Sunday, 22 January 2012

من علامات الساعة

طلقة موت ............ يقدمها الكاتب / طارق رجب
من علامات الساعة
ظهور إسرائيل ... وقطر على الساحة
من بديهيات علامات الساعة ظهور الغير ممكن، والغير مألوف والغير متعارف عليه كأن تخرج الدابة، وتتحدث إلى الناس ، أو أن يخرج يأجوج ومأجوج، وهم قوم غيرنا وأشكالهم قد تختلف إلى حد بعيد عنا، ومنها أيضا خروج المسيخ الدجال ذي العين الواحدة في منتصف رأسه ، وشروق الشمس من المغرب، وليس من المشرق، إذا إنها أشياء غير مألوفة تظهر في وقت غير مألوف لأناس غير مألوفين وليس لهم حائط صد أو ممانعة للوقوف أمام ذلك الغير مألوف، ولكنهم تحولوا إلى الغير مألوف حتى عندما يأتي إليهم الغير مألوف يتقبلونه بألفة، ودون شذوذ أو تذمر، هذه مقدمة يا عزيزي القارئ أسردها في أول حديثي لأبني عليها معطياتي، ومن ثم براهيني التي أصل إليها بك ومعك للحقيقة التي أرنو إليها، فأنا لا أبحث وحدي، ولكن أنت أيضا تشاركني الرؤية والبحث، ليحدث الانصهار والموائمة بين عقلي وعقلك، فأنا لست بأفضل منك، ولكنك قد تكون إلى حد بعيد أفضل مني. ولكن ما يختلف عني وعنك أنني وضعت شيئا لم تكن منتبها له، لدواعي مشاغلك الجمة، وبالتالي أفهماني إياها الله، لأخرجها عليك ونبدأ بعدها سويا في التعاطي والوصول إلى البرهان.
نأتي إلى ما أريد توضيحه، وهو إن كانت هذه العلامات هي العلامات الكبرى لقيام الساعة، إذن لابد من بدايات تسبقها وتمهد إلى تقبل كل ما هو غير مألوف حتى يضحى مألوفا، ومن ضمن ما هو غير مألوف هو أن تستولي بعض العصابات والمرتزقة على أرض دولة قائمة لها شعب ولها معطياتها الكاملة ولكن رغم ذلك تجتث هذه العصابات الدولة القائمة بشعبها ومكوناتها ويطردونهم ويحلون محلهم، وبدلا من أن يتعاطف المجتمع الدولي مع الفئة المهضومة والمطرودة وصاحبة الحق نجده يقف إلى جانب الباطل ويجعله حقا مكتسبا، أي يقف بجانب العصابات، ويعظم لها ويعطيها التحية ويبصق على صاحب الحق، ويتهمهم بأنهم إرهابيون، كما ترى يا عزيزي أنها أشياء غير مألوفة ولكنها أضحت واقع للأسف الشديد ويجبرون عليه لتقبله كشيء مألوف.
إذن فإن إسرائيل وتكوينها لا شك أنها من علامات الساعة الصغرى، واجتثاثها سيكون من العلامات الكبرى، وعلى نفس السياق نذهب إلى هناك، إلى دول أخرى نجد أن البديهي أن أي قوة لكي تتكون لابد لها من مقومات، كأن يكون لديها أرض مترامية وشعب كثيف العدد وقوى العدة، وثروات وموارد طبيعية تجعل لهذه الدولة كينونة وحيثية بحيث يخرج من بين نواتجها كأرض وشعب وموارد معطيات القوة المؤثرة فيمن حولها. وإذا طبقنا هذا الوضع على دولتنا (قطر) نجد أنها لا تمتلك أي مورد من تلك الموارد التي تجعل منها قوة مؤثرة، فإذا أخذنا المساحة فهي بؤرة صحراوية صغيرة لا تتعدى زنجة من زنجات ليبيا المترامية المساحة ، وإذا بحثنا عن الموارد البشرية فإن عدد سكانها لا يعدو شارع من شوارع مصر، أو قرية من قرى تركيا أو إيران، وإذا نظرنا إلى الموارد المادية التي تصنع مقومات الحياة والاستمرار نجد أنها لا توجد إلا بترول ما يلبث أن ينضب، فهو ليس بمورد دائم، إذا من أين تكمن قوة قطر؟ وكيف أضحت في فترة وجيزة ملء السمع والبصر وسط بلدان أخرى لديها موارد أعظم بكثير من قطر، ولديها معطيات تؤدي إلى نتائج باهرة وعلى أساسها تُعطى الأولوية في الصعود والظهور وامتلاك الساحة. إذن لابد من حدوث شيئان، الأول هو اضمحلال وسقوط وخفوت إشعاع القوة المؤهلة للصعود والقيادة، وبالتالي تظهر هي على طريقة (إن غاب الأسد ظهرت الجرذان طالبة الخلافة والزعامة على الغابة ) فهي حتى لا تترك المكان لمن هو بعد الأسد كالنمر أو الفهد أو الثعالب أو حتى الذئاب أو من هم دونهم، ولكن يعتريها جنون وشبق، إنها قد تتحول إلى ما هو أقوى من كل هؤلاء رغم كونها مجرد جرذ من الجرذان أو فأر من الفئران غير ذات قيمة أمام الأسد العملاق أو من هم خلفه من حيوانات شديدة البأس. ثانيا المال أو القوة المالية المفرطة التي تُشترى بها أشياء كثيرة على صورة مقاعد في هذا المجلس أو ذاك، إلى جانب شراء القوة الإعلامية على شكل قناة تظهر أصوات وتصيح هنا وهناك وتتصنع أحداث بعضها قد يكون صادقا ولكن ممتلئ بالكثير من "التحابيش" التي تجعله بالغ الشوق لدرجة قد تقلب الحقائق وتجعل ما هو غث مبهجاً ومستساغاً وشهياً، وكل ما هو باطل حق مكتسب من الحقوق التي يجب الحرص عليها. وقد أخذت هذا من السينما الأمريكية التي تحول الباطل وتزينه في أجمل صورة لدرجة أن يتعاطف المشاهد مع العدو الأمريكي المغتصب الذي يقتل أصحاب الأرض من الهنود (السكان الأصليون لأمريكا) ويستولي على أرضهم ويقتل رجالهم ويغتصب نسائهم في سلسلة أفلام رعاة البقر. على نفس المنوال صنعت قطر قوتها، صنعتها على شكل قناة تبث إلى كافة أنحاء العالم وبالتالي عرفها العالم، ولكن تأتي إلى السؤال، من صنع تلك القناة ؟ هل صنعها القطريون أنفسهم ؟ لا بالطبع ولكن صنعتها الآلة الأمريكية والصهيونية الإسرائيلية التي تمتلك القوة الإعلامية الجبارة التي منه وبها تنفذ إلى العالم أجمع. إذا هي ما ساهمت وصنعت تلك القناة. ومن ثم ظهرت تلك الدويلة وأضحت في لحظة تحت السمع والبصر. وما قطر إلا مكان يوحي أنه عربي حتى عندما تبث الأخبار والأحداث يقال إنها غير مشكوك فيها لأنها خرجت من ذات العرب. ومن أرضهم ومن ناسهم . أما المال فهو المال الناتج مما أفرزته الأرض من بترول أتى بمال استخدم في تكوين تلك القناة وشراء هذا وذاك واستقطاب الفنيين والعاملين من كل الأماكن والأطياف، فهي للحقيقة ليس لديها كوادرها الخاصة، كل شيء يُشترى ويُجتذب من أي مكان طالما الأجر موجود. أما الوصول والظهور والجلوس في مقعد هذا والوثوب على ذاك وتهديد هذا وابتزاز ذاك في إرهاب هذا وإخافة ذاك وبالتالي تحولت إلى دولة مرئية، دولة تم بناؤها على شكل قناة فضائية تُخرج أصوات في الهواء تدعو إلى الحرية وطلب الحق لهذا وذاك ، وهي في ذات الوقت ( مُحتلّة) ممن ساهم في تكوين قناتها الإخبارية، فالقواعد الأمريكية تملأ قطر، والأسطول السادس يرتع في مائها، والشعب القطري أو تلك القناة ذاتها لا تجرؤ أبداً أن تتحدث أو تنتقد سمو الأمير القطري أو الأسرة الحاكمة، إذن أين هي الحرية! هل الحرية أن أطلبها للغير وأنادي بها للغير وأحرّمها على نفسي وعلى شعبي، إنها مثل من يصدر الماء وشعبه عطشان ، فمن باب أولى يشرب الشعب أولا، وما زاد عنه أهبه للآخرين . من ذلك نصل وتصل معي يا عزيزي القارئ إلى حقيقة القوة القطرية فهي مدعومة في الحقيقة باسرائيل وأمريكا، وأياً من يقول غير ذلك لا محل له لدينا من الإعراب، هذا أولا، ثانيا : ما تفعله الآن من دفع أموال للمصريين للأسف لهدم بلدهم وسواء كانت هذه الأموال منها أو ممن يشاركونها في الجمعية، كالكويت والسعودية ذات النصيب الأكبر في الدعم للمصريين حتى يقفوا في الأمام وينفذون شيء في صالح هؤلاء. الغرض من كل ذلك هو عدم إفاقة مصر وحتى تظل بلدنا مصر مغيبة بعيدة عن الحدث والأحداث المؤثرة، وحتى يظلوا هم على الساحة كأعضاء مؤثرين منهم من كان ثعلباً، ومنهم من كان ذئبا ومنهم من كان سلعوة ومنهم الجرذان والثعابين ذات الفحيح والكلام للثعبان أي لك يا عم صالح. أقولها دون مواربة، فنحن لا نخاف ولا نخشى أحدا سواء من السعودية أو كافة دول الخليج وخاصة تلك الدويلة القطرية، ولا إسرائيل عدونا اللدود الذي لن نتصالح معه أبدا إلا بفناؤه أو فنائنا، ولا أمريكا التي أتمنى أن أعيش لأشاهد انهيارها واندثار ابنتها المغتصبة اسرائيل.
نخلص من كل ذلك أن ما صنع قطر هو بالضبط من صنع إسرائيل، وأول من صنع هذه وهذه هو ضعف من حولهما، ووهن عزيمته، وكلما يقوى ليقوم بالمواجهة والدفاع والظهور يتم التعاون على كسره وسحقه بكافة الطرق، إما عن طريق الخيانة والحروب أو عن طريق إسمتالته وتدجينه، كما حدث من استمالة الرئيس السابق وجعله ألعوبة في أيديهم، وبالتالي القضاء على الشعب وعلى القيادة وعلى الزعامة، ليدخل إلى الساحة ما دون ذلك. فعندما يُكسر الأب وعندما تُغتصب الأم لا يبقى إلا الصبيان الذين من السهل إغوائهم وضياعهم، وهذا ما هو حادث بالضبط، فقطر وإسرائيل أتيا في ذلك الزمن الرديء الذي اضمحلت فيه الأشياء وتحول الغير مألوف إلى مألوف، وبالتالي تحول الفأر إلى أسد، بل إنه يدعي أنه الأسد الأوحد، حتى لو كان زئيره مجرد صوت ناتج من جهاز تم زرعه في حلق الفأر ليزأر مثل الأسد، رغم كونه في الحقيقة مجرد فأر يهرب منك إن قلت له ( بخ )
خلص الكلام
وإلى لقاء في سلسلة مقالات عن المدعوة قطر
الكاتب / طارق رجب

No comments:

Post a Comment