Sunday, 22 January 2012

خدعوك فقالوا

طلقة موت ....للكاتب / طارق رجب
خدعوك فقالوا : انتخبني حتى تدخل الجنة
صكوك الغفران تعود من جديد
هاهي لعبة الانتخابات تدخل مرحلتها الثالثة والأخيرة .. والمتتبع للأحداث الجارية في المرحلتين الأولى والثانية يلاحظ الآتي .. صعود التيار الديني بشقيه مع اختلاف كل منهما وهما الإخوان والوهابيين (السلفيين) ، فأكاد أنا الوحيد الذي يناديهم باسمهم الحقيقي دون مواربة والوحيد الذي يحاول كشف طويتهم ومدى كذبهم وادعائهم ومن يمولهم وإلى من ولائهم الحقيقي، ومع من كانوا في السابق، ومع من في الوقت الحالي، وولائهم لمن في المستقبل القريب والبعيد على حد سواء. ففي المستقبل القريب سنراهم يلعبون بحذر حتى لا تكشف طويتهم واتجاهاتهم حتى يتمكنوا من الصعود أكثر ويتغلبوا على الإخوان، بعدها ستبدأ خطوتهم الثانية في الصعود الثاني لمستقبلهم البعيد وما يرمون إليه.
المهم في الأمر الآن فأنا آخذ الموضوع على مراحل. فنحن في المرحلة الأولى ، وهي الانتخابات ذاتها، حيث نجد أنهم لم يتركوا شيئاً إلا وطرقوه، وأولها المساجد التي جُعلت كمنابر للدعوة للدين وقول كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله، ولكنهم حولوها كأداة لاتجهاتهم الأخرى، فبدأوا في أول الأمر يتحدثون في أيام الاستفتاء على المواد الدستورية حيث ادعوا وأشاعوا أن من سيصوت على قول لا للتعديلات والمطالبة بالدستور الجديد لن يدخل الجنة لأن الدستور الجديد سيغفل أهم شيء يهمنا كمسلمين وهو أن الإسلام هو دين الدولة، وأنه أساس للتشريع، وبالتالي اندفع الناس ليقولون نعم للتعديلات الدستورية مصدقين ما رموا إليه وأوهموهم به، وحدث ما حدث وما أدى إلى ما هو حاصل الآن فلو تمت الموافقة على الدستور الجديد بعد قول لا للتعديلات الدستورية ما كنا أضحينا وصرنا إلى ما نحن فيه من تشتت ونزعات وفرقة، وما سوف يأتي في المرحلة اللاحقة بعد انتهاء الانتخابات وعقد مجلس الشعب الجديد والإعداد للدستور الجديد، فنحن نرى أن هناك فتنة مرتقبة سوف تحدث ، وبالتالي ستحدث أشياء لا يُحمد عقباها، فكان يجب والثورة لا زالت في مهدها وفي أوجها والشعب متحد سعيد وفرحان بالثورة فكان مستعدا للتقبل والتطلع إلى مستقبل أفضل بدايته دستور جديد تبدأ به الحياة الديمقراطية بعد الثورة، ومنه وعلى أساسه تُجرى انتخابات مجلس الشعب وبعدها انتخابات الرئاسة، ولكنهم كانوا يُضمرون في داخلهم الشر كله، لذلك قطعوا علينا الطريق، ولعبوا على طريقة الجنة والنار، فمن يوافق على التعديلات ويقول نعم سيدخل الجنة ومن يرفضها فمصيره إلى النار لأنه علماني، والعلماني هو من أهل النار، وانتهى الأمر، ثم حدثت الانتخابات واندفعوا ومعهم نفس الحجة، فمن يؤيدنا سيدخل الجنة ، ومن يرفضنا أو من يقول لنا لا لاشك سيوقع في النار، وأيضا هو علماني كافر، وبذلك لعبوا على نفس الوتيرة، ونفس السيناريو ، وصدقهم الناس ثانية، مع أنهم السبب الأصيل فيما حدث ويحدث الآن في التحرير، فقد أوضحت في مقال سابق ما فعله المدعو الملتحي حازم أبو اسماعيل من استخدام منصة التحرير للدعاية له ولأغراض شخصية بحتة لوى بها عناق الدين واستخدم الدين كمطية ليلملم به أصوات الآخرين من هم دون الوهابيين، وطالبهم بالاعتصام وأخذ يهاجم الهيئة العسكرية بشدة غير مألوفة لغرض في نفس يعقوب، فكما يقول المثل ( إن أردت أن تثبت مدى جرائتك وقوتك أمام الآخرين لابد من مواجهة القوى على الساحة ولو بالكلمات الجوفاء التي لا تغني ولا تسمن من جوع) ، والقوة التي على الساحة الآن هي الجيش، فمواجهته لهم والهجوم عليهم ومحاولته تحقيق انتصار زائف يكسب به أرضا وهو هنا واهم، فقد انكشف الملعوب، ولكن بعد أن حُصدت الكثير من الأرواح ، وتعددت الإصابات، واحترق بعدها بعد ذلك المجمع العلمي، حيث استغل الأمر جهابذة الوطني وفلوله وقواده في طرة هيلتون ، كل هؤلاء استغلوا الأمر فدفعوا البلطجية وركبوها ، واستغل الأمر أيضا من يمولون من أمريكا واسرائيل والسعودية وقطر، فكل منهم له فريق يمولونه، وفي ذات الوقت يندفع لتحقيق أغراضهم، ومع ذلك التشرذم توشك أن تضيع بلدي مصر، توشك أن تسقط وسط ذلك الخضم، فحدثت الانتخابات، واستغل هؤلاء السلفيون ومعهم الإخوان تلك الفرصة، استثمروا الخوف الذي زرعوه في قلوب المصريين من الغد، ولعبوا بلعبة الجنة والنار، وأنهم هم الأبدى وهم الأصلح، فقالوا لقد جربتم وشفتم ما حدث لكم من مبارك ونظامه ، فلتجربونا نحن ونحن ندعو وسنعمل بقول الله ومن يعمل بقول الله لابد من تأييده، ومن يرفض تأييدنا فلاشك سيناله عقاب الله في الدنيا وينال النار في الآخرة، مما أدى إلى تخوف المصريين، فكفاهم ما عانوه في دنياهم، كمان بعد كل ما يعانونه يدخلون النار كمان، لذلك أخذوها من قاصرها وقالوا لهم سنقول لكم نعم، لذلكم حصدوا الأصوات. والمشاهد لأحداث تلك الانتخابات، فإن سألت أي ناخب أتعرف ذلك الشخص؟ يقول لك لا. تعيد عليه السؤال طب لماذا أنت انتخبته؟ يكون الرد إنه قد يكون صالحاً. إنه بذقن ، ويقول قال الله وقال الرسول، ولا أظن أنه يخدعنا. إذن الناس لا يعرفونه، ولكنهم يصدقون كلمة واحدة قالوها لهم، أن من سيؤيدنا سيدخل الجنة، ومن سيعترض علينا سيناله عقاب الله ومصيره النار. إذن صكوك الغفران تعود من جديد، أتتذكرون التاريخ؟ فهو يتحدث عن الزمن الفائت، حيث كانت الكنيسة في أوروبا توزع صكوك بأثمان على الناس مفداها أنك مهما ارتكبت من آثام وأخطاء يمكن أن تُمحى بشرط واحد، هو أن تشتري صك الغفران من الكنيسة ليغفر الله لك! وقد اشتراها الناس ثم بعد ذلك اكتشفوا مدى كذبهم، أي كذب الكنيسة وكذب من يتولون الأمر ويتحدثون باسم الله ونيابة عن الله، فسقطت الكنيسة وسقط الدين في قلوب الأوروبيين ، مما استدعى ظهور تلك النعرات والطوائف والأحزاب والاتجاهات على اختلافها وتباينها، وهانحن نعيد الكرة من جديد ونلعب على وتيرة الدين ونحاول إيهام الناس بأشياء ليست من الدين في شيء، وأخشى ما أخشاه أنه عندما يكتشف الناس مدى كذب وادعاء هؤلاء الذين استخدموا الدين مطية للوثوب والوصول للحكم أن يُسقطوا الدين من قلوبهم وعقولهم، وهنا ستكون الطامة الكبرى ، والمصيبة الكبرى التي ليس بعدها مصيبة، لذلك أقولها من كل قلبي، إلا الدين .. إلا الدين .. إلا الدين يا سادة ، يا من تدعون أنكم شيوخ، فالشيوخ مكانها المساجد، أما الحكم والقيام على شئونه فله ناسه، فلا تتاجروا بالدين، ولا تستخدموه أداة لأغراضكم، فإنكم مهما كذبتم على الناس فكذبكم باسم الدين سيكون والانهيار الذي ما بعده انهيار.
ملحوظة هامة ..... للعلم يا أعزائي القراء فأنا انتهيت من كتابة كتاب سجلت فصوله ووثقته في الشهر العقاري حتى لا يسرق، يتناول مقارنة بين صكوك الغفران الأوروبية وصكوك الغفران الوهابية.
خلص الكلام،،،

No comments:

Post a Comment