Sunday, 22 January 2012

أوباما نصاب عالمي

طلقة موت ...... يقدمها الكاتب / طارق رجب
أوباما نصاب عالمي
قد يتبادر إلى ذهن عزيزي القارئ عندما تقرأ عنوان المقالة بالتهجم عليه والاستهجان ولكن قبل أن تنفعل ويحدث لك ما لا تحمد عقباه تريث وأنصت إليه واقرأ المقال لآخره، وبعدها قرر هل أنا على حق أم لا ؟
نبدأ المقال ، أولا أنا في العادة أرتب الأفكار وأقدم دائما المعطيات، وبعدها أتركك يا عزيزي القارئ تعمل فكرك وتصل أنت إلى البرهان الذي لن يختلف كثيرا عن برهاني الذي وصلت إليه قبلك، لذلك دشنت لك ذلك المقال، هلم معي يا عزيزي القارئ وتذكر جيدا عندما وصل أوباما إلى سدة الحكم، بل قبل أن يصل إليها كانت له معطيات قدمها للعرب والمسلمين ومن بينها حل القضية الفلسطينية وغيرها من القضايا العربية والإسلامية العالقة، وقد نوه في سيرته الذاتية أنه ذا أصول إسلامية، ويفهم ويتفهم معنى الإسلام رغم ديانته المسيحية ، حيث جدته لأبيه أفهمته وعلمته من سلوكها وعادتها بعض تلك الأصول، كما كان لمعيشته في صباه مع والدته في ماليزيا وهي دولة إسلامية كما تعلم بالغ الأثر على تكوينه بل إن أمه كما تحدث عنها لم تكن أبداً متعصبة لدين معين، بل دائماً منفتحة على الأديان الأخرى وجعلته كذلك، فالولد نبت أمه، ورعايتها، وقد كسب بذلك تعاطف الأصوات الإسلامية والعربية أو ذات الأصول العربية، وكان بث الانتخابات على الهواء وكم من عرب ومسلمين دعوا له بالنجاح والفوز على جون ماكين، حتى تحقق ما عزم عليه ووعد به، ثم جاء خطابه الاول إلى الأمة والعالم موضحا دونما لبس أو غموض انفتاحه على العالم الإسلامي والعربي وحل مشكلاته والمساعدة على حلها وطي صفحة بوش السوداء، وإنهاء المشكلة الفلسطينية وتكوين الدولة وإظهارها إلى الوجود،ولكي يزيد من تأكيده جاء إلى القاهرة وتحدث من داخل أروقة جامعة القاهرة، وأسهب في الحديث حتى اعتقدنا أنه قد آن الأوان لحل القضايا العالقة، إنه قد أتى أخيرا الرجل الأمريكي الذي سيحل كافة المشاكل وتنظيف ما قد علق بالأذهان من صلف وعنجهية بوش ومآسيه التي أحدثها في العراق وأفغانستان والعالم الإسلامي كله، والفلسطيني أيضا ، فعملية الرصاص المصبوب مرت أمامه ووقع عليها بالإيجاب وإن كان بوش الموقع الرسمي لها وللأسف كان له أعوان عرب على رأسهم الرئيس الفاسد مبارك عميله رقم 1 ، ثم جاءت زيارته لإسرائيل حيث كان خطابه به بعض التحفظ ولكن مر علينا ولم نعره إهتماما بعد أن أوجدنا له العذر أنه لم يشأ المواجهة الشديدة لإسرائيل وهو في عقر دارها، ثم كانت زيارته لماليزيا وأكد ما سبق أن أكده في القاهرة، ثم سارت الأمور وبدا قويا بعض الشئ أمام اسرائيل في مسألة المستوطنات ثم ما لبث أن عاد أدراجه معطيا ظهره للجميع محتضنا واحدة فقط هي إسرائيل مفضلها على العالمين، وطغت الأحلام وذابت الوعود على الحائط الإسرائيلي وأضحى من يحكم أمريكا ليس أوباما ولكن بكل أسف النتنياهو ووزير خارجية أميركا الحقيقي ليست هيلاري كلينتون ولكن ليبرمان وكل ما يخرج من فم الاثنان يعاد صياغته للهجة الأمريكية على لسان أوباما وهيلاري بعد تحسين الكلمات وتنقيح وتنقية اللهجة ولكن الفحوى واحد، والمنحى والاتجاه واحد، لدرجة أدخلتنا في ( حيص بيص ) وأيقنا أن أمريكا أو الإدارة الأمريكية ما هي إلا مجرد ستار أو أراجوزات تتحرك خلف الستار، بينما يقبع اللاعبان الأساسيان وهما إسرائيليان بالطبع خلف الستار يحركان بأصابعهما الأراجوزات، هذا غير ما أحدثه اللوبي اليهودي في ممارسته للضغوط الاقتصادية بطريقته البالغة القسوة في الوول ستريت حيث سوق المال وتم حبس وتكتيف الاقتصاد الأمريكي ورهنه تحت ذمة هؤلاء اليهود، وأدى ذلك إلى ما أدى إليه من أزمة اقتصادية كانت ( قرصة أذن ) للإدارة الأمريكية استتبعها تحولها إلى طرف مدين لطرف ثالث وهو الصين، وإن كان ما حدث كان بحبكة من هؤلاء اليهود وأضحى الاقتصاد الأمريكي وأمريكا نفسها على حافة الهاوية وأضحى بالتبعية أوباما ومجلس إدارته مجرد ألعوبة في يد هؤلاء وبالتالي ذابت الوعود وذابت إشراقته على المستقبل وضاع الأمل وتحول إلى سرب ، والكلام المعسول والعين الصادقة إلى كذبة كبيرة مثل الكذبة التي يضحك بها النصاب ويغريك بمعسول الكلمة، ويقدم لك العديد من وسائل الإقناع حتى تصدقه وتقدم له كل ما يطلب ثم في النهاية يعطيك ( بومبة ) أو ( يلطعك على قفاك ) ويفك مبتعدا عنك وتظل طوال العمر إما تبحث عنه لتشفي غليلك أو تبكي ممتأثرا بما حدث لك من ضياع ثروتك أو تنتحر لعدم المواجهة أو تنفض عن كاهلك كل ما حدث وتبدأ من جديد ولكن ( عينك وسط راسك ) حتى لا يأتى نصاب آخر يضحك عليك بمعسول الكلم و ( يعمل لك البحر طحينة ) ثم تغرق في بحر مالح أو ( في بحر ظلمات – ظلمات – ظلمات - يا ساتر الستر يارب ) ثم تجد نفسك وقد قدمت لذلك النصاب الأوبامي أو من على شاكلته كل ما تملك وفزت يا حبة عين أمك بالسلطانية ، ألن تفيقوا يا عرب ، ألن تفيقوا يا مسلمين.... خلص الكلام
وإلى لقاء في مقال تالي
الكاتب / طارق رجب

No comments:

Post a Comment