابية مثل التي كان يلعبها مبارك ومن قبله . أتتذكرون فيلم الزوجة الثانية ، أنتم تعيدونها، كفاكم، فنحن نعرفكم ونفهمكم، لا تلبسون الحق بالباطل وأنتم تعلمون. لا تتلبسوا بالدين وتترأسون به علينا. الدين والإسلام هي علاقة خاصة بين العبد أي عبد وربه فقط دونكم أو دون غيركم، أما الحياة فلها مقياس آخر طالما لا يخرج عن نطاق الدين ومضمونه الأٍساسي ولا يشذ عنه. إن القانون والدستور لابد أن يكون نابعا منا كمصريين وفقط، لا نقلد نظام أمريكا أو فرنسا أو تركيا أو اندونسيا أو اسبانيا أو انجلترا أو السعودية. فاهمين، لن نقلد السعودية، فنحن نرى أنه سيأتي اليوم الذي ستتحلل فيه السعودية مما هم فيه من أغلال وتعود حجازا كما كانت دائما وأبداً، ولكن ليس ذلك وقت الحديث في ذلك الأمر، فقد أفرد له مقالا أو أكثر. ولكن لكل حديث حديث، والآن أكررها: إن أردتم تطبيق شيء معين في مصر فعليكم بدلا من أن تتعبوا أنفسكم في تنفيذه هنا في بلادنا نحن وتفشلوا لأننا لن نسمح بحدوث ذلك هنا. لذلك عليكم أن تأخذوها من قاصرها وتنطلقوا إلى أرض الحجاز المسمى بالسعودية وطبقوا ما تريدونه تطبيقه فيها، وعيشوا هناك عيشة فل ، فالفكر هناك مطبق لن تتعبوا في تطبيقه، والمال كثير. فبدلا من أن يحول إليكم من هناك إلى مصر بلدنا، إذهبوا هناك وخذوه هنيئاً دون معاناة التحويل والاتهام لكم أنكم متوانسون معهم ، فعيب جدا أن تكون يدكم معهم علينا ، ابعدوا عنا وأريحوا وارتاحوا، واتركوا مصر للمصريين. فمصر لن يكون فيها مخلطاً لا وهابية أو شيعية أو ..أو... مصر لها مذهبها الخاص، وإسلامها الحنيف السمح دون مغالاة او تطرف ( فإنما أُهلك الذين قبلكم ) بشدة مغالاتهم في دينهم حتى سأم الناس من دينهم من كثرة ما يلقون عليهم وكثرة التضييق الذي يؤدي إلى الاختناق، فديننا يسر، وبلدنا جميلة ذات تاريخ وحضارة علمت الأمم كافة، فلن يأتي اليوم الذي تعلمنا فيه السعودية أو غيرها، فالأمريكان لن نسمح لهم بفرض أي أمر علينا، وكذلك السعودية وتوابعها، وأمريكا وتابعتها ننوسة العين والنني المسخوطة دائما اسرائيل، والأمم الأوروبية إن ظلت مؤدبة وعلى احترامها لنا فهي على العين والراس، ولكن إن شذت فسنشذ نحن أيضاً، فنحن المصريون ليس لنا كبير إلا الله وفقط، أما ما دون ذلك فنحن الأعلى والأقدر والأعلم، فأين هم منا؟ وأين كانوا عندما كنا؟ وبحق لا إله إلا الله سنعود كما كنا، فالمارد المصري قد خرج من القمقم مثله مثل مارد سليمان الذي يجيب مطالب عدة لمن أخرجه، فهو في العادة يقدم إليه سبعة طلبات. سيقوم المارد المصري بتقديم هذه الطلبات السبعة لكل العالم، سيقدم إليه العلم والتاريخ والعمل والإيمان السمح والسلام القوي المبني على آية الله الصريحة ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم) أي نخيفهم وفقط، ولا نعتدي أبدا إلا إذا اعتدي علينا ( فاعتدوا عليهم مثلما اعتدوا عليكم ). هكذا نحن المصريون، وسنظل دائما وأبداً هكذا، أما المطلب السادس فهو الديمقراطية الحرة الكاملة غير المنقوصة، والمطلب السابع هو العدل والمساواة في كافة الحقوق والالتزام بكافة الواجبات بحيث يعيش كل فرد مصري على أرض مصر في سلام ووئام لا يدوس طرف على الطرف الآخر، فلا يوجد بيننا أبدا آخر، ، فالكل مصريون لا وجود لتحزب ديني أو فكري، لا وجود لسلفي وهابي أو إخواني أو مسيحي أو شيعي أو .. أو .. فالكل مصري ، أما دينه فهو داخل شغاف قلبه ويغذيه بسلوكه أمام الكافة دون تغيير أو فرض فكره على الآخر بالقوة، ولتكن مقولة ( قول غيري خطأ يحتمل الصواب وقولي أنا صواب يحتمل الخطأ )، هكذا سنسود، هكذا سنكون مصريون قولا وفعلا، هكذا سيأتون ليأخذوا منا، فهذه عادتنا ، نعطي ونعلم ولا نأخذ مقابل لما أعطيناه أو علمناه أو آويناه وسترناه، فنحن هكذا دائما وأبداً الأعلى ، فنحن الأعلى، نحن الأعلى، نحن الأعلى.
خلص الكلام
وإلى لقاء الكاتب / طارق رجب.
No comments:
Post a Comment