طلقة موت .... الكاتب / طارق رجب
العار واليد القذرة للعسكر في حريق المجمع العلمي
العنوان يقرأ نفسه يا قارئي العزيز، وقد أجدك من أول وهلة تهم بالهجوم عليّ، وتتهمني بكذا وكذا وكذا، ولكن أطلب منك فقط التمهل قبل الهجوم عليّ والتسرع الذي دائما يودي بنا إلى موارد التهلكة، أنا لن أقول لك شيئا إلا كلمة واحدة، أنظر خلفي واقرأ وحلل واستنبط، وبعدها قل ما تشاء حتى وإن أخرجت مسدساً وأطلقته عليّ، فلن أقول لك ماذا تفعل ، ولكن فقط انتظر و بعدها قرر.
نأتي للموضوع الذي نحن بصدده، ألا وهو ما حدث في المجمع العلمي ، وما آلت إليه الأمور، أولا كما هو واضح وشاهدته يا عزيزي القارئ أن هناك صبية يلعبون ويلهون ومن قبلها كانوا يشاهَدون وهم يدخنون ويتلفظون بألفاظ نابية و ...و...و... كل ذلك حادث أمام أعين الجميع، بما فيهم أفراد القوات التي في المواجهة، ومن ثم ينقلون الأمر لمن هم أعلى منهم رتبة وهم يوصلون الأمر إلى من هو أعلى وهكذا حتى يصل الأمر إلى الهيئة الموقرة القابعة في غرفة العمليات حيث تأخذ تلك التقارير وتحللها إلى جانب أن هناك كاميرات تصور وتنقل الأحداث أولا بأول، فليس بمستساغ أن تنقل وكالات الأنباء الأحداث ويشاهدها الناس والعالم أجمع وهم لا يشاهدون ولا يدرون ولا يخبرون ... لا كل شيء أمامهم وتحت أعينهم إلى جانب هناك أفراداً مدنيين مخابرات عامة أو حربية أو مباحث أو ...أو... ليس مهماً نوعيتهم أو هويتهم ولكن ما يهم أن كل شيء كان تحت المرصد وتحت الميكروسكوب يُشاهد ويُنقل ويقيم، إذن وطالما الأمر كذلك وكل شيء تحت المنظار أو تحت المجهر ورأيتم أن هؤلاء صبية مبرمجين ملعوب في أدمغتهم، وهناك عين ترصد وتشاهد أن هناك حجارة تجهز وزجاجات مولوتوف تُعد، وبنزين وسولار يؤتى به ... كل ذلك حدث وأنتم ولا هنا! كنتم مستنيين إيه إن شاء الله، ما ذا تنتظرون أن يحدث ما هو أكثر من هذا لتستعدوا وتأخذوا بالكم وتحتاطوا؟! يا أعزائي القراء لو واحد فيكم سأل كما سأسأل أنا أي واحد أمي لا يقرأ ولا يكتب، عقله ممسوح لا يعرف شيئا لو سألته رغم ذلك ماذا تفعل إذا رأيت أناس يعدون العدة لضربك سيقول دون أن يفكر سأتصل بالبوليس، والمصيبة يا أعزائي القراء أن البوليس كان أمامهم، والشرطة العسكرية والجيش أيضا، وإذا سألته أيضا وما ذا تفعل لو رأيت جارك هذا يجهز لك ناراً سيقول أيضاً دون وعي آخذ احتياطي، فإما أمنعه من ذلك أو اتصل أيضا بالبوليس والمطافي، وإذا سألته ولماذا المطافي ولم لا تكتفي بالبوليس، سيرد أيضا دون تفكير سيقول يا أستاذ لأن البوليس سيقبض عليه أما المطافي ستطفئ النار التي أحدثها ذلك الجار، أما لو لم أطلب المطافي واكتفيت بطلب البوليس فسيقبض عليه البوليس فقط ولكنه لن يمنع النار من حرق بيتي. إذن يا سادة يا كرام الرجل البسيط الذي لا يقرأ ولا يكتب سيكون هذا رده ، إذن ما ردكم يا أعزائي القراء على ما حدث؟ ولماذا لم يحتاط العسكر؟ ولماذا تركوا الأمور تستفحل هكذا وتزداد اشتعالا إلا إذا ، وآه وآه من إلا إذا ، إلا إذا أنهم يريدون ذلك! إن الأصابع ظاهرة وجلية ثم إن كان كما يقولون أن هناك من قام بالإتيان بهؤلاء الصبية والدفع لهم وإطعامهم وتجنيدهم و...و....، وأن بعضهم رجال أعمال وبعضهم على علاقة بقاطني طرة هيلتون ، إذا طالما أنتم تعرفون الأمر لم لم تقتلوا هذه الفتنة في مهدها ؟ لماذا تركتموهم يفعلوا ما فعلوا؟ لم لم تقبضوا على هؤلاء الرؤوس المدبرة وينتهي الأمر ؟ إنكم إلى الآن لم تقبضوا عليهم ولن تقبضوا ، فهناك للأسف الشديد شبكة من المصالح الكبيرة والفساد الأعظم الذي أوجده مبارك شديد الوطأة، وأنتم ليس في مقدوركم الوقوف أمامه إلى جانب أنه كان في إمكانكم قطع الطريق عليهم على الأقل بعمل كردون حوله، وفي ذات الوقت ترسلون نداءات بمكبرات الصوت، وفي ذات الوقت ينزل من ينزل من الرجال أبناء مصر وجيش مصر داخل ذلك الخضم كأنهم كوماندوز ينقذون طائرة سطا عليها إرهابيون، إنهم لن ينقذوا طائرة وفقط، إنهم ينقذون شعبا يحترق ولما كان قد حدث كل ماحدث.
كل ذلك ولم أتطرق بعد إلى ما حدث في المجمع العلمي. والآن نأتي إلى هذا الحدث الأكبر، أين كنتم وأنتم ترونهم يقذفون بزجاجات اللهب عليه، ألم تأكلكم ضمائركم عليه ( المجمع العلمي ) لم لم تدفعوا بكتيبة الصاعقة إليهم، فلو كل واحد من أفرادها رمي نفسه على واحد من هؤلاء حاملي زجاجات المولوتوف، ووقع به على الأرض لما انطلقت قذائف اللهب ، وما حدث ذلك الحريق وما انتهى الأمر إلى تلك الكارثة التاريخية التي لن يعفيكم التاريخ عنها، ولكان ذلك الجندي بطلاً، ولما حدث ما حدث، نعود ونكمل، إنكم شاهدتوهم يجهزون النار، لماذا لم تستدعوا سيارات الإطفاء تحسباً لذلك الأمر، ولماذا لم تكن موجودة أصلا، ولماذا لم تكن مجهزة بوسائل الإطفاء الكيميائية على الأقل يكون نصفها مائي والآخر رغاوي أو كيميائي حتى لا يقضي الماء على ما تبقى من أثر الحريق. هكذا يجب أن يفكر أي فرد. فمثلما تجهز الإسعاف للطوارئ أيضا تجهز المطافئ بأنواعها لذلك الأمر، ثم نأتي إلى الحدث، ونرى أن الزجاجات تلقى ولا مجيب، ثم يحدث الحريق، والجميع يشاهده ولا أحد يتحرك نصف ساعة كاملة أو تزيد والكاميرات تصور الأولاد وهم يحرقون ويرقصون طرباً على المبنى الذي يحترق، كأنهم قد أحرقوا خط بارليف ولم يحرقوا تاريخهم، وللأسف الشديد كل ذلك وأنتم ولا هنا، ويكأن هذا المجمع كان في الصحراء والمسافة طويلة جدا حتى تصل سيارات المطافئ، ثم نأتي إلى الحجة الخائبة ، إنكم كنتم تخشون أو المطافئ خشيت من الدخول وسط الأولاد ( ايه الهبل ده ) يا سلام ، كيف تشاهدون التراث وهو يُحرق؟! كيف تتركون كل ذلك يحدث ولا تتدخلون وعندما نسأل تقولون إنه ضبط النفس؟ أي ضبط نفس، يا سادة كل شيء وله وقته، ضبط النفس هذا نتقبله ونثنيكم عليه عندما تكون هناك مظاهرة سلمية أو لفظية وفقط، ولكن عندما نجد ناراً تُقذف لتهدد الأمن والسلامة وتحرق الآثار لا أظن أنه ينفع ضبط النفس في هذه الحالة، بل يكون ضبط النفس هبلاً وضعفاً، إنكم تضحكون علينا وتعتبروننا متخلفين لا نفهم ولا نعي، إن الأمر ليس كذلك، الأمر وما فيه أنكم تركتم هؤلاء يفعلون وتركتم هؤلاء يحرقون حتى تحرقوا الثورة نفسها، وتكسبون التأييد عليها والاستهجان بها، وتدورون من الخلف وتقولون هذا ما قدمته الثورة لكم يا مصريين، إنها لم تكن ثورة وإنما كانت مجرد انتفاضة مثل انتفاضة الحرامية أيام السادات، ثم خرجت عن نطاقها، لذلك كان لزاماً أن تواجهوا هؤلاء البلطجية الذين يدعون كذباً أنهم ثوار، ثم يدخلون ويهدمون الثورة الحقيقية والثوار الحقيقيون بعد أن شوهتموها بهؤلاء البلطجية وأولاد الشوارع، ثم تنقضون على البلد وتأكلونها بيضة مقشرة بدافع حمايتها وحماية الشعب المصري من هؤلاء ونكون نحن أمام العالم لسنا بثوار ولكن همج جهلاء، يحرقون تاريخهم وتراثهم وحضاراتهم، فكيف يكونون بعد ذلك ثوار، كيف بعد ذلك يقف العالم بجانبنا، بل إنه سيقف معكم ويرجوكم إنقاذ مصر وإنقاذ التراث وإنقاذ الحضارة، ويكون الرد نحن لها، وتأخذون البلد ويعود العسكر للحكم، ويضيع من يضيع، وسلملي بعدها على الست حرية وعلى الأبلة ديمقراطية... وعلى ... وعلى ... إن العسكر يا سادة أيديهم ملوثة بما حدث في المجمع العلمي، وإن التاريخ سيفضح فعلتهم، وإن كان التحقيق لابد وأن يأتي بنتائج أخرى مزيفة لن يهضمها الشعب، بل ستقابل بالاستهجان والتعجب منه، فهو يعرف الحقيقة، والتاريخ أبدا لن يرحمكم، فأنتم مهما بقيتم فزائلون، وسيأتي من يُظهر الحقيقة كاملة، وبدلا من أن تدخلوا التاريخ من أبواب مرصعة وهامات عالية، سيقول التاريخ كلمته ولن ينصفكم أبداً.
خلص الكلام
وإلى لقاء الكاتب طارق رجب
No comments:
Post a Comment