Sunday, 22 January 2012

العلبة دي فيها إيه ......؟ / فيها قطر!

طلقة موت .... يقدمها الكاتب / طارق رجب
العلبة دي فيها إيه ......؟ / فيها قطر!
أتتذكرون يا أعزائي القراء فيلم " طاقية الإخفاء " حيث يقف توفيق الدقن ليضرب عمنا عبد المنعم إبراهيم وهو يسأله " العلبة دي فيها إيه ؟" فينظر فيها ويقول له " فيها خاتم " فيضربه بالقلم وهو يقول " لأ فيها فيل .." فيرد إبراهيم " فيها خاتم" فيضربه ثانية، وهكذا حتى يسير على رأيه ويقول له " خلاص العلبة فيها فيل " ، هنا يضحك عليه أمام الناس ويتهمه بالجنون، وما أشبه اليوم يا أعزائي القراء بالبارحة، فعندما تسقط الأساسيات وعندما يضمحل الفكر وعندما يجبن الأسد أو يشيخ أو يصيبه العجز والوهن بفعل عوامل كثيرة بعضها داخلي والآخر خارجي والثالث خليط بين الداخلي والخارجي، أي " مستأنس" بمعنى أن يتحول الأسد من أسد غابة يتزعم الرعية ويحكمها ويأتمرون بأمره يتم خطفه وترويضه داخل سيرك العمالة ويضحكون عليه بقطعة لحمة نظير لعبة يؤديها أمام الجماهير ويصفقون له وهم مستهزؤون به. فقد سقط الخوف وسقطتت الخشية والرهبة منه، وتحول مكانها السخرية والاستهزاء من الملك الذي أضحى زئيره لا يخيف أو يرعب أحدا، فقد أضحى مجرد صوت محبوس داخل صدره، وذبلت عيناه وتحولت من النظر الثاقب الذي يرعب من أمامه قبل أن يزأر ويخرج زئيره، تحولت تلك العينان إلى نظرة انكسار ورجاء إلى سيده ومروضه، الذي في يده طوق يقفز من خلاله وفي اليد الأخرى قطعة اللحم التي لن ينالها إلا بعد المرور من الطوق، فيقفز أسدنا طمعا في قطعة اللحم، ليفوز بها معتقدا أن ذلك هو الثمن، ولكن الثمن الحقيقي يكون تصفيق الجماهير ليس له ولكن لمروضه الذي أراحهم منه والذي بدد خوفهم وجعله مجرد مشهد يتسلون به وهم يقزقزون اللب أو يتناولون الفيشار، هذا ما حدث يا سادة مع أسدنا .. آسف .. مع مصرنا ، لقد روضوا حاكمها وحولوه إلى مجرد نمرة في سيرك العالم والمشاهدون هم هؤلاء الرؤساء أو من يتحكمون فيه وفي العالم، فهم بما فعلوه أمنوا شر بني الأسد الذي أتى منهم ذلك الأسد المروض الذي لم يضحى أسدا ولكن حيوان أليف يجري وراء قطعة من اللحم في الوقت الذي لو شاهده أي شبل من أشبال الغابة لبصق عليه والتهمه هو وبني جنسه إلتهاما .. بل عفوا ، إنهم سيقرفون من تناول لحمه الفاسد، ولكن سيكتفون بقتله وتركه للجيفة لتنال منه ، فهم أكبر من أن يتناولوا لحما فاسدا تربى على الترويض، فهم يخشون إن طعموا لحمة أن تصيبهم عدوى الجبن والترويض، فيتحولون إلى نمر في نفس ذات السيرك الذي كان فيه رئيسهم، وللأسف عندما يحدث ذلك ليس بمستغرب أن تنظر إلى من يروض الأسد، فقد يكون مجرد إنسان ضعيف قصير .. أو ليس له أدنى علم أو ثقافة، أي قد يكون مجرد شخص على الهامش خارج حدود التاريخ، ولكن صدمة الحدث هي من جعلته أقوى من الأسد، ولم لا ؟ فالقياس دائما هكذا، طالما أنا روضت الأسد وأضحى طوع أمري لا يهش ولا ينش خلاص، يحق لي أن آتي لأي شخص مهما كان ضعفه، حتى لو كان فأرا صغيرا يجلس على ظهر الأسد ، ويرفع ذيله للجمهور فيضحكون، ويصفقون على ذلك المشهد المثير: الفأر الذي يمتطي ظهر الأسد ويرفع ذيله ويبرم شنباته، ويرفع رجله كمان وكمان وهو على ظهر الأسد طالما الأسد ارتضى ذلك، وطالما المروض أراد ذلك الأمر، فهو من روض الأسد ومن أتى بالفأر ليركب ويمتطي ظهر الأسد نظير قطعة من اللحم، يتطلع إليها الأسد المروض ونظير ذلك ضاعت هيبة الأسود وانتهى أمرهم وديست بالأرجل وصار اعتقادا لدى الجميع أن الفأر أضحى أقوى من الأسد بأمر المروض، هكذا تحولت مصر يا سادة على يد أمريكا التي روضت الفاسد مبارك فهانت مصر وضاع أشبالها، واستأسد الفأر، واستأسدت قطر بأمر أمريكا مخرجة الروائع العالمية، التي تجعل من الفسيخ شربات فتحول الأسد إلى فأر وتحولت قطر إلى أسد، وعندما صاح الشعب الغلبان وعندما صاح أشبال الأسود معترضين وقف الفتوة الأمريكي يلعب بلاعبيه الذين أعدهم لذلك الأمر ليضربوا الأشبال ويغسلون أدمغتهم قائلين كما قال توفيق الدقن لعبد المنعم إبراهيم ، فيصيح الأشبال " فيها قطر " ، فيُضربون وتغسل أدمغتهم حتى يقولون العلبة فيها فيل ........ فيها فيل..... فيها أمريكا ...!
خلص الكلام
وإلى لقاء في المقال التالي الكاتب / طارق رجب.

No comments:

Post a Comment