طلقــة مـــوت ..........يقدمها الكاتب / طارق رجب
الإخـــــوان والسلفيون ...أحضروا العفريت وتركوه يولع مصر.
لن يسامحهم الله أبدا ، لن يسامحهم الله أبدا من ولعوكي يا مصر ، لن يسامح الله من يحاول إحراق بلدي لينال منصب أو مكان فيها على أجساد شعبها، لن يسامح الله أناس اتخذوا الدين مطية يصعدون بها ويلوون ذراع الحقيقة ويعتلوا مصر على جثث وأشلاء الثوار الحقيقيين من الشباب الغض الذي ليس له هدف أو مطمع إلا في شيء واحد، أن يرى مصر بلده أحسن وأفضل ما تكون، فلديه حلم أن يعيد لبلده مجدها وحيويتها ونورها الذي كان يشع على العالمين.
مصر يا سادة كانت وستكون إلى أبد الآبدين مصر مهما حاولوا أن يلعبوا ويتلاعبوا فيها وبها.
نترك الآن تلك المقدمة وتعالوا يا أعزائي القراء لتقرءوا الحكاية وحلها.
الحكاية بدأت يوم الجمعة قبل الفائتة حيث نظم الفصيلين الذين يرتدون عباءة الدين وأقسم بالله وأقسم بالله ثانية وأقسم بالله ثالثة للدين منهم براء ... براء ...براء . ولن يسامحهم الله أبدا على ما آتوه وفعلوه وما وصل إليه الحال.
نعود للموضوع كما أوضحت ، بدأ بلعبة انتخابية قام بها الفصيلان الدينيان ، الأول الذي لن يسامحه الله بدأه حازم صلاح أبو اسماعيل الذي يحاول أن يستخدم ميدان التحرير مطية ومنصة يقفز منها لرئاسة مصر، ولن ينالها بإذن الله تعالى، فقد دأب منذ مدة ليست بالقليلة بالإتيان إلى الميدان ووضع منصة خاصة به بجراءة وفجاجة غير معهودة حيث يعتبر الوحيد الذي قام بذلك الأمر حيث حول الميدان من مكان للحرية المطلقة دون تحزب إلى مكان للدعاية الانتخابية له ليكون رئيسا مدعوما من السعودية وريالات السعودية ، ولا ننسى الملياري دولار اللتان أتت لتدعم ذلك الفصيل وليعتلوا منصة حكم مصر وبالتالي ولائهم لن يكون أبدا لمصر، فولائهم إلى هناك، حيث الوهابيين الملقبين زورا بالسلفيين والأسرة الحاكمة بالسعودية وبالتالي بهم تتحول مصر إلى دولة تابعة للسعودية، ولن تعود بذلك لقيادة الأمة العربية والإسلامية تاركة القيادة للسعودية، وتتحول مصر من دولة قائدة إلى دولة تابعة متبوعة، وإذا كانت السعودية تسير في كنف وبأمر أمريكا ، فيبقى على العرب والأمة العربية والإسلامية السلام، فالتابع متبوع وبالتالي لن تقوم لمصر قائمة، وهم يريدون القيام بالدور التركي أبان الحكم العثماني حيث مصر تكون ولاية حتى وإن حكمها أهلهما فهم متبوعون للحاكم الأم القائد الذي يجلس هناك ويأخذ لقب ملك السعودية. وبالتالي فقد دأب على الإتيان إلى الميدان ووضع منصة خاصة به، ويقوم بالدعاية الانتخابية منها متخذا من تلك الساحة مكانا ليصنع منه شعبية ويكتسب أصوات من لا يؤيدون السلفيين، ولكي يكسب الشباب إلى صفه لابد من الدق على الوتر الحساس واللعب على الهيئة العسكرية وعلى الجيش وعلى .....وعلى ....... معتقدا أننا لا نعرف من هم وكيف خرج السلفيون من عباءة مبارك ، فهو من أوجدهم كما أوضحت في مقالات سابقة لكي يضرب بهم الإخوان، وظلوا على عهدهم معه ، يطيعونه ويقولون حرام الخروج على ولي الأمر، آثم آثم من يخرج على الحاكم حتى لو كان ذلك الحاكم فاجرا أو فاسدا مبرهنين أن الله هو من أوجده وعليه هو فقط أن يزيله أو يسقطه ناسين أن الله أمرنا أن نعمل وأن نبدأ وعليه العون والإجابة ، كما أن رسولنا الكريم قد قالها من رأى منكم منكرا فليغيره إما بيده أو بلسانه أو بقلبه ، كيف يكون هذا مع ما كانوا يفرضونه علينا، أنصمت على الفساد ، أنصمت على الفجر، أنصمت على الطغيان ، كلا إن الله لن يرضيه ذلك بل إنني أعتقد وأؤمن أنه سيحاسبنا على سكوتنا أمام الطغيان، كما أن هناك مقولة أخرى في حديث الرسول عن السبعة الذي يظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله وهو ( قول كلمة حق أمام سلطان جائر ) فكيف يمنعوننا عن الثورة، والغريب بعد أن نجحت الثورة وسقط مبارك ، لحظتها ولحظتها فقط ، كان الجيش قد اعتلى المشهد، فارتموا في أحضانه فهم كما اسلفت دائما في طاعة تامة لمن يتولى الأمر ، واستمر الوضع هكذا إلى أن أشعرهم المجلس العسكري بكل أسف بأنه مجلس واهن ضعيف متخبط متلكئ متباطئ متواطئ، أحيانا يتوانس وأحيانا يتآلف مع الشعب، أي أنه ليس له لون محدد، فهو يلعب على الحبلين، فهو قد أتى أو أتى به مبارك، وظل على ولائه له رغم كم الفساد والمصائب التي أحدثها بالشعب المصري، الذي كان يئن تحت سمعهم وبصرهم، ورغم ذلك صمتوا ولم يحركوا ساكنا. أما الإخوان فأيضا أتوا وإن كانوا قد نزلوا إلى التحرير بالفصيل الشبابي في منتصف الثورة بالتحديد. وأقول وأؤكد أنهم نزلوا بعد أن أخذوا الضوء الأخضر من عمر سليمان رئيس المخابرات وقتها ، فهم كانوا على اتصال وثيق به حتى بعد أن أضحى نائبا للرئيس، وأنا مسئول عن قولي هذا، فأنا أقولها بكل ثقة، (عمر سليمان هو الصندوق الأسود لمصر) لما حدث ويحدث وسيحدث، وسوف أفرد له ثلاثة أو أربعة مقالات ( هو ونصيبه )، تتناوله من أوله إلى آخره، والخيوط التي يتلاعب بها والتي لا زالت في يده يحركها يشدها عندما يريد ويرخيها إن كانت الأحداث تستدعي ذلك. المهم في الأمر ، فقد رأى الرجل (عمر سليمان) أن مبارك قد انتهى قبل سقوطه بوقت طويل، وقد نبهه أن هناك ثورة ستحدث قبل حدوثها الفعلي بعام أو عامين، وقد اعترف هو بذلك، واعترف أيضا أنه لم يتوقع حجمها بهذه القوة ولكن كان يعلم بوجودها، أي كانت لديه نصف الحقيقة، والعمل المخابراتي كما نعلم يُبنى على نقطة أو معلومة أو ومضة تشع يسير عليها رجل المخابرات ليصل إلى نهايتها، وبالتالي أجزم أنه كان يعلم بكل شيء ، وكان على اتصال مستمر بكل الخيوط ولم يكن يُطلع مبارك على كل الأمور أو نتائج تلك الخيوط التي بيده، لأنه في الحقيقة كان لا يريد استمرار الوضع خاصة بالنسبة لجمال، ذلك المعتوه الفج الذي صال وجال في وجود أبيه وداس على الجميع فنجح في اكتساب أهم شيء هو حنق وكره وعداء الحرس القديم، وأولهم عمر سليمان نفسه، فهو في الحقيقة كان لا يريد جمال، لذلك ساهم بطريق غير مباشر في السقوط المباركي، لذلك كل من يشترك في اللعبة الكائنة الآن يعلم بدوره ، وبالتالي فهو الوحيد الذي لا تناله الألسنة، ولن يجلس على المقاصة وإن حُرم أيضا من الجلوس على المنصة، أي منصة الحكم، وبالتالي فإن الفصيلين السلفي والإخواني بعد أن أخذوا الضوء الأخضر منه ومن أماكن أخرى (أمريكا والسعودية) إحداهم دخل في الثورة، وإن كان الإخوان دخوا في منتصفها بالصف الثالث من الشباب، وتبعهم السلفيون قبل التنحي بأربعة أيام. المهم في الأمر أن الجمعة قبل الفائتة كانت جمعة اللعبة الانتخابية، الاثنان استخدموا التحرير كمجال للمزايدة لملء صندوق الانتخابات والاستحواذ على النصيل الأكبر وفي ذات الوقت يستعرض كل منهما الآخر في الميدان حيث تمثلا كفرسي رهان ، كلٌ يريد أن يأكل الآخر، وإن بدي غير ذلك، ولكن حتما سيحدث ذلك عما قريب، فنحن نرى ( كاتب هذا المقال ) الفتنة الآتية لن تكون فتنة مسلمين ومسيحيين، بل ستكون فتنة إسلامية صرفة للأسف الشديد بين السلفيين والإخوان. فما حدث يوم الجمعة كما أوضحت كان لعبة انتخابية بينهما لإثارة المشاعر ولملمة الأصوات المترددة...في تلك الآونة استغلت الفلول والشرطة الخبيثة التي مازال أمن الدولة يلعب ويتلاعب، فكون مع فلول النظام جبهة يعلمها الجميع وأولهم العسكر أنفسهم ، لذلك نجدهم في غاية التردد (الهيئة العسكرية ) في مواجهتهم وخاصة أن جيش البلطجية الذي كان في حوزة الأمن كان يسيطر عليه رجال أمن الدولة المنحل الذي أرى أنهم تم حل بطريقة صورية وليست فعلية بدليل أنه لازال موجودا على الأرض، بل يتعاون بصورة فجة مع الفلول وقياداته تحت مرآى ومسمع من الاثنان ، الهيئة العسكرية والشرطة ( شرطة العيسوي) وبالتالي مازالوا يحركونهم بعد انضمام الفلول إليهم، وبالتالي نفذوا من بين الحضور وأخذوا يتلاعبون بلعبة الشهداء الباقين الذين لم ينالوا حقوقهم. وكما أوضحت في مقال سابق عن نوعية الشهداء فلعبوا عليهم وأفهموهم وغسلوا أدمغتهم بأشياء و أشياء، وساروا لينفذوا الأمر، واعتصموا، ولكي تكتمل الحلقة كان لزاما أن يقوم الأمن المشارك إلى حد كبير في اللعبة بالتهجم على المعتصمين، وهنا انطلقت الشرارة وولعت. كما يجب ألا يغيب عنكم يا قرائي الأعزاء أن العسكر في الحقيقية كانوا يعلمون بكل ما حدث . وتركوا الأمر يسير، فهم أيضا في غاية الحمق على الثوار ومطالبهم المستمرة الضاغطة عليهم لترك السلطة الذي كان مطلبا يخرج على استحياء. فكما أوضحت هم متخبطون لا يعرفون إلى أين يتجهون فهم مرة مع الشعب فيرخون لهم الحبل، ولكن ما يلبثوا أن يعودوا إلى حظيرة وحضن النظام السابق وأعوانه في الخارج بعد شد الحبل عليهم وعلى رقابهم، كما أنهم خائفون مما سوف يحدث لو سلموا السلطة لحكومة مدنية وخرجوا من السلطة ومن المجلس وتحولوا إلى أفراد مدنيين عاديين قد يطالب الشعب بمحاكمتهم هم أيضاً أسوة بمحاكمة مبارك ونظامه، فهم يشعرون أنهم كانوا جزئا من نظام مبارك ، وكانوا صامتين عليه وعلى أفعاله ، وبالتالي يُفهم بأنهم كانوا راضين عن ذلك، وطالما كانوا راضين عن ذلك فهم كانوا متعاونين معهم، لذلك كانت فكرة المحاكمة أو إعادة المحاكمة تؤرقهم كما أن ما يمسكه مبارك عليهم يؤرقهم، فهم محصورون بين المطرقة والسندان. لذلك كان لابد أن يحدث ما حدث يوم السبت قبل الماضي، لذلك فنحن نرى أن ما حدث في شارع محمد محمود كانت لعبة كبيرة وعظيمة شارك فيها الأربعة أو الخمسة، كما أؤكد لكم وهم : الإخوان والسلفيون والعسكر والأمن والفلول، الجميع اتحدوا وأضحوا يدا واحدة على واحد فقط هو الشعب المصري، فهل سينجحون..؟ أشك في ذلك فالمارد المصري قد خرج من القمقم وانتهى الأمر ولم ولن يعود حتى لو أحضروا له مليون عفريت لصرفه وليس عفريت أو اثنان أو حتى خمسة عفاريت. ... المصري قام وعلى الجميع أن يعي ذلك ويمتثل للأمر ويسلم به كحقيقة واقعة...
خلص الكلام
وإلى لقاء
الكاتب / طارق رجب.
No comments:
Post a Comment