Sunday, 22 January 2012

مثلث برمودا ا لشرق أوسطي

ضرب آلي يا غالي .......للكاتب / طارق رجب
مثلث برمودا الشرق أوسطي
هل تعرفون يا أعزائي مثلث برمودا أظنكم تعرفونه جيدا ، ومن لا يعلم أو لا يعرف ، سأوجز كلمتين فقط، وهما أن ذلك المثلث يُطلق عليه مثلث الموت، فمن يقترب منه هالك لا محالة، حيث يتوقف الزمن وتتوقف الأشياء أو تتغير تغيرا كليا دون أن يشعر الشخص أو من حوله بذلك التغيير، كما أن من يدخل أو يقترب من ذلك المثلث أوحتى حافته فهو هالك لا محالة ومقضي عليه.
نعود الآن إلى موضوعنا الذي أعنيه وهو المثلث البرمودي الشرق أوسطي، فأنا أرى أنه بعدما حدث في مصر من ثورة ناجحة نابعة وما بثته من ذعر وخوف داخل النفس الإسرائيلية ، وذلك الاضطراب الأمريكي الأوروبي، لم يجد في النهاية مناصا إلا تأييدها، ونفض يده من نظام مبارك حتى يلحق بالركب ويكون معنا لنكون معه، لا عليه، فهو يعلم ما مدى أهمية مصر، فقد تعلم من الدرس الإيراني، من الناحية السياسية والدرس الناصري من الناحية الإقتصادية، فمماطلته هو والبنك الدولي في تمويله للسد هو ماحدا به – أي بعد الناصر – إلى الانقلاب على المعسكر الغربي والتعاون مع المعسكر الشرقي ممثلا في الاتحاد السوفيتي السابق، فأدى ذلك إلى أشياء كثيرة عانت منها الولايات المتحدة وأوروبا، مما استتبع القيام بعمليات المقصود منها أو الغرض منها هو تحجيم ناصر والقضاء عليه في حرب 67، فهم قد وعوا الدرس ولا يريدون إعادة التاريخ أو الوقوع في ذات الأخطاء السابقة، لذلك نراهم يحاولون إحتواء الثورة والثوار بشتى الطرق، حتى الهيئة العسكرية يحاولون استمالتها، ومن سيأتي رئيسا يحاولون وضع إصبعهم فيه ليذوقوا طعمه بعد المشاركة في طبخة، ناهيك عن المجلس وما سوف يؤول إليه الحال من وضع دستور جديد أرى أنهم في أمريكا ارتؤوا تأجليه إلى ما بعد الانتخابات التي أرى أنها سيكون فيها الكثير والكثير، فهم يعدون ويمولون من سيكون له أرجل ويد ولسان داخل المجلس سواء من بعض أعضاء الوطني بعد ارتدائهم عباءات بمسمى آخر، ناهيك عن الإخوان والسلفيين حيث أرى أنه سيحدث كثير من التطاحن والتباين في الرؤى بينهم وبين الليبراليين حتى يصدر الدستور الجديد، وهذا كله في صالح أمريكا والغرب وإسرائيل لكي يلتقطوا الأنفاس، خاصة أنه هناك انتخابات أمريكية ورعب عربي سعودي خليجي على الأخص، كلا منهم يحاول استمالة فصيل من الفصائل المؤثرة في الحركة الانتخابية في مصر، والتي سيأتي من نتيجتها هذا المجلس، لذلك كنت أرتئى أن صدور الدستور قبل الانتخابات ويُستفتى عليه الشعب كان سيكون أفضل ويريحنا من الكثير من هذه المهاترات والمشاكل التي كنا في غنى عنها ... ما علينا ، وقعت الهيئة العسكرية تحت الضغط الأمريكي والسعودي والداخلي المدعوم من الإخوان والسلفيين، وداخلي آخر مدعوما برجال النظام السابق التي مازالت تحاول الوقوف والظهور ولو بوجه آخر وثوب آخر ، ممثلا في حزب آخر أو هيئة أخرى تجنبا للمواجهة والسقوط، مدعومين بجيش ثنائي من رجال الأعمال المرعوبين مما هو حادث، ويحاولون الوجود والظهور من جديد، وكتائب ( الإعدام الإعلامي ) وجيش المؤيدين والمنتفعين، ممثلا فيمن يذهبون كل مرة للانتخابات نظير الترضية أو الثمن الإنتخابي لهم ، وقد ارتفعت أسهمهم في بورصة الانتخابات الآن، حتى وصل الصوت الواحد إلى أكثر من ألف جنيه وقد يصل إلى الألفين نظرا لندرة وعدم تأييد الهيئة الحاكمة السابقة للناخب، وفي ذات الوقت هو لديه الاستعداد لدفع أي ثمن للوصول ليحافظ على الأقل على ماكان عليه هو ومن معه، وعدم المساس به أو بمنظومته العاملة.
أترون يا أعزائي القراء، إن الموضوع جد خطير، ولكن نخرج الآن من ذلك الأمر ونعود إلى ما كنا نتحدث فيه وهو المثلث البرمودي الذي أتمناه، ولكن ما أخشاه أن تسقط الثورة من الداخل، وتنتهي على مفيش، لذلك أرى المثلث البرمودي لن يحدث إلا بعد نجاح مصر ومعافاتها مما هي فيه، وأن يتولى أمرها رجال ... رجال بحق وحقيقي، لا ينظرون إلى المصالح الخاصة، فكفاهم سرقة ونهب واسترزاق، فمصر في حاجة الآن إلى رجال يخشون الله، يخشون الله ، يخشون الله ، وكفى،فلو تولى مصر هذه الزمرة من الرجال أبشركم بعودة مصر عودة لا رجوع بعدها، عودة ستشجع تركيا إلى الإنضمام والانخراط مع مصر، فهي تريد ذلك ، ولكن الضعف المصري هو ما جعلها تقرر التوجه الأوروبي الذي في يقينها أنه في غير صالحها، وأوروبا أيضا تتوجس من تركيا ، وأمريكا قلقة ، لذلك أرى مسألة الانضمام التركي إلى أوروبا مشكوك فيها ، لذلك فهي مثل الراقص على السلم، تنتظر أن تقوى درجات السلم المصري لتنضم إليه صاعدة، وفي ذات الوقت إيران كما نعلم مبارك العميل الأمريكي رقم 1 حاول تكرار إخافة العرب والمصريين من القوة الإيرانية، مدعوما بالخوف الأمريكي الأوروبي المدعوم هو الآخر بالأمر الإسرائيلي، متهمين إيران بالسعي لإمتلاك أسلحة نووية في الوقت الذي يغضون فيه الطرف عن إسرائيل المالكة فعليا للسلاح النووي والكيماوي والبيولوجي وكافة أنواع الأسلحة الأخرى التي تأخذ تقنيتها من أمريكا وأوروبا إما بالتراضي أو بالسرقة، ولنا في الجاسوس الذي جندته إسرائيل داخل البنتاجون نفسه خير مثال، وانتهى أمره بعد اكتشافه على مفيش، وهذا إن دل على شئ فإنما يدل على قوة إسرائيل داخل أمريكا وأوروبا وتغلغلها داخل المجتمع، لذلك أرى أن الاتحاد الثلاث المصري التركي الإيراني سيكون له أبلغ الأثر في ذلك، حيث ذلك التقارب سيأتي خلفه منضما إليه السعودية ودول الخليج بعد أن يطمئنوا جانبا من الهوس والخوف والذعر الذي بثه الأمريكان لديهم تجاه إيران، هذا إلى جانب العراق بعد أن تتعافى، ودول المغرب العربي وليبيا ثم العمق السوداني والإثيوبي وما يتبعه من دول إفريقية، هذا إلى جانب دول شرق آسيا ( النمور الآسيوية ) باقتصادياتها والأراضي البكر القابلة للزراعة في إفريقيا والقوى التكنولوجية في إيران وتركيا والعقول المصرية و القوى البشرية بها، أرى أنها ستكون باتحادها ( القوة الرابعة ) التي ستتكون من خلال ذلك المثلث البرمودي الذي أنادي وأدعو الآن إلى تكوينه، ستنضم إليه كل هذه الدول الخائفة المرتعبة، فهي لن ترتمي في الأحضان الأمريكية والإسرائيلية والفرنسية إلا مجبرة لأنها لم تجد آخرين وقفوا أمام هؤلاء ، ومع هذه الدول على الأقل نحن لن نستنزف مقدراتها أو ثرواتها، ولكن سيحدث نوع من التكامل التفاعلي مرتبط بمجموعة من المصالح الإجتماعية والإقتصادية والسياسية والعسكرية ولثقافية المشتركة على مبدأ ( فيد واستفيد ) ونحن جميعا نأخذ ونعطي بعضنا البعض ، في هذه الحالة ستكون القوة الرابعة جاهزة للانطلاق والخروج من مكمنها لتقول نحن هنا ، ومن يقترب منا هالك لا محالة ، من يدخل إلينا يضيع ومن يخرج منا يأخذ ويفرض سطوته على الجميع.
وإلى لقاء ... الكاتب / طارق رجب

No comments:

Post a Comment