طلقة موت ............. الكاتب / طارق رجب
الخمسة الذين يحرقون بلدي ( مصر )
قلبي يدمي وعيني لا تتوقف عن البكاء ، وروحي مسحوبة ، أشعر أنها في طريقها للصعود إلى بارئها، لقد ألمت بي صدمة لم ولن أفيق منها، لقد أحرقوا منارة من أعظم منارات العلم والآثار لدينا، لقد أحرقوا المجمع العلمي، ذلك الصرح الذي كان شاهدا على مدى قوة مصر، ومكانتها وتحضرها على مر العصور، هذا الشاهد يثبت أن ما من غازي أتى إلى مصر إلا وتأثر بها وذاب فيها وترك أثرا مضيفا إلى آثارها التي لا ولن تعد ولا تحصى، فليس كل ما هو معروض هو الذي نملكه، فما هو مُخبأ بين حنايا الأرض أكثر بكثير مما يوجد فوقها وفي حوزتنا ، وكأن الأرض وباطن الأرض تخشى على تلك الآثار أكثر منا نحن المصريون، فجادت علينا ببعضها محتفظة بالباقي في أحضانها ريثما يأتي من هم أقدر منا وأكثر ثقافة وحبا وفناء في مصرنا، في هذه اللحظة ستخرج من طياتها أعظم الكنوز وأقواها وأقدرها، لحظتها لن يكون " توت عنخ آمون :" هو أيقونتنا بل سيتوارى خجلا أمام أعظم الآثار التي خبأتها الأرض الطيبة بين حناياها، ولكن ستخرج في ميعادها، بأناس ليسوا مثلنا ، أناس مخلصون ومحبون لهذه البلد الطيب ، أتمنى أن أعيش لأرى كل من بمصر يحب مص، وكما أوضحت لكم يا أعزائي القراء أن ما من غازي أتى مصر إلا وتأثر بها وذاب فيها وترك أثرا يُضاف ولا ينتقص مما هو موجود، فكل حضارة تأتي تضع لبنة تضيفها إلى اللبنات السابقة وتكون شديدة التناغم، وأجمل وأجل من سابقتها حتى تغري الآتي أن يتقن اللبنة الآتية بحيث لا تكون أقل من سابقتها ولا تساويها بل يجب أن تعلوها وإلا ليس لها لزوم فلن تضيف شيئا فما يضاف يجب أن يكون أعظم من السابقة قبل تلك الإضافة ليستمر البناء الحضاري على مر العصور، فقد وضع نابليون لبنة وتبعته لبنات أخرى حتى امتلأ بمخطوطات أُضيفت إليه من هنا وهناك، وتجمعت بعد أن كانت مشرذمة ومبعثرة حيث تم تجميها وحفظها في ذلك الصرح ما يقرب من مائتي ألف مخطوط وخرائط نادرة وكتب قد لا توجد نسخ منها في أي مكان آخر في العالم إلا في ذلك الصرح، وهذا يعزز مدى قوة ومكانة مصر ممثلة في ذلك الصرح، وشهادة موثقة أمام الجميع أن مصر بها ما ليس لدى أحد، حتى لو كانت تلك الدول التي تظن أنها عظيمة وهي لا تعدو بنت إمبارح، اثنان منها أتيا نتيجة الاغتصاب، والاثنتان الآخران للأسف عرب أحدهما بداخلها الكثير والكثير ومن مصلحتها ألا تقوم لمصر قائمة ، فقد ظهرا إلى السطح بعد غياب مصر وبما فعله العميل مبارك، فقد خدم الأربعة ، اثنتان عرب كما أوضحت وأقولها على الملأ هما السعودية وقطر، واثنتان تكونا من الاغتصاب أو بمعنى أوضح وليدتا اغتصاب، أي سفاحتان ، فبما أن من يولد نتيجة اغتصاب سفاح إذن أمريكا وليدة سفاح وإسرائيل وليدة سفاح ، فالأربعة لا ينفكوا عن الإتيان بكل شيء وتجنيد كل شيء لتحقيق مأربهم في عدم قيام مصر، وعدم إفاقتها، واستمرار توهان أمي، وإطالة مدى غيبوبتها حتى يتسنى لهم قتلها، واهمين أن ذلك في الإمكان حدوثه ، ولكنه لن يكون ، مع علم الاثنتان اللتان يدينان بنفس ديننا أن هناك صادقة في حق مصر قالها رسولنا ورسولهم الكريم الذي خرج من أرض إحداهما وأشار ناصحا ومؤكداً أننا – أي المصريون – خير أجناد الأرض لأننا في رباط بفضل الله مع الله إلى يوم القيامة، فهما يعلمان ذلك ، ومع ذلك يعتقدان أنهما إن لم يستطيعا قتل مصر، فعلى الأقل إذهابها في غيبوبة ريثما يصعدان هما وتضحى لهما مكانة زائفة مصطنعة، فالسعودية تأمل منذ زمن في نيل الصدارة وسرقة قمة الساحة والأخذ بتلابيب العالم العربي ناظرة إلى الاقتصاد البترولي والمال المتدفق من بين ثنايا تلك الرمال التي لم تخيب دعاء نبينا إبراهيم عليه السلام لهذه الأرض، فيكون ردهم على إجابة دعاء نبينا إبراهيم هو استخدامه في القضاء على مصر، ونزع الريادة منها، وتشاركها منذ وقت ليس بالقليل في تلك الجريمة ذلك القطر البكتيري الذي يُسمى قطر، تلك الدويلة التي كنا ونحن صغار لا نعرف من هي، وعندما نبحث عنها على الخريطة نتوه، فهي لا تعدو إلا مجرد نقطة صغيرة على الخريطة أقل بكثير من النقطة التي يكتب عليها دمياط، أي أنها لا تعدو مدينة أو حي كبير من أحياء مصر، ولكن الدور الأمريكي والإسرائيلي كما أوضحت في مقالي ( من علامات الساعة ) يدل أبلغ الدلالة كيف تم صنع قطر، فهي دولة مصنوعة غير طبيعية، وما هو الهدف من صناعتها وصياغتها على تلك الشاكلة؟ وما هو الهدف من ذلك الأمر ؟ وما هو البعد الاستراتيجي لذلك الاتجاه؟ إننا نعلم جميعا أن الأسطول الأمريكي قابع في الخليج، والجيش الأمريكي له قواعد ثابتة فيها، وأيضا في السعودية، وما حدث من سنوات في خيبر بالسعودية لهو أكبر دليل على مدى تغلغل الجيش الأمريكي وقواعده في السعودية، ناهيك عن الكويت ومن حولها، وإذا قلنا أمريكا لا نغفل إسرائيل، ففي الحقيقة يجب أن نصحح الأوضاع من هنا ورايح ، فقبل أن نقول أمريكا يجب أن نسبقها باسم من يحكمها ويحركها ويقودها. فهي للعجب يا عزيزي القارئ إنها إسرائيل ، هي التي تقود أمريكا وتحركها ، فإذا كانت أمريكا لها قواعد في تلك الدول، وبالتالي تملي إرادتها عليهم وتجبرهم على الإتيان بأشياء في غير صالح بلدانهم وأمتهم العربية والإسلامية. فمن باب أولى يكون الإنكسار أكبر من تلك الدول تجاه من يحرك أمريكا وهي المدعوة إسرائيل، إذن إسرائيل وأمريكا والسعودية وقطر لهم مغزى وهدف ، الأربعة يخافون من مصر، لا يرغبون أن تقوم مصر، أما الخامس فهو النظام السابق، قواده مازالوا يقودون ذلك الأتون ويشعلونه ويحركون كل شيء من داخل جحورهم وزنازينهم في طرة، والأيادي التي خارج طرة تقوم بالتنسيق وإعطاء أوامر التنفيذ للبلطجية وأولاد الشوارع، والصبية الذين يأتون بهم من الأحياء الشعبية المهمشة التي عانت الأمرين في عهد الفاسد مبارك، حيث تركهم دونما رعاية صحية أو تعليمية أو تربوية أو سلوكية أو عملية أو سكنية أو إعانية أو .....أو....
وبدلا من أن ينقموا عليه استغلهم واستخدمهم بالأموال المنهوبة ليحركهم بواسطة قادتهم من البلطجية في كل عطفة أو زقاق لينساقوا إليه ويسيرون خلف ذلك البلطجي الذي يوجد من هو أعلى منه في البلطجة أي برتبة معلم، حيث يقودهم ويجمع الجمع ويوزع الأموال المأخوذة من رجال الأعمال المنسقين للأمر وبأمر من في طرة يهدمون بلدي مصر، ناهيك عن الأموال الآتية من السعودية، الأموال المستخدمة للعب في مصر ومحاولة دعم فصيل السلفيين الذي هم الوهابيين ، فالسعودية لها دور وموقع وغاية ، فغاية أمانيهم أن يأتي الرئيس القادم منهم، فهو أتى من السلفيين أو الوهابيين، فهو لا شك في صالح السعودية ، فالسعودية تريد احتلالنا عن طريق هؤلاء السلفيين أو الوهابيين، وقطر تريد أن يتعاظم دورها ، ولن يتعاظم كما هو حادث الآن إلا بغياب مصر. أما الأموال الأمريكية والإسرئيلية فحدث ولا حرج. الملايين من الدولارات دفعت إلى هيئات وجمعيات تكونت على الورق في الكتم ونالها أشخاص الغرض المكتوب هو التنمية وزيادة الوعي الديمقراطي، ولكن الحقيقة غير ذلك تماماً، فإسرائيل لا تريد مصر الجديدة ، وأمريكا كذلك، والسعودية وقطر على نفس المنوال. والنظام المحبوس وأعوانه داخل مصر الذين مازالوا بيدهم كل شيء في مصر،لا يريدون نجاح الثورة التي هزت عروشهم، ولكن لم تسقطها بعد كما أسقطت مبارك، لذلك يجب أن يحدث كل ما هو حادث، وكان أتونهم في تلك المعركة القذرة هو هؤلاء الصبية الذين لا يعوا من أمر بلادهم شيئاً ،فإما مغيبون نتيجة الإهمال وانعدام الوعي واضمحلال التاريخ المصري في الكتب التي تدرس إليهم ، والتي تساهم في تشويهه وصنعه مبارك في السابق تحت بند إفساد التعليم وإفساد البنية الأساسية للشعب المصري ، وهم هؤلاء الصبية الذين هم نواة المصريين في المستقبل، وإفساد هؤلاء يجعل كل شيء في المستقبل فاسد، وكل إنسان ينشأ في مصر حانق وحاقد على أخيه، إذا إنها منظومة لتدمير مصر، وما دام تم وضع الخطة ونُفذت من سنوات، فكان من السهل دفع هؤلاء لتنفيذ الأمر، ألا وهو فلندمر مصر ولنحرقها بيد أبنائها، ليكن الهدف هذه المرة ذلك الصرح ( المجمع العلمي ) الذي خرجت من داخله يوم ما تلك الخريطة والوثيقة والمخطوطة التي تؤكد بما لا يدع أدنى مجال للشك أن طابا مصرية. فإسرائيل لم تنسى ذلك، وأمريكا أيضا ليس لديها ذلك الزخم من التاريخ. وتلك الكميات المهولة من المخطوطات والحضارة التي ستظل شاهدة واضعة أصابعها في أعين الجميع، لذلك كان يجب أن يحدث كل ما هو حادث الآن، تم إحراق المجمع العلمي وغدا سيتم إحراق أو هدم شيء آخر، فليس بمستغرب أن يقوم السلفيون في يوم ما بهدم المساجد بدافع الأضرحة الموجودة بها، وهدم الآثار الفرعونية بدافع أنها تمثل أصنام الكفرة وآثار الكفار من أهل مصر، إنها حرب تُقاد للقضاء على حضارة مصر وإذهاب شعبها الذي بدأ يفيق، ولكنهم يريدون ذهابه إلى غياهب النسيان وتركيع مصر وشعبها وحبس فتياتها ونسائها في البيوت بدافع العورة. ويكأن النساء والفتيات أيام الرسول الكريم لم يخرجن، فلو كان ذلك حادثا أيام الرسول لما خرجت أسماء تزوده بالطعام ولما حاربت النساء مع الرسول وما قامت صفية رضي الله عنها مدافعة عن الرسول صلى الله عليه وسلم وفي يدها السيف والرمح للدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد ، فهي إن لم تكن تجيد القتال ما كانت فعلت ذلك، وغيرها الكثيرات، ناهيك عن من كن يمرضن ويعالجن ويداوين الجرحى. هل بعد ذلك تهدم حقوق وإنسانية المرأة وتحرم من القيام بدورها مثلها مثل الرجل، إنهم يا سادة يريدون ضياع مصر وفتنتها باسم الإسلام، فالكل يحاول هدم بلدي، كل واحد من هؤلاء له مأرب في إحراق بلدي، ولكن وحق لا إله إلا الله لن ينجحوا ولن يفعلوا ولن نتركهم أبدا يفعلوا وبالتالي يقينا لن ينجحوا .
خلص الكلام
وإلى لقاء الكاتب / طارق رجب
No comments:
Post a Comment