ضربة قاضية ...... للكاتب طارق رجب
سقوط أوباما أمام نفسه في الأمم المتحدة
كانت هناك أغنية أسمعها وتطربني، ولكن للأسف لا أتذكر اسم ملقيها جيدا، وكان مطلعها " ما أحلى الرجوع إليكي" ... آه قد تكون نجاة الصغيرة هي من غنتها، ولنترك الآن مطربتنا العظيمة نجاة ونعود إلى المطلع نفسه " ما أحلى الرجوع إليكي " ولكن سوف أغير حرفاً واحدا فيها، فهذه هي عادتي يا أعزائي القراء، اللعب والتلاعب بالأحرف والوصول إلى ما أبتغيه بسلاسة وشياكة، وسوف يكون المطلع المراد بعد التعديل ( ما أحلى الركوع إليكي )، فها نحن نرى أوباما وقد ركع لإسرائيل، وحنث بكل كلامه، وعاد يتلاعب بالكلمات ويخرجها من مضامينها، فلسنا نحن وفقط من يتلاعب يا أوباما، نحن نلعب في حرف لنستمد لمقالنا حلاوته ومذاقه ، ونجعله شيقا مستحباً، أما أنت فتلاعبك فج ومخزي سيذهب بك إلى أسفل سافلين، فما أقسى الركوع يا أوباما وما أقسى الرجوع فيما كُرر وما أقسى الرجوع في المبادئ والقرارت، وما أقسى اندثار الأحلام والطموحات وذهاب الرؤى واختزالها في شئ واحد وهو إعادة الترشح مرة ثانية وأخيرة.أي يريد أن يواصل في استمراره في أداء دوره الباهت، وهو يعلم تمام العلم أنه لن ينجح وأن ما سوف يفعله من إجحاف لحقوق الفلسطينيين في إقامة دولتهم ما هوإلا امتهان للعرب وللشعوب العربية، فهو للأسف ما زال مُغيبا ظنا أن العرب كما كانوا زمان، ولا يعرف أن ثورات الربيع العربي قلبت كل المناضد والموازين وغيرت كل الأفكار، وانتهى كل ما أُتخذ وأعد من قرارات، أو أفكار عن العرب، ففي الماضي كانت الشعوب العربية منسية، ولا يوضع لها أدنى اهتمام، فهم كانوا يتصورون أن تلك الشعوب طيعة ومُستأنسة بواسطة حكامها العملاء الذي ينفذون ما تقرره واشنطن وتل أبيب، ولكن افتضح الأمر واندثرت الأفكار والرؤى وأضحت الأوراق غير ذات الأوراق واللاعبون غير ذات اللاعبين، فأضحى اللاعبون بالملايين وليسوا مختصرين في عشرة أو عشرون حاكما، بل أضحى لكي تتفاهم كل من أمريكا واسرائيل لابد من التفاهم مع أكثر من ثلاثمائة مليون عربي على الأقل، هذا غير الشعوب الإسلامية، ولنا في إيران وتركيا كارتان أصفران يقدمان إنذاران لكل من أمريكا وتل أبيب، لذلك أرى أن الموضوع أضحى غير ما كان يتوقعه أوباما، لذلك ما كان يقرره في السابق لم يعد يصلح اليوم، فكيف سيقنع هذه الملايين بكذبه وخداعه وهو لا يوجد أدنى مصالح له مع هذه الملايين، كيف سيرشيهم ؟ ، كيف سيرهبهم ؟ كيف سيضرب هذا ويلاقي ذاك؟ أنا أشفق عليك يا أوباما ، ماذا ستفعل ؟ فهل فكرت في مردود قولك ( لا ) في مجلس الأمن، أو محاولاتك الفجة في الضغط المفضوح على الدول الأوروبية وأعضاء مجلس الأمن ؟ هل لو نجح في مسعاه ورُفض الطلب الفلسطيني، ماذا سيكون المردود العربي ؟ أو بالأصح مردود الشعوب العربية ؟ هل ستصمد الشعوب العربية ؟ وهل لو نطقوا وصاحوا وهاجوا ماذا سيكون الرد الأمريكي؟ أقول أنا لكم، إن ردهم جاهز ألا وهو ( العرب إرهابيون ) نفس الإسطوانة المشروخة ستعاد من جديد في السابق من كثرة الضغوط والظلم الأمريكي تولد (الصياح الإسلامي) فكان الرد أن ( الإسلام هو الإسلام الإرهابي) والآن نعود إلى نفس الواقعة.فأمريكا دائما وأبدا لا تتعلم من الدرس أوالدروس فهناك مثل يقول ( المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين ) ألم تتعلم أمريكا وتفيق وتستفيق وتعلم أن أُس المآسي التي تأتي وتهب عليها ما هي إلا رد فعل بسبب ظلمها للعالم العربي وتواطئها مع إسرائيل؟ والآن تعيد نفس الكرة من جديد . كأنها لا تتعلم أبدا ولا تعي مع أنها ترى الرؤيا رؤية العين، هل على أعين أمريكا أو عين أوباما غشاوة، فلو على عينك يا أوباما غشاوة فأنا أعرف دكتور أخصائي عيون شهير جهبذ يمكنه علاج تلك الغشاوة وإزالتها طالما فشل الأطباء الأمريكان لديك.
أفق يا أوباما قبل أن تفيقك الشعوب العربية ، إحذر غضبها ، واحذر صيحة المظلوم.
إن ما فعله الروس في أفغانستان أدى إلى أن قام كل الإسلاميين بالدعاء على الإتحاد السوفيتي، وسمع الله تعالى الدعاء، فأضحى الاتحاد السوفيتي في خبر كان.
والآن أرى رؤيا العين نهاية أمريكا وتفككها، ليس بسبب أفغانستان، فهي كانت مجرد جرح صغير أدى إلى انهيار إقتصادي تحاول أن تتداوى منه،وأمامها سنوات قد تتعدى العشرة حتى تتعافى وتسلم ، وأجد في تلك الأثناء أن الصين ستكون أضحت هي القوة العظمى، أما ظلم الأمريكان للعرب وفلسطين والإسلام هو من سيفككها ويجعلها مجرد دولة كقوة ثالثة فقط لاغير ، لحظتها لن تنفعها إسرائيل، بل إن إسرائيل ستولي عن أمريكا هاربة لتتعلق بمن هو على الساحة وقتها، فلا تنسي يا أمريكا أن من صنع إسرائيل هو إنجلترا وليس أنت ( وعد بلفور الشهير ).
وبعد أن انتهت إنجلترا في الحرب العالمية الثانية سلمت ميراثها العالمي لأمريكا، فداست إسرائيل على الإنجليز الذي أوجدوهم وارتموا في الحضن الأمريكي، ولن يتركوه إلا بعد أن يدمروه، وهاهي ستتسبب في نهاية أمريكا وضياعها، ووقتها ستندفع لترتمي في الحضن الصيني أو الأوروبي بفعل كونه القوة الثانية المرتقبة، أما أمريكا فسنقول ( الله يرحمك يا طهطاوي) وعلى نفس المقولة ( الله يرحمك يا أمريكا ) لذلك أقولها لك دون أدنى تورية، أفق يا أوباما ولا تخسر نفسك، أكتب واصنع لك تاريخ اليوم يدون لك ولبلدك أفضل بكثير من سنوات أربع عجاف أخرى، فحتى لو نلتها فسينتهي بك الأمر كسابقك بوش الابن إلى هناك ........... إلى مزبلة التاريخ.
هل أنت تريد ذلك الأمر ؟ لك أن تختار يا أوباما من الآن نهايتك بنفسك.
وإلى لقاء يا عزيزي أوباما في مقال لك عنوانه ( في يوم بكى فيه الغزال)
الكاتب / طارق رجب
No comments:
Post a Comment