Sunday, 22 January 2012

عفوا لن تتزوج أمي من ضابط

طلقة موت ..... يقدمها الكاتب / طارق رجب
عفوا ... لن تتزوج أمي من ضابط !
ما هو حادث الآن يوضح بما لا يدع مجالا للشك أن العسكر قد استحلوا الأمر، وركنوا إلى السلطة والتسلط وترسيم الأمور ليحكموا مصر مرة أخرى معتقدين أنهم الأولى، مع أنهم يقولون دائما غير ذلك، معتقدين أن الشعب ما زال غبياً، فقد كان المخلوع مبارك يقول مثل قولهم ( لن أبقى ولن أورث) في الوقت الذي كان يجهز ابنه للجلوس على عرش مصر بتزكية وتأكيد وحماية ومباركة من العسكر وأمن العادلي، الآن نفس السيناريو مع اختلاف بسيط ألا وهو ذهب مبارك وورث العسكر مصر، فهم يعتقدون أنهم من حمى الثورة، وبالتالي هم الأحق بلهطها منهم، يفعلون مثلما يفعل الفتوة زمان، حيث يقوم الحرافيش بالاتحاد والتجمع لمواجهة الفتوة الفاسد البلطجي الذي يسرق الحرافيش ويفرض عليهم الإتاوات ( الضرائب يا بطرس ) وينكل بهم إن هم عصوه (بعصا العادلي ورجاله) وعندما يتجمعون بعد أن فاض بهم الكيل ويُسقطون يخرج من بين رجال الفتوة السابق من يحاول ارتداء ثوب البراءة ويدعي أنه نصير الغلابة من الحرافيش، وللأسف بمنتهى البراءة والسذاجة يلتفون حوله على اعتقاد أنه منهم بعد أن لعب وعزف على وتر قلوبهم، ثم ما يلبث أن يتحول إلى فتوة وبلطجي مثل معلمه السابق، حيث يذيق أهل الحارة من الحرافيش ليس مراً واحدا بل مرارة شديدة وعلقم على كافة الأنواع والأشكال، حيث يكون أكثر سطوة من الفتوة السابق الذي قام عليه الحرافيش وأسقطوه، لحظتها يعض الحرافيش على أصابعهم ندما بعد أن تم الضحك عليهم واستغفالهم من قبل صبي الفتوة السابق بعد أن وثقوا فيه وولوه أمرهم ،وهم لا يعلمون أن هذا الصبي تربية الفتوة السابق وكان عونا له وأنه لابد سيفعل مثلما كان يفعل معلمه، بل قد يفوقه ويتعداه ويصنع لنفسه هيلمانا جديدا ومنهجا جديدا أشد وأنكى من سابقه. هنا يزداد ندم الحرافيش ويعتريهم السأم واليأس، ويضيع ويتيه لسنوات وسنوات حتى يظهر جيل جديد يثور مرة أخرى على الطاغية الذي وضعه الآباء، ولكن يكون الأبناء قد تعلموا ووعوا الدرس من حكايات آبائهم وما فعلوه وهم شباب من ثورة أطاحت بالفتوة الكبير والإتيان بذلك الصبي الذي ما لبث أن تحول إلى فتوة سحلهم بعد ذلك، لذلك نجدهم يقررون هذه المرة بعد ما أسقطوا الفتوة الذي وضعه آبائهم من قبل أن يتولى أمرهم من هو منهم ( أي من شعب الحرافيش ) وليس من فصيل الفتوة السابق بحيث لا يجيد أمور الفتونة واللعب والتلاعب بهم كما حدث في السابق لآبائهم، ولكنه يجيد أمراً آخر شديد الأهمية وهو أن يفهم ويعي ما يريده الشعب وأهل الحارة التي قامت على ذلك الفتوة المغتصب، بمعنى أن يتحاور معهم ويفكر معهم ويصنع معهم الطريق الجديد الذي يسيرون فيه جميعا يداً بيد، ولا يتقبل ولا يجلس على كرسي عاجي ويأمرهم ليطيعونه، ولكنهم يريدون رجلا يشاركهم ويتشاركون معه في الأمر، يريدون رجلا يعطيهم ولا يأخذ منهم، فهذا دوره إن كان يريد أن يكون زعيما على قلوبهم، فالزعيم يعطي ولا يأخذ لأنه لو أخذ تحول إلى سارق، وإلى لص وبلطجي، ويعيد الكرة من جديد ، لذلك قرر أهل الحارة ألا يولوا أمرهم لضابط أبدا، لقد قرروا ألا يزوجوا أمهم ( مصر ) لضابط بعد الآن، لقد قرروا ألا يسلموا أمرهم لضابط تعود على الأمر و الطاعة، وبالتالي سيجبرهم على الأمر والطاعة كما تعود. لقد قرروا أن يتولى أمرهم رجل إذا نظروا إليه وجدوا أنفسهم فيه، إن تحدث إليهم كأنهم هم من يتحدثون، وإن فكر كان فكره مثل ما يدور في فكرهم، ليس هو في واد والشعب وأهل الحارة في واد آخر، وإن تحرك لا يتحرك بقدمين اثنين وذراعين اثنين، ولكن يتحرك بأكثر من مائة وستون مليون قدم، ويحرك أكثر من مائة وستون مليون ذراع، مع أن القلب واحد والعقل واحد والروح واحدة، هكذا تُبنى مصر....!
خلص الكلام.
وإلى لقاء
الكاتب / طارق رجب

No comments:

Post a Comment