Sunday, 22 January 2012

من مبارك للإخوان يا قلبي لا تحزن

طلقة موت ... للكاتب/ طارق رجب
من مبارك للإخوان يا قلبي لا تحزن
بدأها بديع وقبل المعونة الأمريكية دون أي شروط وآخرها كما نتوقع .... خرارامبوا !
قالها بديع زمانه ممثلا عن الإخوان الذين يدعون أنهم مسلمون في رده بعد مقابلته للسفيرة الأمريكية أو فلنقل المندوبة السامية الأمريكية على ولاية مصر الأمريكية التابعة المتبوعة كما كانوا وكما يريدون الآن، فكنت أظن أن الثورة قد غيرت الأشياء وغيرتنا، ولكننا تغيرنا وهؤلاء سارقي الثورة والذي جلسوا على أجسادنا وأشلاء الشهداء والمصابين ومن دفع وعانى الأمرين في خلع مبارك. لقد جاءكم الحكم يا إخوان على طبق من ألماظ وليس من ذهب أو فضة، ماذا أقول ، إنهم يحاولون كسب الجميع إليهم وشحذ الهمم دون تفكير، سوى التفكير في شيء واحد هو الوصول والجلوس، وهاهم أضحوا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق ذلك الأمر، وأول القصيدة كفر كما يقولون، فهاهو بدأ الامر بقبول المعونة الأمريكية من أمنا وولية نعمتنا التي تعطينا رغيف العيش وتركبنا في المساء، هاهم يقبلون المعونة دون أدنى شروط، وطالما الأمر كذلك فالنهاية كما يتوقعها كاتب هذا المقال هي خرارامبوا، أتعلمون يا أعزائي القراء معنى هذه الكلمة ، إن معنى هذه الكلمة هي الركوب علينا لا مؤاخذة، لا أقدر أن أفصح أكثر من ذلك فأنتم أذكياء لدرجة كافية، ستفهمون مقصدي.
إنهم يريدون جرنا كالنعاج، ولن يختلف الأمر كثيرا عن أحمد وعن سيدي أحمد، فالفرق بين هذا وذاك هو شيء واحد الأول اتخذ الدكتاتورية طريقا ومنهجا، والثاني يتخذ عباءة الإسلام طريقاً ، والاثنان لا يختفان عن بعضهما البعض وإن كان مبارك وجهه مكشوف ، أي يلعب ويقول على عينك يا تاجر، أما الإخوان، فهم يتخفون ويلعبون على استحياء بعد أن غطوا وجوههم بالخمار، وستثبت الأيام أنهم أزفت وأذل من مبارك. إنني طوال عمري كنت ضد مبارك وضد كل من يسلم أمر بلدي مصر إلى أمريكا وإسرائيل، وهاهي الكرة تعود، ويسلم الإخوان الأمور ، ويدفعون مهر الجلوس على عرش بلدي مصر بتقديم القرابين لمولاتهم أمريكا، إنها مولاتهم هم وليست مولاتنا نحن، إنهم يثبتون أقدامهم على حسابنا وحساب بلدي مصر كما كان يفعل مبارك من أجل الننوس جمال، هانت عليه مصر فباعها ثمنا بخسا ليولي ابنه مكانه، ومن أجل الإخوان ستضيع البقية الباقية منكي يا مصر.
لقد سُرقت الثورة، وضاعت دماء الشهداء، وكان واضحا جليا كيف أخذ سليمان العهد من الإخوان، وكيف قدموا العهد له، فهو كان المندوب السامي لأمريكا وإسرائيل، فهو كما كنت أطلق عليه دائما (سليمان رايح جاي)، فبعد أن أخذوا منه العهد وأخذ العهد منهم انطلقوا ، وتم طمأنة أمريكا وإسرائيل ودخل الجيش وهو يعلم أو الطريق ونهايته، فدوره ينحصر في التأمين لا أكثر، تأمين مصالح هذا وذاك، والحجة الأبدية أنهم خائفين على بلدي مصر، ممن يا ضعفاء الوطن؟ من ذلك الجرذ الإسرائيلي ( الفأر الإسرائيلي ) ولا العرسة الأمريكية؟ أنسيتم من أنتم، وماذا صنعتم أمام إسرائيل وأمريكا في حرب أكتوبر، ألستم خير أجناد الأرض كما قالها رسولنا الذي لا ينطق أبدا عن الهوى، ماذا حدث لكم ؟ ولم أصابكم الوهن والضعف وأضحى دوركم ينحصر في مجرد حارس لتأمين هذا ليأخذ ذاك، لقد لعبتم وأمسكتم العصا من المنتصف، مرة لإرضاء أمريكا واسرائيل بالإخوان وأخذ العهد وتأمين ذلك الأمر، ومرة بالوهابيين أو السلفيين عندما هاجت وماجت السعودية باحثة عن دور لها في اللعبة لينالوا شرف ركوب واغتصاب بلدي مصر، لقد ذهب شرف ليبيع الشرف هناك مندوبا وسكرتيرا عنكم لشرح الأمر وتقديم فروض الطاعة والولاء، وانتصاف الكعكة.
لقد ذهبت الثورة يا سادة وأُكلت، ولكن لن تذهب مصر ولن يُعدم منها الرجال، فأنتم ذاهبون ، ونحن ذاهبون، والإخوان إلى زوال، فأنا أرى أن هذا هو بداية نهايتها ( نهاية الإخوان )، لذلك أنا فرح بأن الإخوان ستأخذ مقاليد الحكم مؤقتا حتى تتكشف النوايا وتظهر الحقائق ويعرف الناس من هؤلاء ومن الذين يستخدمون الدين ستارا ومطية، ونفس الأمر أقوله عن الوهابيين أو السلفيين الجدد ، فكما يقول المثل (ما أسخن من ستي إلا سيدي) فالاثنان نصابان سارقا الثورة من أبنائها وأصحابها الحقيقيين، ويرتدون عباءة الدين ويضحكون بها على الشعب الطيب لغرض في نفس يعقوب لا أكثر، وسنرى وترون صدق ما أقوله، فأنا دائما أستبق الأحداث بخطوة أو بخطوات، والخطوة هذه المرة تقول وتعلن للجميع أفيقوا يا شعب مصر، الإخوان والسلفيون نصابون ومحتالون، الأول ظهرت معادنه وسالت ريالته مبكراً أمام الكرسي، وقدم فروض الطاعة و الولاء لأمريكا، ومن ثم للإسرائيليين، والثاني معروف اتجاهه سلفا، وهم السلفيون، فإن لم تعرفوا يا أعزائي القراء من هم أقول لكم ثانية: إنهم أذيال الاستعمار السعودي وطابوره الخامس الذي يمنى نفسه بمصر والصعود ولو مرة على عرشها، ولكن سيكتشف هو الآخر في نهاية الأمر أنه قد سار خلف سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء، ولن أقول إلا كلمة واحدة : نحن في مخاض ثورة وكشف الزيف، وكشف الغث من السمين من تلكموا الكلمات والأفكار والرؤى، لابد أن يحدث كل ذلك حتى تنظف مصر من آلامها، وتغسل عن نفسها قذارتها ووساختها، فبعد ميلاد وخروج المولود الجديد لابد من غسله وتنظيفه مما علق به من فضلات، ثم يخرج خلفه شيء اسمه الخلاص، فالخلاص أو المخاض هذا هو ما يحدث الآن وما يلعبون به الآن، ومعروف يا أعزائي القراء نهاية الخلاص ومصيره أين يوضع ويلقى ويتم التخلص منه، فإما في البحر ليجلب الخير، أو في بالوعة المجاري تجنبا لشره وقذارته، ثم ينمو الوليد متعافى ليتشبث لاقما وراضعا من ثدي أمه مصر لبنا طيبا وعسلا مصفى، ثم يتكلم وينطق بأول كلمة يقولها إنسان ماما ... ماما مصر... مصر أمي مصر ودائما ستظل أمي مصر
خلص الكلام
وإلى لقاء الكاتب / طارق رجب.

No comments:

Post a Comment