Sunday, 22 January 2012

الهيئة العسكرية وخالتي بمبة

من على خط النار .... طارق رجب يطلق كلمات من نار
الهيئة العسكرية وخالتي بمبة
من منكم يتذكر (خالتي بمبة). وللذين لا يعرفونها سأوجزها في نبذة مختصرة... إنها امرأة تبدو من أول وهلة على نيتها، ولكن الخبث كله فيها، فهي تقوم بأعمال وأفعال كثيرة غير سليمة رغم تحذير زوجها ( أبو سيد ) لها قبل الشروع في القيام بهذا الأمر. ورغم ذلك تضع ودن من طين والأخرى من عجين وتصر على الفعل الذي حذرها منه زوجها ( أبو سيد) ثم تأتي النتيجة المتوقعة حيث تعود لتندب حظها وتقر بخطئها وتحاول تبرير الخطأ، وهو أنها كانت حسنة النية وتريد كذا ...وكذا، ولكن حدث كذا .... وكذا دونما إرادة منها، ثم تقر بالخطأ في النهاية ولكن بعد خبر كان، وتختم الأمر بمقولة ( يا عيني عليا ) الآن عرفتم يا أعزائي القراء من هي خالتي بمبة ، وقد يقول قارئ منكم ومال خالتي بمبة هذه وحكايتها الظريفة المسلية وما أنت بصدده الآن.
أرد و أقول لا تتعجل يا عزيزي القارئ، فنحن نرى أن الأمور لا تتغير ولا تتبدل وإن توفيت خالتي بمبة ، وانتهى البرنامج نفسه، فإن الهيئة العسكرية الموقرة عادت وأعادته من جديد بعد أن ألبسته بدلتها الكاكي. فهاهي تفعل نفس الأفاعيل التي لا تُرضي الشعب المصري، كما كانت أفعال خالتي بمبة لا ترضي زوجها (أبوسيد) فأضحى أبو سيد بمثابة الشعب المصري الذي ينصح ويوجه الهيئة العسكرية في صورة خالتي بمبة، ولكنها أبداً لا تسمع ولا تعي النصح والإرشاد، وتضع ودن من طين والأخرى من عجين، وتنفذ ما في رأسها هي وفقط دون أن تسمع أو تنظر أو حتى تستشير أحداً في أي أمر من الأمور، وما المجلس الاستشاري إلا أقرب إلى الأراجوز وخيال الظل منه من مجلس يضع قرارات لينفذها المجلس العسكري، ولكن العكس هو الصحيح ، فما هو إلا مجلس لتبرير أخطاء المجلس العسكري لا أكثر، والمواقف يا عزيزي كثيرة لا تعد ولا تحصى، من أول الأحداث بعد التنحي إلى الآن، فالهيئة لا تنفك عن التخبط والسير والتعثر في البرك الراكدة ذات الرائحة النتنة التي تأتي بالقاذورات على الجميع، ومن ثم ينالها جزء من تلك القاذورات، ثم تتنبه أنها كانت تسير في الاتجاه الخطأ الذي أدى إلى وقوعها في تلك البرك، وتعثرها في تلك النقر التي تكاد تلقيها على وجهها ومن خلفها مصر وشعبها. إنها أخطاء ساذجة لا يقع فيها طفل يحبو، أو يتعلم المشي، إننا نعلم أنها لا تدري من أمور السياسة شيئا، فهم لا يفهمون إلا في المدافع والصواريخ والبارود والتكتيكات الحربية والاستراتيجية وكيفية مواجهة العدو الواضح المعالم وكيف ينصبون شبكة الصواريخ ويوجهون المدافع المضادة إما بالطائرات أو بالصواريخ و..و..وغيرها من تلك التجهيزات وبالتالي فهم مازالوا يحبون في أمور السياسة والإدارة ولا يفقهون في تلك الأمور مثلهم مثل الطفل الذي يحبو ويحاول تعلم المشي، ودائما يعتريه الخوف من الوقوع إذا حاول الوقوف ومحاولة تخطية خطوة إلى الأمام، فيقع مرتداً إلى الخلف وسط ضحكات واستهزاء الجيران وحزن الأب والأم والأخوات على تريقة هؤلاء الجيران على وليدهم وأخيهم الصغير فيحاولون سنده بأيديهم وإرشاده إلى كيفية الوقوف ويأخذون بيده ليخطو خطوة بعد الأخرى حتى يتعود ويتجرأ ثم ينطلق ماشيا وسط تصفيق الأب والأم والإخوة وعض الجيران على نواجذهم حسداً على الطفل الذي شب عن الطوق وانطلق في السير بعد أن تعلم وعرف المشي وعرف اتجاهه إلى أين ينطلق، نفس الأمر الآن مع الهيئة العسكرية، فقد بدأت متخبطة، ثم متواطئة، ثم عادت أدراجها لتصوب خطئها، ثم عادت إلى الخلف ثانية، ولا تتحرك أبدا إلى الأمام إلا بعد توجيه وضغط ثم ما تلبث أن تنحث ما سارت عليه وتعود إلى العك من جديد، تتحدث عن الغياب الأمني وهي تعرف أنه أكذوبة تتحدث عن الاقتصاد الذي يوشك على الانهيار وهي السبب في حدوثه، مع أنها لو عالجت الأمر بسرعة وحكمة دونما تردد ما آل للبورصة والسياحة والاقتصاد ما آل إليه، ولاندفعت دول العالم تقدم المساعدات ( السبت ) لتلقى من مصر وقيادتها الجديدة أحسن ( أحد ) ثم تتحدث ثانية عن البلطجة مع أنها وللأسف الشديد تتعاون إلى حد ما معها بعد أن مدت يدها للشرطة وأضحت الثلاثة عجينة واحدة مكونة من دقيق الهيئة العسكرية وزيت الداخلية وسمسم البلطجية ليصنعوا لنا كعكا يعكون به الشعب المصري، مع إنها إن أردات استتباب الأمن والقضاء على البلطجية فيمكنها تحقيق ذلك في لحظة، فالداخلية تعرف بؤرهم وأسمائهم، والهيئة العسكرية بتعاونها معها ومساعدة المخابرات سواء الحربية أو لدى الداخلية أو حتى المخابرات العامة يمكنهم لم هؤلاء البلطية الذين يعيثون في الأرض فسادا في لحظة وبالتالي تنظف الهيئة العسكرية والداخلية ومن حولها أنفسهم أمام الشعب والرأي العام االعالمي وبالتالي تنظف مصر وتوظف لما هو آت لها من مستقبل مشرق وسعيد، ولكنها أبداً لا تقوم بذلك الأمر إلا بعد أن يزأر الشعب المصري بعد أن فهم الملعوب، فتعود الهيئة وتقول (أخ، أنا آسفة) نحن نأسف للشعب المصري عن الشباب الذين قتلوا وعن المصابين الذين أصيبوا ، وقد قررنا إسباغ لقب شهداء عليهم وسنعطيهم تعويض كذا وكذا، ونقسم بالله ألا نعود إلى ما وقعنا فيه تاني أبداً ، ثم تهدأ الأمور ويبدأ الناس في الاتجاه لأمور حياتهم، وتعود للبورصة عافيتها وتبدأ الانتخابات، وللأسف تسير على غير ما كان يتوقع الجميع سواء القنوات الفضائية الهابطة الممولة بأموال نجسة مشبوهة وأيضا لا تتوقع الهيئة العسكرية ذاتها أن تنجح تلك العملية الانتخابية، حيث كانت في قرارة نفسها تعول على فشلها فتكون تلك هي ذريعتها في البقاء بحجة استتباب الامن والأمان وإحداث الاستقرار الاقتصادي ومن ثم الاجتماعي، ولكن خاب ظن الجميع ونجحت الانتخابات، وانطلق الشعب غير عابئ بالخوف الذي أوهموه به، لذلك كان لزاما أن تحدث أشياء تعكر ذلك الصفو فغضت الطرف عن الطرف الثالث التي هي أول من يعرفه ليلعب لعبته، فمرة تتركه يفعل وتقع الشرطة في المواجهة في شارع محمد محمود، ولكن انتصر الشعب وانهزمت الشرطة، لذلك هذه المرة قررت أن تنزل هي بنفسها إلى الميدان ، وتحاول إنجاح ما فشلت الداخلية فيه في شارع محمد محمود، وحدثت المواجهة وانكشف الوجه الآخر لها من ذبح وقتل وتكسير عظام، وكله بالصوت والصورة ثم عادت لتقول آسفون ، ثم ثاني يوم يعتدون على النساء وتكشف عوراتهن على شاشات العالم أجمع ثم عادوا ليتأسفوا عما فعلوه في السيدات المصريات المحترمات، هكذا كان الخبر والبيان والاعتذار، وها هو المسلسل مازال مستمرا والاحتقان لم ولن ينتهي، والثمن هذه المرة هو للأسف المجمع العلمي وما أدراكم ما هو المجمع العلمي ، تلك الأيقونة التي كالدرة على جبين مصر تتباهي به أمام العالم أجمع بما فيهم فرنسا ذاتها التي منها خرج نابليون لغزو مصر، فما لبث أن تحول هو وقادته ومن معه من علماء إلى الافتتان بمصر، والوقوع في حبها، وبالتالي أنشئوا ذلك المجمع كرد اعتبار عما اقترفوه في حق مصر والمصريين. ثم يقولون أن معظم من كانوا في القصر العيني من البلطجية، هنا يأتي السؤال: من أوجدهم؟! ومن مولهم ؟! ومن دفعهم ؟! وأيضا أين كنتم من تلك اللعبة؟ وأين كانت مخابراتنا العظيمة من هذا الملعوب؟ وأيضا أين الشرطة من ذلك الأمر؟ وأين هذا ؟ وأين هذا ؟ إن الموضوع كبير والقضية ملغمة ومليئة بالروائح الكريهة التي توصم الجميع بالعار، إنها مصرنا ومصركم يا سادة. بلدنا وبلدكم، لا تستحق منا ومنكم ما يحدث لها، إن لم تعوا أنتم وتنتبهوا لها وتحافظوا عليها وتحموها. من بالله عليكم يحافظ عليها ويدافع عنها ويحميها، إن بلدي تصرخ ، مصر تئن ، وأنتم لا مجيب، لقد صمت آذانكم ، وقتل الإحساس في قلوبكم ، وهانت عليكم بلدكم لهذه الدرجة ، المجمع العلمي يحرق أمام أعينكم وأنتم تتفرجون؟ ، كيف هذا؟ كيف بالله عليكم يحدث هذا؟ ، إن هذا الصرح لن يكون نهاية المطاف، بل بدايته، فإن لم تنتبهوا وتجتثوا هؤلاء البلطجية وتفيقوا لبلدكم وتنزعوا المصالح الخاصة من نفوسكم ستضيع مصر، ستضيع بلدي وبلدكم ، ماذا ستقولون لأبنائكم؟ كيف ستواجهون زوجاتكم ؟ كيف ستخبرون أحفادكم ؟ إن التاريخ لن يصمت على ما حدث ، لقد وصموكم ووصموا الثورة بالعار ، وفرح فينا الأعداء، وشمت فينا الأصدقاء .إن الصورة لا تكذب وهذه التسجيلات ستعد سجلاً للتاريخ يطلع عليه الأحفاد وأحفاد الأحفاد، أتروهم سيبرئونكم من تلك الأحداث وهم يرون العربات المجنزرة وهي تدهس الشعب أمام ماسبيرو ثم محمد محمودثم شارع القصر العيني والمجمع العلمي، وبعد أن اشتعلت النار في كل مكان وبعد أن زاد الاحتقان صنعتم حائطا أسمنتياً، بعد إيه ، بعد خراب مالطة، ألم تتعلموا؟! الثالثة تابتة كما يقول المثل، وهناك مثل آخر ( المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين ) ، أما أنتم فخيالكم واسع ، وتم لدغكم ثلاث مرات، ولم تتعلموا بعد ، أقول ايه لا مؤاخذة ... ولا بلاش ، فأنتم تنظرون وتتفرجون وتشاركون من طرف خفي في تأجيج الأحداث وكله على عينك يا تاجر بالصوت والصورة، وعدتم للمرة الألف إلى القول إنه الطرف الثالث الذي يلعب، بالذمة ده كلام، مش مكسوفين على نفسكم، ثلاث مرات وأنتم تضربون بنفس القلم وبنفس السيناريو ونفس الحبكة الدرامية ومع ذلك لا تدرون من هو الضارب، إن المشهد يُعاد ثلاث مرات،أي كلاكيت ثالث مرة، ومع ذلك لا تعرفون من هو الطرف الثالث، أنا أقول لكم من هو الطرف الثالث ، إنها أمي ، أمي هي الطرف الثالث، لقد خرجت من التربة وولعت مصر بلدي والدنيا كلها، ثم عادت إلى مدفنها مرة ثانية... بالذمة دي مش خيبة بالويبة، ثم تعقدون المؤتمرات الصحفية وتبررون وتعودون لتتأسفوا على ما حدث على نفس طريقة ( خالتي بمبة ) وينقصكم أن تقولوا مقولتها ( يا عيني عليا ) .
بقولكم ايه ، إن خالتي بمبة ماتت وراحت أيامها .. لماذا لا تذهبون أنتم أيضا كما ذهبت خالتي بمبة ...؟
خلص الكلام
وإلى لقاء مع الكاتب / طارق رجب

طلقة موت وتحدي للإخواني والسلفي

طلقة موت ....يقدمه الكاتب / طارق رجب
طلقة موت وتحدي للإخواني والسلفي
الصراع الآن إنحسر للأسف بين تلك الطائفتين، الأولى لها باع ومضمار طويل وصعيب، وعانت وقاست الأمرين وانصهرت بعد أن تعلمت من كل ضربة نُفذت إليها، حيث كانت تجعلها تنكمش لبعض الوقت، ثم تلتف من جديد في شكل آخر مختلف إلى حد ما عما كانت عليه في السابق، فهي لا تيأس ولا يخبو رمادها، كما أن أهم ما يميزها عن الطائفة الأخرى هو اعتمادها الكبير على الذات، بمعنى اعتمادها الحقيقي يكون عن طريق دافعي الاشتراكات من الأعضاء، فهي تختلف عن الحزب الوطني الخائن الذي كان يأخذ أعضائه مخصصات واعتمادات ، هذا غير الإتاوات التي كان يتم فرضها من قبل هؤلاء الأعضاء الأقذار على أفراد الشعب لتلبية مصالحهم ، وكلما زادت أهمية العضو كلما قويت أسنانه واستحدت وتحولت بعدها إلى شفاط وثاقب للدم يثقب الجلد ثم يخرج من ثنايا الناب شفاط يمتص الدماء من الشعب مثله مثل البعوضة أو النموسة، فالعضو الجديد هو مجرد ناموسة ، أما من هو أكبر منه فهو بعوضة، أما ما بعده فهو الذئب ثم يليها الدراكولات مصاصي الدماء الحقيقيين الذين هم في غاية الشراهة.
نعود ثانية إلى الإخوان نجد أنهم يدفعون لكي يشتركون في العضوية ثم مع تعاظم المشاركة والإنخراط يكون اللمعان، ومن ثم التوهج، ثم الفرقعة التي تُؤذن بميلاد نجم أو قائد يلتف حوله الأعضاء، وكان لتوسع دائرة الإخوان في الداخل والخارج مردوده القوي الذي أدى إلى تعاظم دورها وقوتها الإقتصادية التي تدخل في مشاريع في الخارج معظمها شديد النجاح يُؤتى بثماره ويُستخدم جزء كبير من تلك العوائد والأرباح في استقطاب الأعضاء المنسيين الذين يدخلون نتيجة الرضاء عن الخدمات التي تقدم لهم، سواء علاجية أو غذائية أو مادية أو...أو ... فهم أول من يفهم في طبيعة الحاجة المصرية أو من أين يتم السيطرة على العضو الصامت الذي ما يلبث أن يتحول إلى مؤيد دون أن يقدم استمارة عضوية دائمة أو مقننة، ولكن له دوره العظيم في إنجاح هذا التنظيم من أساسه، فهم من يذهبون إلى الصناديق، ويقولون لهم نعم لأنكم أطعمتونا وعالجتونا وعلمتونا، ويجب ألا نبخس حق العميل مبارك في ذلك الأمر، فهو السبب الذي جعلهم يسيطرون على الشعب بهذه الطريقة، فهو السبب المباشر في إذكاء ذلك العمل ونجاح الإخوان دون أن يدري أو يعي لأنه ببساطة رجل مخبول لم يكن أهلا للحكم أو لرعاية الرعية، فإهماله وظلمه للشعب أدى إلى وجود وظهور ذلك الدور الحيوي والمحوري للإخوان، فقاموا به خير قيام، وبذلك نجحوا وسيطروا على الشارع المصري دون أدنى ضجيج ودون أن يدشنوا حزبا أو يقدموا برنامجا أويتحدثون من التلفاز أو من خلف المذياع أو..أو.. ، لهذا نجحوا، وعندما واتتهم الفرصة بعد قيام الثورة وأنا لا أنكر وجودهم في منتصفها وإن قصرت على الشباب الذين تمردوا على قادتهم وخرجوا كاسرين حد الطاعة، ثم ما لبث أن هرول خلفهم قادتهم بعد أن أيقنوا بتعاظم فرص نجاح تلك الثورة.
وحتى لا ينفرط عقد الجماعة وانقسامها إلى جماعتين الأولى جماعة من الشباب تقود في المرحلة المقبلة وأخرى من المشايخ الهرمة التي تبلد تفكيرها وتوقف من كثرة الاعتقال والحصار والإنحسار الذي حدث لهم ، هذا غير التفتيت الذي كان يُحدثه أمن الدولة فيهم من الإندساس فيهم أو في بعضهم.
ثم نأتي إلى الفصيل الآخر وهو السلفيون، فنجد أنه ليس لهم في الحقيقة أدنى تاريخ أو مواقع شهيرة أو مواجهات حدثت بينهم وبين النظام السابق، لسبب وحيد : أنهم قد جاءوا جاهزين ومجهزين وأوجدهم مبارك نفسه برعاية سعودية نتجت بعد التقارب الشديد الذي حدث بعد مقتل السادات وذهاب مبارك للتعزية في وفاة الملك خالد، ودخل عليهم ولم يخرج من بينهم من لحظتها إلى الآن.
فقد عقد اتفاق مشاركة مستفيدة أفادته هو في شيء واحد سنوضحه قريبا، وأفادت السعودية ومن خلفها من دول الخليج في أشياء كثيرة سوف نتطرق إليها في حينها أو في المقال القادم، ولكن الآن نعرج على الفائدة التي سعى إليها وحصل عليها مبارك ألا وهي ضرب اثنان وليس واحد، الأول الجهاد حيث تم دمجهم بعد إلباسهم الغطاء السعودي في صورة ابن لادن ليحاربوا مع الأفغان العدو السوفييتي، حيث بدأ ذلك قبل نهاية عقد السادات، ولكن أُكتمل في فترة مبارك حيث تخلص من كل من حوكم في قضية السادات التي كانت السعودية قد انقلبت عليه بعد كامب ديفيد وبعد أن انقلبوا بتخطيط أمريكي صرف على الملك فيصل نفسه، وجرى قتله بيد ابن أخيه المتعلم في أمريكا، والذي بُرمج ودُفع دفعاً للقيام بذلك الأمر دون وعي أو تم استغلال موقف ما ليكون ذريعة تجعل الشاب يقتل عمه الملك لحظة سلامه عليه وتحيته، بذلك تخلصت أمريكا من الرجل الذي أذل الأمريكان وأوروبا ومنع عنهم البترول وكان له رد مشهور رحمه الله : " إننا لن نُغلب ، فلدينا النخل نتخذه طعاماً، والشياه لنذبحها، والبترول لن يخسر أو يفسد إن ترك هكذا في باطن الأرض، فهو سلعة غير قابلة للإفساد، فهي موجودة من تراكم آلاف السنين، فلا ضير من تركها شهورا أو حتى أعواما" لذلك كان يجب التخلص منه جزاء لوقوفه في مواجهة أمريكا والصهيونية العالمية، ثم تلا ذلك مقتل السادات الرجل الذي أذل إسرائيل وأبكى جنرالاتها، وأوشك موشي ديان على الجنون والإنتحار وأصرخ جولدا وولول جولدا مائير وهي تستنجد بنيكسون قائلة :" انقذوا اسرائيل " ، لذلك كان يجب أن يُقتل هو الآخر لأنه ظل يردد الدولة الفلسطينية والحكم الذاتي المكمل للإتفاقية والتي حاولت إسرائيل وأمريكا ريجان ذلك الممثل التافه المغمور الذي أتى به اليهود بديلا عن كارتر الذي ضحك عليهم وجعلهم ينتخبوه بعد أن وقف يبكي خلف حائط المبكى، وبعد أن نجح وقف لهم بالمرصاد ووضع يده في يد السادات وضغط على إسرائيل بيجان حتى أُبرمت تلك المعاهدة والتي كان من نتيجتها انفصال مصر عن العرب بالطرد من الجامعة وقطع العلاقات وتكون جبهتان مناوئتان للسادات ، الأولى جبهة الرفض وأعضائها عراق صدام وليبيا القذافي وسوريا الأسد الكبير ويمن صالح الذي كان وقتها لسة فرفور صغير يسير خلف ركاب الزعماء الكبار رغما عنه، والجبهة الأخرى ممثلة في السعودية ودول المغرب وموريتانيا، أما الصومال صومال سياد بري فكانت مع مصر، أما عمان قابوس بن سعيد فقد صمتت ولم تنضم إلى هذا أو ذاك.
هكذا كان الوضع ، حتى دخل مبارك على فهد ثم حدث ذلك التقارب الذي نتج منه كما أسلفنا التخلص من منظمة الجهاد لتغطيتها بالغطاء السعودي الاقتصادي والتسليحي ممثلا في ابن لادن، وبقي الإخوان لقمة في زور مبارك ، لا يستطيع بلعها أو لفظها، لذلك لم يجد أمامه إلا دفعه للسلفيين الذين كانوا هم المصريين الذين خرجوا من مصر بعد انتصار أكتوبر، حيث فتحت لهم السعودية ودول الخليج أذرعها ليقوموا بالعمران في تلك الدول، والتي استثمرت عوائد البترول التي ارتفع سعرها من اثنان أو ثلاثة دولارات للبرميل إلى ثمانية وثلاثين بل أربعين دولارا مرة واحدة ، فاندفعوا يعلمون ويُعالجون ويبنون ويصنعون، وفي ذات الوقت يحسنون من أوضاعهم المعيشية والاقتصادية، ولكنهم تأثروا نتيجة للمعايشة هناك، ونتيجة لأهم سبب أنهم كانوا خاوون دينياً بسبب ما فرضه ناصر من سيطرته على الأزهر من ناحية، واجتثاثه للإخوان وسحلهم ، ومحاربة كل ما هو ديني، ودفع القوى اليسارية والشيوعية للتواجد نتيجة لتنامي النفوذ السوفييتي في مصر منذ بداية صفقة الأسلحة مع تشيكوسلوفاكيا، ثم أضحى التغلغل السوفييتي حقيقة دامغة لحظة المشاركة في تمويل ودعم وبناء السد العالي بعد انسحاب أمريكا والبنك الدولي من الأمر، ولا شك أن الخواء الديني كان من بين نتائجه تلك الهزيمة النكراء التي حدثت لمصر نتيجة إنكسار الإيمان في النفوس وضعفه، حتى حدث الانتصار بالقوة والعزيمة، ولكن كان الخواء الديني والإيماني لازالا موجودين في النفوس، لذلك ما إن وصلوا إلى السعودية وتواصلوا مع الفكر الوهابي ورووا ظمأهم المتعطش للدين خاصة وهم هناك بعيدون عن أي رقابة عليهم رغم أن السادات قد سمح بالرجوع للدين المشروط، وأنا أختلف مع السادات في تلك الرؤية، فأنا أعتقد وأكاد أجزم أنه ليس للدين شروط أو ضوابط، المهم ذلك الخواء وذلك التعطش هو ماحدا بهم إلى الانكفاء على النهر الوهابي وفكره بعد ضياع الأزهر، وبعد أن انتهت مدة إعارتهم عادوا ومعهم المال وأيضاً الفكر الوهابي، وأولى إماراته اللحى الطويلة والجلباب القصير والاهتمام الشديد بالسواك.
وقد استحسن مبارك الأمر ، خاصة بعد أن وجد أن هناك معاهدة بين الفكر الوهابي والنظام السعودي وهي رفع يمين الولاء للأسرة الحاكمة، فاستعذب الفكرة وراقت له وبدأ يفتح الأبواب لهم شيئا فشيء، وفي ذات الوقت يطبقها على الإخوان حتى أضحوا في كل مكان.
في أول الأمر كان الدعم مكتفيا بالكتب وبعض الدعوات للعمرات وفرص العمل هناك التي منها يعمل ويتعلم ويعلم الفكر والمذهب الوهابي ليعود حاملا إياه إلى مصر. وبالتالي تحول هؤلاء العاملين إلى مندوبي مبيعات لذلك الفكر الوهابي داخل مصر ، ثم بدأت تندفع التدفقات المالية والعينية عن طريق هؤلاء المندوبين، وتم فتح حسابات لهم في مصر تحت مرأى ومسمع من النظام نفسه الذي كان يغض الطرف عن الأمر ولسان حالة يقول : طالما ولائهم لي ولن يقفوا أمامي فلا ضير، وهم أقسموا له أنهم ليسوا طالبي سلطة، وكان شعارهم السلطة مفسدة ولا يصح لرجل الدين القيام بالعمل السياسي، هكذا كانوا... وظلوا ، وفتحت لهم القنوات وعُبدت الطرق ، وانتشر المذهب والفكر في كل شبر من تراب مصر المحروسة، وأضحى في الوقت الذي تُصادر فيه أموال الإخوان وتضرب مشاريعهم ويُسجن أعضائهم على العكس تماما ما كان يحدث للسلفيين، وإن حاول مبارك بمجرد زر الرمال في الأعين من القبض على بعض الأعضاء الذين حاولوا الخروج عن الطوق، فقام بشد أذنهم سنة أوسنتان ثم خرجوا تائبين منيبين متأسفين ومتعهدين على عدم النكوص أو الرجوع إلى تلك الفعلة مرة أخرى ، حتى بدأت الإضرابات فلم يعيروها بالاً أو اهتماماً بل كانوا ضدها قائلين : إن ذلك بمثابة اعتراض على الحاكم وخروجا عليه، وهذا حرام شرعا ...ثم بدأ أتون الثورة في الاشتعال وهم بعيدين كل البعد، بل كانوا شديدي الهجوم على الشباب والثوار متهمين إياهم بالخروج على طاعة الحاكم ، منبهين أن الخروج عن طاعة الحاكم حتى لو كان ظالما أو فاسداً كفر... إلى هذه الدرجة كفر، وكانت مقولتهم الخائبة مثلهم مثل ( الفنان حسن البارودي ) في فيلم ( الزوجة الثانية ) حيث كان يقول ل(شكري سرحان) الزوج الغلبان الضعيف حتى يجبره على تطليق زوجته غصباً عنه ليتزوجها العمدة الظالم الفاسد (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وإولي الأمر منكم) حتى يطلق شكري سرحان سعاد حسنى ليتزوجها العمدة ( صلاح منصور )، ويكأن المخرج العبقري صلاح أبو سيف كان يستشعر ما سيحدث لبلدي وبلده مصر، بعد ذلك بسنوات طوال نفس التيمة العمدة ( صلاح منصور) هو مبارك ، و( حسن البارودي ) هو السلفيون ، و(سعاد حسنى ) هي مصر ، و(شكري سرحان ) هو الشعب المصري المسكين الذي أُجبر على طلاقه لبلده وطُرد منها أو عاش ذليلا ليتزوجها الظالم الفاسد مبارك تحت غطاء السلفيين.
كل ذلك كان حادث حتى إقتربت الثورة من نهايتها، وأضحت بشرى النجاح آتية وظاهرة في الأفق، والضغط الأمريكي والأوروبي على مبارك على أشده، فاندفع السلفيون قبل التنحي بيومين بالنزول في صورة تجمعات صغيرة من الشباب الخارجين أيضاً عن طاعة قادتهم ورؤسائهم، فهم قلدوا شباب الإخوان معتبرين أنفسهم أنهم ليسوا أقل من الإخوان، وحتى لا يستأثر الإخوان بالجو والحفلة وحدهم ، فغض قادة السلفيين الطرف، وإن قالوا على الملأ أنهم فئة خارجة عن الجماعة السلفية وسوف يحاكمونهم ويفصلونهم من الجماعة ليرضوا مبارك والسعودية التي ولائهم الأساسي لها، حيث كان فكرهم يقول ( إن لم تنجح الثورة فإن مقولتهم قد برأت ساحتهم ) وكل ما عليهم تقديم هؤلاء الشباب إلى المحاكمة أمام مجلس شورى الجماعة عما اقترفوه من خروج على الجماعة وقادتها والخروج على قيادة ولي الأمر مبارك، وإن نجحت الثورة عدلوا الكلام قائلين ( إنهم مع هؤلاء الشباب فهم أبنائهم في الأول والآخر) وأنهم يشكرون هؤلاء الشباب لتفهمهم السريع للأمر ونظرتهم الثاقبة لمعطيات الثورة والوصول إلى برهان نجاح الثورة قبل أن يصل إليه قادتهم، وإنهم بحق أشبال تفوقوا علينا نحن الأسود، فهم مثلنا مثل قادتهم ، ثم ينتهي الأمر على مفيش.
هكذا كان الأمر مسكوا العصا من المنتصف، فإن نجحت الثورة رُفعت اليد لقمة العصا ليرقصون ويهللون بنجاحها، وإن فشلت انخفضت اليد وتم إمساك العصا من الطرف الأسفل ليضربوا به الشباب والشعب المصري نفسه ليسبونه ويلعنونه ويتهمونه بالكفر والزندقة لخروجهم عن الحاكم الذي لولا موافقة الله عليه لما تم اختياره حاكما حتى لو كان فاسقاً فاسداً ظالماً.
ونجحت الثورة، فوقعت الجماعة في (حيص بيص) فهم مجبرون على تأييدها، ولكن في ذات الوقت لا يقدرون على قادتهم في السعودية الذين كانوا مازالوا يؤيدون مبارك ونظامه، ويرفضون تلك الثورة ، لأن نجاحها سيقضي على مكانة السعودية التي أضحت عليها بتخاذل العميل مبارك وانحسار مصر والدور المصري الذي كان يجب أن تقوم به، كما أن أعضائها في الشارع الثوري المصري ليسوا بالكثرة حيث بدأت الثورة بالشباب المستقل الليبرالي ثم انضم لهم الإخوان بعد ذلك، وفي النهاية نزل هؤلاء السلفيون، إذن يجب (أكل الثورة) فانهمروا كالجراد نازلين إلى الساحة في الميدان، وانفتحت الحنفية السعودية عن آخرها ليشرب منها ويطعم كل طاعم بعد أن غيروا فكرهم لإحتواء الثورة وركوبها، بل توسع فكرهم وازداد طموحهم في أكلها كلها عن طريق السيطرة على مفاتيح اتخاذ القرار ممثلة في الحكومة والنواب المنتخبون الذين سيشاركون في إصدار دستور مصر، ثم اختيار رئيس مصر القادم الذي لابد وأن يكون سلفياً،هكذا قرروا ورصدوا ملياري دولار تحت الحساب كدفعة أولى ثمنا لاستعمار مصر، فلن تستسلم مصر ولا شعبها المصري الأبيّ ويقبل الاستعمار السعودي والحكم السعودي بوجوه مصرية تغطيها اللحى وتتشدق بالدين لاعبة على ذلك الوتر القلبي الإيماني بداخل كل فرد يُلقب ب"مصري"، وعلى الرغم من الانصياع الرهيب للأرواح المصرية لكل من يقول ( قال الله وقال الرسول ) فلن يُستعمر في النهاية أو يسلم للسعودية.
هنا خلص كلامي يا عزيزي القارئ لكن لدي السؤال... هل سينجح ذلك السيناريو وتحكمنا السعودية من خلال هؤلاء مثلما حكمنا الأتراك العثمانيون، ومن قبلهم المماليك وغيره وغيره؟ أم سينتبه لذلك الأمر الشعب المصري ويفضحهم ويهلل رافضاً ويلقي بالكرسي في الكلوب ويقول ( مش عايزين مش لاعبين يا سعودية )؟.أما أنا فقلت وسأقول دائما لكما يا سلفيي ويا إخوان مصر لن تكون إلا مصرية خالصة مخلصة مسلمة روحا مؤمنة قلبا وقالباً ولكنها في الأول والآخر مصرية بعقل مصري وقلب ينبض بنبضات تقول ( مصر ... مصر) وليست أبدا ( سعودية ... دية ).
وإلى لقاء
الكاتب / طارق رجب

يا سعودية ... يا سعودية

طلقة موت ... يقدمها الكاتب / طارق رجب
يا سعودية ... يا سعودية
سيبك بقى من الحتة دية.... !
كما أسلفت في المقال السابق أن الدور السعودي واضح ومفضوح متمثلا في السلفيين وما يحاولون إحداثه في مصر، فهم يريدون ركوب بلدنا مصر وإغلاق أزهرنا والقضاء على فكرنا المعتدل ، وتحويله إلى أزهر وهابي متشدد، ثم بعد ذلك يُزال الاسم الأول ( أزهر) ويُطلق عليه ( الوهابي) ويأتي يوم نقول ( جامعة الوهابيين ) أو ( المشيخة الوهابية) أو (دار الإفتاء الوهابية) ، وكل تلك المسميات المنبثقة عن ذلك الفكر وذلك الاسم حتى القراءات القرآنية سيتم عوج لسانها لتكون باللكنة والنغمة والنكهة السعودية، ولا أستبعد بعد ذلك أن تندثر لغتنا العامية المصرية الخاصة، ونرطن بالسعودي، ونقول (ليش و .. و..) فأنا في الحقيقة لا أحب إلا لغة بلدي المصرية ، ولن أرضى عنها بديلاً ، بل الأنكى، فأنا سوف أعترف لكم باعتراف قد لا يعرفه الكثيرون وهو أنني لا أتقن أية لغة أبداً حتى الإنجليزية، فمنذ صغري وحداثة سني وأنا شيء داخلي كان يغصبني ويمنعني من إتقان تلك اللغة وغيرها من اللغات، وكنت أنجح في امتحانها بالعافية مكتفيا بدرجة النجاح وفقط، وذلك لسبب وحيد هو شدة انتمائي لمصريتي وللغتي وإحساسي أن إتقاني للغة أخرى غير لغتي المصرية ، وهنا أشدد على كلمة مصرية فهي مصرية عربية بنكهة خاصة بها وبنا ، فهي ليست بعربية خالصة ، ولكنها مصرية معربة، قد أكون متزمتا في نظركم ، أو تتهمونني بالعنصرية، أرد وأقول : مرحبا بتلك العنصرية إن كانت أداة لأحافظ بها على هويتي المصرية وفكري المصري وكرامتي المصرية ...، فأنا منذ نعومة أظافري وأنا أؤمن أن تفريط الإنسان في لغته وإتقانه للغة غيره ما هو إلا انتقاص من جزء غالي وعزيز داخله، وإبداله بشئ آخر خارج عنه مثله مثل العضو الذي يوضع مكان العضو الخاص بك، آملا أنه سوف يؤدي نفس المهمة التي كان سيؤديها عضوك الذي خُلق فيك وخُلقت وهو بداخلك، ويحاول الأطباء استخدام الأدوية المذيبة والمثبتة والفاعلة والغير فاعلة للحيلولة دون رفض الجسم للعضو الذي أُدخل فيك عوضا عن عضوك، وتظل تأخذ هذه الأدوية لسنوات، وقد تطول العمر كله ناهيك عن إحساسك الداخلي أنه لم تعد أنت أنت ، بل أضحيت اثنان منقسمان، وفي نهاية الأمر لا تشعر بنفسك وتشعر بالدونية وتسأل نفسك هل ذلك العضو هو ما أبقاني على الحياة ،أم أنت من جعلت الحياة تستمر فيه ؟ وفي ظل ذلك التشتت الجسدي يحدث تشتت عقلي بعد أن يسبقه التشتت النفسي، فتتحول إلى شخص غير الشخص الأصلى، هكذا تفعل اللغة عندما يذوب فيها متلقيها ويتوغل فيها دون فهم جاهلا متجاهلا لغته ، مبهورا بها وما تحتويه من ثقافات، يؤدي انبهاره بها إلى إزدرائه للغته، ومن ثم لثقافته وموروثه وتقاليده، التي شب ونشأ عليها، وينتهي أمره لا هو مصري ولا انجليزي أو أمريكي أو ألماني أو ..أو.. ، لذلك كنت أشعر دائما أنني إن كنت أريد أن أحافظ على مصريتي خالصة يجب
الا أتعلم أو أذوب أو أحول لساني إلى لغة أخرى تتحول إلى ثقافة أخرى، وفكر آخر، ومن ثم يتعلق قلبي بآخر، ومنه يتعلق عقلي بآخر، مما يؤدي بي إلى سلوك آخر وينتهي بي إلى إنسان آخر غير ذات الإنسان الذي ولدتني أمي به، هذا إيماني وإصراري على فكرتي، طب أعمل ايه في الثقافات، أقنعت نفسي أن هناك شيئا اسمه ترجمة وقاموس ، وأشخاص مهمتهم الترجمة قد يضحون بذلك الخلل الحادث لهم في سبيل ألا يضيع الباقي، ومن تلك الترجمات يعربون الثقافات ويمصرونها إلى اللهجة المصرية والعربية لآكلها، فيكسب شيئان : الأول لغته وكرامته وروحه وإنسانيته والثاني إزدياد في الوعي والثقافة وتوسع في المدارك دون الإنزلاق إلى ماهو دون ذلك ، هذه رؤيتي وإيماني بتلك الرؤية والخلاف لا يفسد للود قضية.
نعود إلى ما كنا نتحدث عنه، المصرية أي اللهجة المصرية واللغة المصرية، فالفكر السلفي أو الغزو الوهابي السعودي الممول بريالات البترول لن تجعلنا ( نريل لها أو أمامها )، إننا كمصريين لدينا الكثير والكثير فنحن في الحقيقة أغنى من السعودية ، بل أغنى من كافة دول الخليج مجتمعة رغم البترول الذي ينفجر فيها ، ولكن ما ينقصنا هو العدالة في التوزيع ، والطرق الجيدة لاستثمار ما وهبه الله لنا من خيرات.
وأنا لدي فكرة قد تُدخل إلى مصر بلدي مالا يقل عن ثلاثة وقد يصل إلى خمسة تريليون دولار أي ألف ألف مليون دولار في مدة لن تزيد بأي حال من الأحوال عن ستة أشهر فقط لا غير مما سوف يجعل الاقتصاد المصري في السماء، ويهوي بالدولار إلى أسفل سافلين ويعيده إلى مكانه الصحيح وهو أنه لا يساوي أكثر من ريال مصري، أي ما يساوي عشرون قرشا. ونعود إلى مقولة الفنان ( إسماعيل يس ) أو ( جميز ) عندما قال للبطل الآخر أمامه أنه يقبض ون دولار، أي ريال مصري ،أي عشرون قرشا مصريا، ألا ترون يا سادة ، هل تعرفون ما معنى خمسة تريليون دولار بسعر الدولار الحالي ستة جنيهات أي ما يوازي ثلاثين تريليون جنيها من الجنيهات المصرية ، أو حتى النصف خمسة عشرة تريليون جنيها مصريا، وبالتالي لن يوجد بعدها بطالة أو فجوة غذائية أو إسكانية أو فشل صحي أو انحدار تعليمي ، ولكن فقط نرجو وجود أهم شيء : إخلاص النوايا، هذا عن المال، أما الأرض فيمكن أن تتضاعف إلى عشرون أو ثلاثين مليونا من الأفدنة، إنها ليست نكتة ،ولكنها حقيقة متأكد من جدواها ونجاحها ، أما عن مشكلة المياه فلها بدل الحل حلول، ولكن فقط كما قلت : الإيمان بالفكرة والإخلاص في النوايا، والتطوع إلى خدمة شيء واحد فقط ، مصر ، مصر وفقط ، مصر أولا ، ومصر ثانيا ،ومصر أخيرا، مصر عندما تحيا، ومصر عندما تموت. وإن تحقق كل ذلك فلن يكون للوجود أو المد السعودي أي وجود أو معنى ، وسيندثر الفكر السلفي الذي أتى ببعيره وبعده المالي والإقتصادي، بل قد تتحول السعودية عما قريب إلى دولة متمصرة مصرية تعتنق فكرنا وتتحدث بلهجتنا وتفكر بعقلنا، لذلك أقولها على الملأ ودون أدنى خوف إبعدي عنا يا سعودية .. ليس لكي عيش في الحتة دية فمصر أبداً وعلى الدوام تؤثر ولا تتأثر، وإن نسيتم المحمل فالتاريخ والتكية المصرية في بلدكم تذكركم من نحن ومن أنتم.
وإلى لقاء
الكاتب / طارق رجب

أوباما نصاب عالمي

طلقة موت ...... يقدمها الكاتب / طارق رجب
أوباما نصاب عالمي
قد يتبادر إلى ذهن عزيزي القارئ عندما تقرأ عنوان المقالة بالتهجم عليه والاستهجان ولكن قبل أن تنفعل ويحدث لك ما لا تحمد عقباه تريث وأنصت إليه واقرأ المقال لآخره، وبعدها قرر هل أنا على حق أم لا ؟
نبدأ المقال ، أولا أنا في العادة أرتب الأفكار وأقدم دائما المعطيات، وبعدها أتركك يا عزيزي القارئ تعمل فكرك وتصل أنت إلى البرهان الذي لن يختلف كثيرا عن برهاني الذي وصلت إليه قبلك، لذلك دشنت لك ذلك المقال، هلم معي يا عزيزي القارئ وتذكر جيدا عندما وصل أوباما إلى سدة الحكم، بل قبل أن يصل إليها كانت له معطيات قدمها للعرب والمسلمين ومن بينها حل القضية الفلسطينية وغيرها من القضايا العربية والإسلامية العالقة، وقد نوه في سيرته الذاتية أنه ذا أصول إسلامية، ويفهم ويتفهم معنى الإسلام رغم ديانته المسيحية ، حيث جدته لأبيه أفهمته وعلمته من سلوكها وعادتها بعض تلك الأصول، كما كان لمعيشته في صباه مع والدته في ماليزيا وهي دولة إسلامية كما تعلم بالغ الأثر على تكوينه بل إن أمه كما تحدث عنها لم تكن أبداً متعصبة لدين معين، بل دائماً منفتحة على الأديان الأخرى وجعلته كذلك، فالولد نبت أمه، ورعايتها، وقد كسب بذلك تعاطف الأصوات الإسلامية والعربية أو ذات الأصول العربية، وكان بث الانتخابات على الهواء وكم من عرب ومسلمين دعوا له بالنجاح والفوز على جون ماكين، حتى تحقق ما عزم عليه ووعد به، ثم جاء خطابه الاول إلى الأمة والعالم موضحا دونما لبس أو غموض انفتاحه على العالم الإسلامي والعربي وحل مشكلاته والمساعدة على حلها وطي صفحة بوش السوداء، وإنهاء المشكلة الفلسطينية وتكوين الدولة وإظهارها إلى الوجود،ولكي يزيد من تأكيده جاء إلى القاهرة وتحدث من داخل أروقة جامعة القاهرة، وأسهب في الحديث حتى اعتقدنا أنه قد آن الأوان لحل القضايا العالقة، إنه قد أتى أخيرا الرجل الأمريكي الذي سيحل كافة المشاكل وتنظيف ما قد علق بالأذهان من صلف وعنجهية بوش ومآسيه التي أحدثها في العراق وأفغانستان والعالم الإسلامي كله، والفلسطيني أيضا ، فعملية الرصاص المصبوب مرت أمامه ووقع عليها بالإيجاب وإن كان بوش الموقع الرسمي لها وللأسف كان له أعوان عرب على رأسهم الرئيس الفاسد مبارك عميله رقم 1 ، ثم جاءت زيارته لإسرائيل حيث كان خطابه به بعض التحفظ ولكن مر علينا ولم نعره إهتماما بعد أن أوجدنا له العذر أنه لم يشأ المواجهة الشديدة لإسرائيل وهو في عقر دارها، ثم كانت زيارته لماليزيا وأكد ما سبق أن أكده في القاهرة، ثم سارت الأمور وبدا قويا بعض الشئ أمام اسرائيل في مسألة المستوطنات ثم ما لبث أن عاد أدراجه معطيا ظهره للجميع محتضنا واحدة فقط هي إسرائيل مفضلها على العالمين، وطغت الأحلام وذابت الوعود على الحائط الإسرائيلي وأضحى من يحكم أمريكا ليس أوباما ولكن بكل أسف النتنياهو ووزير خارجية أميركا الحقيقي ليست هيلاري كلينتون ولكن ليبرمان وكل ما يخرج من فم الاثنان يعاد صياغته للهجة الأمريكية على لسان أوباما وهيلاري بعد تحسين الكلمات وتنقيح وتنقية اللهجة ولكن الفحوى واحد، والمنحى والاتجاه واحد، لدرجة أدخلتنا في ( حيص بيص ) وأيقنا أن أمريكا أو الإدارة الأمريكية ما هي إلا مجرد ستار أو أراجوزات تتحرك خلف الستار، بينما يقبع اللاعبان الأساسيان وهما إسرائيليان بالطبع خلف الستار يحركان بأصابعهما الأراجوزات، هذا غير ما أحدثه اللوبي اليهودي في ممارسته للضغوط الاقتصادية بطريقته البالغة القسوة في الوول ستريت حيث سوق المال وتم حبس وتكتيف الاقتصاد الأمريكي ورهنه تحت ذمة هؤلاء اليهود، وأدى ذلك إلى ما أدى إليه من أزمة اقتصادية كانت ( قرصة أذن ) للإدارة الأمريكية استتبعها تحولها إلى طرف مدين لطرف ثالث وهو الصين، وإن كان ما حدث كان بحبكة من هؤلاء اليهود وأضحى الاقتصاد الأمريكي وأمريكا نفسها على حافة الهاوية وأضحى بالتبعية أوباما ومجلس إدارته مجرد ألعوبة في يد هؤلاء وبالتالي ذابت الوعود وذابت إشراقته على المستقبل وضاع الأمل وتحول إلى سرب ، والكلام المعسول والعين الصادقة إلى كذبة كبيرة مثل الكذبة التي يضحك بها النصاب ويغريك بمعسول الكلمة، ويقدم لك العديد من وسائل الإقناع حتى تصدقه وتقدم له كل ما يطلب ثم في النهاية يعطيك ( بومبة ) أو ( يلطعك على قفاك ) ويفك مبتعدا عنك وتظل طوال العمر إما تبحث عنه لتشفي غليلك أو تبكي ممتأثرا بما حدث لك من ضياع ثروتك أو تنتحر لعدم المواجهة أو تنفض عن كاهلك كل ما حدث وتبدأ من جديد ولكن ( عينك وسط راسك ) حتى لا يأتى نصاب آخر يضحك عليك بمعسول الكلم و ( يعمل لك البحر طحينة ) ثم تغرق في بحر مالح أو ( في بحر ظلمات – ظلمات – ظلمات - يا ساتر الستر يارب ) ثم تجد نفسك وقد قدمت لذلك النصاب الأوبامي أو من على شاكلته كل ما تملك وفزت يا حبة عين أمك بالسلطانية ، ألن تفيقوا يا عرب ، ألن تفيقوا يا مسلمين.... خلص الكلام
وإلى لقاء في مقال تالي
الكاتب / طارق رجب

سقوط أوباما أمام نفسه في الأمم المتحدة

ضربة قاضية ...... للكاتب طارق رجب
سقوط أوباما أمام نفسه في الأمم المتحدة
كانت هناك أغنية أسمعها وتطربني، ولكن للأسف لا أتذكر اسم ملقيها جيدا، وكان مطلعها " ما أحلى الرجوع إليكي" ... آه قد تكون نجاة الصغيرة هي من غنتها، ولنترك الآن مطربتنا العظيمة نجاة ونعود إلى المطلع نفسه " ما أحلى الرجوع إليكي " ولكن سوف أغير حرفاً واحدا فيها، فهذه هي عادتي يا أعزائي القراء، اللعب والتلاعب بالأحرف والوصول إلى ما أبتغيه بسلاسة وشياكة، وسوف يكون المطلع المراد بعد التعديل ( ما أحلى الركوع إليكي )، فها نحن نرى أوباما وقد ركع لإسرائيل، وحنث بكل كلامه، وعاد يتلاعب بالكلمات ويخرجها من مضامينها، فلسنا نحن وفقط من يتلاعب يا أوباما، نحن نلعب في حرف لنستمد لمقالنا حلاوته ومذاقه ، ونجعله شيقا مستحباً، أما أنت فتلاعبك فج ومخزي سيذهب بك إلى أسفل سافلين، فما أقسى الركوع يا أوباما وما أقسى الرجوع فيما كُرر وما أقسى الرجوع في المبادئ والقرارت، وما أقسى اندثار الأحلام والطموحات وذهاب الرؤى واختزالها في شئ واحد وهو إعادة الترشح مرة ثانية وأخيرة.أي يريد أن يواصل في استمراره في أداء دوره الباهت، وهو يعلم تمام العلم أنه لن ينجح وأن ما سوف يفعله من إجحاف لحقوق الفلسطينيين في إقامة دولتهم ما هوإلا امتهان للعرب وللشعوب العربية، فهو للأسف ما زال مُغيبا ظنا أن العرب كما كانوا زمان، ولا يعرف أن ثورات الربيع العربي قلبت كل المناضد والموازين وغيرت كل الأفكار، وانتهى كل ما أُتخذ وأعد من قرارات، أو أفكار عن العرب، ففي الماضي كانت الشعوب العربية منسية، ولا يوضع لها أدنى اهتمام، فهم كانوا يتصورون أن تلك الشعوب طيعة ومُستأنسة بواسطة حكامها العملاء الذي ينفذون ما تقرره واشنطن وتل أبيب، ولكن افتضح الأمر واندثرت الأفكار والرؤى وأضحت الأوراق غير ذات الأوراق واللاعبون غير ذات اللاعبين، فأضحى اللاعبون بالملايين وليسوا مختصرين في عشرة أو عشرون حاكما، بل أضحى لكي تتفاهم كل من أمريكا واسرائيل لابد من التفاهم مع أكثر من ثلاثمائة مليون عربي على الأقل، هذا غير الشعوب الإسلامية، ولنا في إيران وتركيا كارتان أصفران يقدمان إنذاران لكل من أمريكا وتل أبيب، لذلك أرى أن الموضوع أضحى غير ما كان يتوقعه أوباما، لذلك ما كان يقرره في السابق لم يعد يصلح اليوم، فكيف سيقنع هذه الملايين بكذبه وخداعه وهو لا يوجد أدنى مصالح له مع هذه الملايين، كيف سيرشيهم ؟ ، كيف سيرهبهم ؟ كيف سيضرب هذا ويلاقي ذاك؟ أنا أشفق عليك يا أوباما ، ماذا ستفعل ؟ فهل فكرت في مردود قولك ( لا ) في مجلس الأمن، أو محاولاتك الفجة في الضغط المفضوح على الدول الأوروبية وأعضاء مجلس الأمن ؟ هل لو نجح في مسعاه ورُفض الطلب الفلسطيني، ماذا سيكون المردود العربي ؟ أو بالأصح مردود الشعوب العربية ؟ هل ستصمد الشعوب العربية ؟ وهل لو نطقوا وصاحوا وهاجوا ماذا سيكون الرد الأمريكي؟ أقول أنا لكم، إن ردهم جاهز ألا وهو ( العرب إرهابيون ) نفس الإسطوانة المشروخة ستعاد من جديد في السابق من كثرة الضغوط والظلم الأمريكي تولد (الصياح الإسلامي) فكان الرد أن ( الإسلام هو الإسلام الإرهابي) والآن نعود إلى نفس الواقعة.فأمريكا دائما وأبدا لا تتعلم من الدرس أوالدروس فهناك مثل يقول ( المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين ) ألم تتعلم أمريكا وتفيق وتستفيق وتعلم أن أُس المآسي التي تأتي وتهب عليها ما هي إلا رد فعل بسبب ظلمها للعالم العربي وتواطئها مع إسرائيل؟ والآن تعيد نفس الكرة من جديد . كأنها لا تتعلم أبدا ولا تعي مع أنها ترى الرؤيا رؤية العين، هل على أعين أمريكا أو عين أوباما غشاوة، فلو على عينك يا أوباما غشاوة فأنا أعرف دكتور أخصائي عيون شهير جهبذ يمكنه علاج تلك الغشاوة وإزالتها طالما فشل الأطباء الأمريكان لديك.
أفق يا أوباما قبل أن تفيقك الشعوب العربية ، إحذر غضبها ، واحذر صيحة المظلوم.
إن ما فعله الروس في أفغانستان أدى إلى أن قام كل الإسلاميين بالدعاء على الإتحاد السوفيتي، وسمع الله تعالى الدعاء، فأضحى الاتحاد السوفيتي في خبر كان.
والآن أرى رؤيا العين نهاية أمريكا وتفككها، ليس بسبب أفغانستان، فهي كانت مجرد جرح صغير أدى إلى انهيار إقتصادي تحاول أن تتداوى منه،وأمامها سنوات قد تتعدى العشرة حتى تتعافى وتسلم ، وأجد في تلك الأثناء أن الصين ستكون أضحت هي القوة العظمى، أما ظلم الأمريكان للعرب وفلسطين والإسلام هو من سيفككها ويجعلها مجرد دولة كقوة ثالثة فقط لاغير ، لحظتها لن تنفعها إسرائيل، بل إن إسرائيل ستولي عن أمريكا هاربة لتتعلق بمن هو على الساحة وقتها، فلا تنسي يا أمريكا أن من صنع إسرائيل هو إنجلترا وليس أنت ( وعد بلفور الشهير ).
وبعد أن انتهت إنجلترا في الحرب العالمية الثانية سلمت ميراثها العالمي لأمريكا، فداست إسرائيل على الإنجليز الذي أوجدوهم وارتموا في الحضن الأمريكي، ولن يتركوه إلا بعد أن يدمروه، وهاهي ستتسبب في نهاية أمريكا وضياعها، ووقتها ستندفع لترتمي في الحضن الصيني أو الأوروبي بفعل كونه القوة الثانية المرتقبة، أما أمريكا فسنقول ( الله يرحمك يا طهطاوي) وعلى نفس المقولة ( الله يرحمك يا أمريكا ) لذلك أقولها لك دون أدنى تورية، أفق يا أوباما ولا تخسر نفسك، أكتب واصنع لك تاريخ اليوم يدون لك ولبلدك أفضل بكثير من سنوات أربع عجاف أخرى، فحتى لو نلتها فسينتهي بك الأمر كسابقك بوش الابن إلى هناك ........... إلى مزبلة التاريخ.
هل أنت تريد ذلك الأمر ؟ لك أن تختار يا أوباما من الآن نهايتك بنفسك.
وإلى لقاء يا عزيزي أوباما في مقال لك عنوانه ( في يوم بكى فيه الغزال)
الكاتب / طارق رجب

هل تتناول إسرائيل حبوب الصراصير

طلقة موت ...... يقدمها الكاتب / طارق رجب
س سؤال
هل تتناول إسرائيل حبوب الصراصير

هاهي إسرائيل تعود ثانية إلى الحلبة من جديد لا يفتأ يوم إلا وتتحرش بمن حولها سواء أقريب منها أو ملتحم بها أو بعيد عنها ، إنها كالطفل المشاغب المعتوه المدمن الذي لا يعي من أمر نفسه شيئا، بل إنني أشك أن إسرائيل تتناول حبوب الصراصير، فتجعلها كالمجنونة التي لا تعي شيئا من أثر تلك الحبوب المهلوسة، مثلها في ذلك مثل البلط...جي والمغتصب والهجام حيث يقوم بتناول تلك الجرعة من حبوب الهلوسة التي يُطلق عليها " حبوب الصراصير " فيشعر بعدها ببعض القوة الكاذبة والخادعة، فيتوهم أنه بطل الأبطال، وأنه شمشون أو هرقليز، ثم يقوم بمداهمة الشقة باحثا عن ( زينة ) وهو على يقين أنه إما قاتل أو مقتول، فهذه الحبوب تعطيه إيحاءا كاذبا أنه لن يقدر عليه أحد، ثم يدخل ليسرق وينهب ويغتصب بل ويقتل إن استدعى الأمر ذلك ، وحجته أنه كان غير واع وأنه يدافع عن نفسه وعن ما سرقه، فإن ما سرقه هو حق مستحق له، فهم في نظره سارقون منعمون ولديهم شقق وأثاث وملابس ومجوهرات وأطعمة ليست لديه، لذلك يحل له سرقتها ليعيش كما يعيشون، وله الحق أيضا في انتهاك الحرمات لينال من نساء ذلك البيت لأنه محروم من النساء لضيق ذات اليد أو ..أو..أو..
المهم لديه الحلول جاهزة والردود معدة ، وإذا تركنا ذلك البلطجي الهجام وذهبنا إلى البلطجية الهجامة إسرائيل نجد نفس الفعل لديها ، فهي تعاني من عقدة صنعتها بنفسها ولنفسها وهي عقدة الاضطهاد والمسكنة وأنها ( يا عين أمها ) غلبانة وتحتاج إلى من يساعدها ضد هؤلاء العرب الإرهابيين المفترسيين الذي لا يريدون للمسكينة إسرائيل أن تعيش في حالها وتأكل لقمة عيش، وللأسف تستعين في ذلك بدواء الصراصير أو حبوب الهلوسة، وحبوب الهلوسة الصراصيرية هذه المرة هي أمريكا.فهي الدواء قوي المفعول الذي يعطيها قوة أكبر من قوتها وحجما أكبر بكثير من حجمها، فهي بدونها أي بدون أمريكا لا شئ، لا تهش ولن تنش، مثلها مثل ذلك البلطجي الذي إن جلس بدون المخدر أو الحبوب نجده ضعيف همدان لا يهش ولا ينش، بل إنه قد يصعب عليك، وتخرج جنيها لتعطيه إياه لعله يأتي بشقة فول أو طعمية يسد بها رمقه ليسلب بعدها طوله أو يتناول كوب شاي يوزن به دماغه، هذه هي الحقيقة للأسف الشديد، إذا كانت الحال هكذا نأتي للسؤال، نلوم من ؟ هل نلوم البلطجي ؟ أم نلوم حبوب الصراصير؟ أو من صنع البلطجي وصنع تلك الحبوب وأدخلها ، وعلى نفس القياس هل نلوم إسرائيل على ما تفعل أم نلوم أمريكا عما فعلته بالفعل ...؟
وخلص الكلام
وإلى لقاء في مقال تالي
الكاتب / طارق رجبمشاهدة المزيد

هل أمريكا هبله .......ولا بتستهبل......؟

سؤال في السياسة ....... ؟ للكاتب/ طارق رجب
س سؤال .........؟
هل أمريكا هبله .......ولا بتستهبل......؟

فتح القلم وأخرج من جرابه الذي ظل ماكثا فيه طيلة الشهر الكريم ارتاح من آثار طلقاته الفسدة والأقذار ومن هم أقرب من عبيد النار لذلك
ما إن انتهى الشهر الفضيل وأتى العيد حتى قررت إخراج القلم وفك الجراب وانتويت إن أرسل عدد من العديات وهممت بإرسال أول عيديه
إلى قذافي ليبيا ولكن سن قلمي انتوى شيء آخر حيث فضل إرسال أول عيديه إلى المحروسة أمريكا سائلا إياها سؤالا محددا هل أنتي لمؤاخذه هبله ولا بتستهبلى أترون انه قلم ابن هرمه فج لا يهمه أحد وأنا ليس لي حيله أمامه إلا مطاوعته فانا أخاف منه وخادمه المطيع فانا مجرد محرك
له ولطلقاته لذلك اعذروني فانا لا أخشى شيئا سوى الله أولا وذاك القلم
ثانيا فلا يلومننى أحد على ما أقدمه من طلقات فانا عبد المأمور نأتي
إلى المحروسة أمريكا وكلمة محروسة يا أعزائي القراء نجد أنها لا تليق أبدا عليها حيث إن الحارس دائما هو الله والله لا يحرس دائما ظالما أو فتاكا لذلك سنعدل في أحد الأحرف حتى تتلائم معها ومع اللقب لذلك اسمحوا
لي أن يكون اللقب هو المهروشة أمريكا أه إن ذلك أفضل فهي مهروشة فعلا بأفعالها وأقوالها فحقيقة أفعالها وأقوالها توحي أنها تعانى من الخبل الذي يؤدى بها إلى الهبل المستعصي مع أن علاجه سهل وميسور ولكنها تستمرىء الخبل والهبل فكله يهون من أجل ابنتها المهروشة إسرائيل
وكما يقال المثل عندنا الولد قليل الأدب يأتي لأهله باللعنه فأن المهروشة الصغيرة { إسرائيل } أتت لأمريكا بالسب والقذف وأدت بها إلى الاصابه بنفس الداء الهرش والخبل والهبل أعتقد إنها المرة الوحيدة يا عزيزي القارىء التي لن تسألني فيها لماذا كل هذا فأنت هذه المرة تعرف أكثر
مما اعرفه وتستنبط أكثر منى لكن سأتخيل أنك تسألني لماذا هذا يا أستاذ أقول انظر يا عزيزي للحادث وللأحداث الجارية ستجد الحل جليا أمامك فقد حدثت تمثيلية مدبره بأحكام حاكتها المهروشة الصغيرة وساعدتها المهروشة الأم أم الولايا الأكثر هرشا
كانت المهروشة التي لن تنزل من على حجر أمها ابدأ والتي لن يتم فطمها فهي عمرها أكثر من ستين عاما ولسه نغه البزازه لازالت في فمها
وان أخرجت من فمها تصيح مناديه عايزه ..... عايزه ..... لمؤاخذه
{ صدر ماما }..... ماشى نأتي إلى أصل الحكاية قام الإسرائيليون بعد
ان تعلموا من أساتذتهم المصريون الأجلاء الذين منذ أن خلقت الدنيا
وهم يعلمون بعد أن يتعلموا من الانصهار والمعاناة فتخرج منهم الدروس والعبر ليتلقفها الآخرون جاهزة في ملخص يتعلمونه أو يبرشمونه الخلاصة إنهم تظاهروا { الاسرائليون } واعتصموا أمام مبنى رئيس الوزراء
النتن فالغرابة أن أهله كانوا يعلمون أنه كده لذلك أسموه اسم يليق
به فهو نتن ..... زباله المهم وجد النتن ذلك فأحبط كيف يحدث ذلك
في إسرائيل مدعية الديموقراطية والحرية والرفاهية خليتوا إيه لمصر والدول الأخرى عديمة التحضر كما يدعون ألا يكفى الهم الكبير
الذي ينتظرهم من الفلسطينيين ومعركة الأمم المتحدة في ذلك الشهر
في ظل التأييد الواضح لهم ولم تعد كلمه ألام { أم الولايا } تجدي أو تجد من يسمعها فقد بدأت توهن العظام فيها وبدأ يصيبها التصلب الشرياني
الذي أصاب غيرها من الممالك السابقة ولنا في الدولة العثمانية السابقة التي لقبت بالرجل المريض والغريب إن من أطلق عليها ذالك اللقب
هو بريطانيا العظمى التي كانت لا تغيب عنها الشمس ثم ما لبثت أن غربت شمسها وورثتها أم الولايا أمريكا وأعتقد إن الدور قد جاء عليها لتسلم راية وهانها وإعلان وفاتها وتبعيتها إلى مملكه أخرى قد تأتى قريبا ويجب
إن لا ننسى فرنسا السابقة التي بعد أن ملكت ممالك احتلها الألمان حتى حررها شارل ديجول وأيضا الاتحاد السوفيتي أقرب المنهارين بعد مرضه بمرض الزهايمر فنسى انه دوله عظمى وتفككت أوصاله بفعل الزهايمر
{ النسيان }وفى ذات الوقت بدأ العملاق الصيني يخرج من قمقمه
ولن يقف أمامه أحد فهو القوه المرتقبة وبجانبه ستتبلور القوه الأوروبية المتحدة بعد انفصالها عن أمريكا وسيكون الناتو هو خاص بها وحدها والثالثة ستكون المهروشة أم الولايا أي أن أمريكا ستكون واحده من ثلاثة قوى ستظهر على الساحة ليتم إعادة التوازن هذا خلاف القوه الرابعة
التي أرشحها والتي إن فلحت أفلحت وهى الولايات العربية الإسلامية المتحدة والتي تضم باكستان ودول شرق آسيا وإيران والعراق وكافة الدول العربية وعلى رأسها مصر بجانب دول المغرب العربي ليكون نهاية حدودها مع بداية حدود الأمم الأوروبية حيث أسبانيا وأتمنى أن أعيش لأرى ذلك الأمر حقيقة واقعه لأنام هانئا وراية العرب والإسلام مرفوعة نأتي إلى صلب الموضوع الصداعان اللذان تعانى منهما إسرائيل
وهما الأحداث الداخلية والخارجية لذلك لم يجد النتن إياه إلا عمل تمثيلية ساعده فيها للآسف بعض العناصر المتلبسة بالدين وهى والله لا تعلم
عن الدين شيئا ولكن يدها في يد العدو نفسه مثلها مثل بعض العناصر الفلسطينية الخائبة القابعة داخل غزه فعندما تعانى إسرائيل من أي ضغوط تعطى الإشارة إلى الخونة في غزه فيطلقون صاروخ أو صاروخين
إلى الصحراء فتثار إسرائيل وتتذمر وتتخذها ذريعة للهجوم ثم تكمل أمها { أم الولايا }بالرقص والطبل وهز الأرداف وإخراج ثدييها للجميع .
المهم قامت إسرائيل بتشجيع هذه العناصر التي على حدودها التي ساهم
في إهمالها لأحداث كل ما حدث فيها النظام السابق الذي حول سيناء إلى مرتع لتجار المخدرات والسلاح وتجارة البشر وهنا استغلت إسرائيل هذه الثغرة وقامت بإطلاق الأعيرة والقذائف بحجة ضرب المتسلقين إليها فقتلت أربعه من خير شباب مصر من ضباط وجنود ونحن لا نجد أي فرق
بين ما هو ضابط وما هو جندي فالكل مصري والكل وطني حر ليس اسمه محمد أو بولس ولكن اسمه مصري أربعة مصريون استشهدوا بقذائف نجسه وقبل أن ترد مصر بادرت المهروشة الصغيرة بالادعاء إنها تدافع عن حدودها وأكملت المهروشة الكبيرة { أم الولايا } على لسان الهره كليب { هيلارى كلينتون } إن مصر ليس لها المقدرة على حماية حدودها ...... { نعم وحياة أمك } مصر لا تقدر على حماية حدودها منذ متى ؟
{ يعين أمك يا أم الولايا } .
إن مصر أوجدها الله من قبل إن توجدوا بأكثر من عشرين ألف عام والحضارة الباقية عمرها سبعة الآلاف عام ولكن كانت هناك حضارة قبلها بمده لا تقل عن هذه المدة ومن قبلها حضارة أخرى على أساسها أسست الحضارات التالية لها فلا شيء يأتي من فراغ أي عمر مصر لا يقل
عن عشرين ألف عام نيجى لكي انتى بقى يا أم مائتين وخمسين سنه تعلمينا نحن المصريون كيف نحمى أنفسنا هل نسيتم انتم من ؟ وأولاد من ؟
ومن هو أصلكم ؟ وما هي بدايتكم ؟ إن بدايتكم لصوص ومعتقلين لفظتها الدول وأبعدتها حتى لا تختلط بالشعب فتفسده فوجدت ضالتها في إبعداهم إلى تلك الأرض البعيدة وأكملت عليها بمرتزقة قاموا بسرقة وخطف الأفارقة وباعوهم للصوص الذين استوطنوا هذه المستعمرة البعيدة بعد
إن آتوا بهم بدافع التخلص منهم هناك ثم استخدموهم في الزراعة والرعي ومحاربة أهل البلد الحقيقيون فهم لصوص عتاة إجرام لذلك حاربوا وقتلوا أصحاب الأرض وافترسوهم واغتصبوهم هم ونسائهم وأراضيهم فليس بمستغرب أن تقف أم الولايا مع المغتصبة الصغيرة فهي ترى فيها نفسها زمان فالدم دائما يحن إلى اللصوصية والاغتصاب فان كانوا أضحوا
الآن أكثر رقيا ونظافة عن السابق فأنهم لازالوا يحنون إلى الماضي العفن لذلك يكتفون بتشجيع إسرائيل لأنهم يجدون أنفسهم فيها فهي تذكرهم بالأجداد وبالماضي القذر الجميل بالنسبة لهم الم تجدهم يا عزيزي القارىء مبهورون بذلك الأمر وصنعوا الأفلام تحت مسمى أفلام رعاة البقر لتخلد قذارتهم ولكي يحبهم ويعشقهم الناس أضافوا إلى تلك الأفلام الكثير
من التوابل الكاذبة لكي يتقبلها الناس ويجدوا المبرر المقنع لما يفعلونه إذن إنها لعبه وصناعه لاشك في ذلك هنا نرد على أمريكا وربيبتها إسرائيل لماذا هذا يحدث الآن إننا نعرف إنكما أول من ستعانيان من الثورة
التي حدثت في مصر ونتائجها فإسرائيل مرعوبة مما حدث وأمريكا أيضا ولا يصدق أحد تأييدها للثورة فهي كانت دائما وأبدا مع الفاسد مبارك ولكنها تخلصت منه وغسلت يدها منه في الثواني الاخيره قبل إن يصفر الحكم بانتهاء المباراة وحتى لا يحدث لها ما حدث إبان الثورة الايرانيه وحتى
لا تورث العداء الدائم لها كما هو حادث مع إيران وضعت إصبعها
في فم مبارك وقضت عليه بكلمه واحده ارحل الآن وكان يجب على العبد إن يطيع سيده ويمتثل للأمر وقد كان فرحل غير مأسوفا عليه مع انه كده
أو كده كان لابد أن يرحل لسبب واحد ووحيد هو إن الله قد أراد ذلك واستجاب إلى الالسنه المبتهلة والأنفاس اللاهثة والدموع الباكية المتوسلة إلى ربها في خشوع فليس لأمريكا أم الولايا أي فضل في ذلك و الإ كيف تؤيد هي ما لا ترضاه ابنتها وما قد يسبب لابنتها إسرائيل الكثير من الآلام أليست أمريكا أم تخاف على ابنتها
{ إسرائيل } التي لا تنفك عن ترك ثدي أمها أم الولايا فتلتقمه ليل نهار تأخذ من عصيرها كل أو معظم ما يدخره ويدفعه الشعب الامريكى إذن الأمر جد معروف ومحبوك ولن ينطلي على أحد لذلك أقول لها بطلي هبل يا أم الولايا وكفاية دلع وتهنين في ابنتك التي ستورثك إلى التهلكة فكما أوضحت لدينا مثل مصري أن الأولاد الضالين المنحرفين يسببون لا آبائهم وأمهاتهم المصائب الجمة فهنا من الآباء من باع كرامته واستنزفت ثرواتهم بسبب جنوح أبنائهم وانحرافهم لذلك ليس بمستغرب أن تبتلى أم الولايا
بهذه الابنة المنحلة الضالة التي ستسبب الجرسه والفضيحة المدوية لامها فلن يظل العالم صامتا إلى الأبد خوفا منكى يا أم الولايا فقد بدأ العجز ينال منكى ولن تنفعك تلك الابنة المنحلة وأنتي يا منحله لن تنفعك الأم العجوز فلن تجدي أمامك في النهاية إلا ..................؟ ولا أقول لكم إلا هذه
لا وجود لكي وسوف ترين ولن ينفعك هبل أمك أو استهبالها وفلسطين ستعود كاملة لنا وسنغنى يوما ما كما غنينا إلى سيناء عندما عادت سينا رجعت كاملة لينا سنغنى إلى فلسطين والقدس الحبيبة فلسطين ومرسى الرسول رجعوا كاملين مكتملين لنا سنصلى قريبا جدا ونشكر الله
والى لقاء إن شاء وعيديه جديدة
الكاتب / طارق رجب

القذافي يختبئ في حديقة الحيوان

أعزائي القراء ، هذا المقال تم كتابته منذ ما يقرب من أربعة أشهر، ونُشر نصفه فقط نظرا لضيق المساحة في ملحق الأهرام التعاوني، ولم يتم نشر النصف الباقي الذي أوضحت فيه ببصيرة مقتل القذافي قبل مقتله بشهرين على الأقل، وإليكم المقال.

سمع ..... هس ..... للكاتب/ طارق رجب
القذافى يختبىء فى حديقة الحيوان

نقلت وكالات الأنباء نقلا عن جريدة الواشنطن بوست الأمريكية إن لديها اعتقاد إن القذافى يختبىء داخل حديقة الحيوان الليبية .
هنا نتسأل كيف أتت الواشنطن بوست بهذا الخبر فنحن لا نعتقد بصحته ولكننا نتعامل مع الخبر على كونه نكته من ضمن النكات التي تحاك عنه وهم لديهم العذر فى ذلك فالرجل جد غير طبيعي والغير طبيعي يفعل كل ماهو خارج
عن المألوف وعن الطبيعة لذلك فليس بمستغرب حدوث ذلك منه لذلك علينا وعليك يا عزيزي القارىء أن تتخيل هذا الحدث الذي سوف ادشنه بمسرحيه هزلية فى وقت لاحق وفيلما كوميديا يتناول مواقفه الفذة وأكمله برواية أملؤها بحكايته ونكاته وما قاله وما قيل عنه فالرجل حكاية شيقة تلهم للحكى والكتابة ليس لثرائها ولكن لقوه حمقها وجنوحها وجنونها ومجونها ولكن سأبدأ الآن بمقال هزلي يتبعه كما أوضحت ولى السبق فى ذلك بمسرحية وفيلم ورواية والثلاثة تحت مسمى نهاية طاغية مجنون وسط الحيوانات وفيه نتخيل الحيوانات كيف يستقبلونه وكيف سيتعاملون معه وما هو رد فعله إزاءهم وكيف سيتعامل معه تعالوا معي يا أعزائي القراء نتخيل القذافى وقد سار فى ممر تحت الأرض حتى وصل إلى أحد المخابىء وهو فى حديقة الحيوان حيث يقبع ذلك المخبىء أسفل جحر الثعابين وبجانبه أقفاص الثعالب والأسود والنمور والعصافير وغيرهم من الفصائل المختلفة وكما نتخيل يا أعزائي فإن مخبىء القذافى أسفل الحديقة ليس مجرد حجره أو قفص يختبىء به بل هو قصر
من قصوره التي أبدعها تحت الأرض فهو يتحسب حساب كل شيء لذلك صنع لنفسه قصرا تحت الحديقة وأسفل الحيوانات ولا شك فهو يسمع أصواتهم
وهم يستشعرون ويشعرون بوجوده فنجدهم يتأففون منه ومن وجوده معهم لذلك نجدهم يصيحون مزمجرون الأسود تذئر رافضه وجوده وكذلك النمور والفهود والثعالب حتى القرود تقفز صائحة صارخة لاعنه إياه وتريد القفز خارج الأسلاك تاركه الحديقة التي اتسخت به حتى الطيور تصيح بصوره مثيره معلنه رفضها لما يحدث أسفلها والثعابين والحيات ذاد فحيحها وقررت أن تخرج
من مخابئها وتزحف هابطه إليه محاوله إيجاد ولو ثغره تدخل منها إليه لتلدغه قاذفه سمها داخله لتثأر من بنى البشر الذين عذبهم ذلك المعتوه بدأت جيوش الحيوانات تستعد كل بطريقته للوصول إليه ولكن كلآ منهم لا يعرف كيف يصل إليه حتى صاح فيهم الثعلب قائلا اهدءوا يا جماعه ليس بالصياح يتم حل القضية أتفعلون وتصيحون مثل العرب تصيحون وتقفزون كالقردة عالفاضى وبعد
أن تتعب حناجركم و أرجلكم من القفز تجلسون وكفى ......... لا ........لا نريد أن نكون مثل هؤلاء العرب فنحن يجب أن نثبت أننا أفضل منهم مع أن الله فضلهم علينا ولكننا يجب أن نفعل كما فعل الغراب عندما علم ابن آدم { قابيل } كيف يوارى ويدفن جثة أخيه هابيل الذي قتله فمثل أمامه وأخذ ينبش الأرض ووضع فى تلك الحفرة جثة غراب ميت ثم أهال عليه التراب برجليه فتم الدفن وتعلم القاتل كيف يدفن أخاه المقتول فلنفعلها ونعلم هؤلاء العرب الدرس الثاني وهو كيف يؤدبون طواغيتهم وكيف يتعلمون الكلام وكيف يتفقون ويتحدون وكيف يتشاورون قبل اتخاذ قراراتهم دون عصبيه أو هياج وصياح وكيف يحاربون عدوهم دون أن يعرف إنهم آتين إليه وكيف يحررون الأوطان
دون الاستعانة بالناتو أو الأعداء إن عدونا أيها الحيوانات أسفلنا لذلك
يجب أن نتحد ونتعاون دونما صياح حتى نصل إلى مخبأه ونقضى عليه وننظف حديقتنا منه ومن قذارته فإن كانت قذارته هذه قد تحملها شعبه اثنان وأربعون عاما فنحن بنى الحيوان لا نقدر على تحملها اثنان وأربعون دقيقه عليكم جميعا من الآن أن تتعاونوا فى وضع خطه للوصول إلى ذلك المعتوه والإجهاز عليه الآن ..... الآن ..... الآن أيها الأحباء .
سكت الثعلب عن الكلام بعده الجميع أخذوا يطرقون ويفكرون ثم رد الأسد عندك حق أيها الثعلب لا يجب أن ينزل تفكيرنا إلى مستوى هؤلاء العرب ونكون مثلهم بل يجب أن نعلمهم حتى يعرفون إننا لسنا أقل منهم بل قد نفوقهم لولا قدرة الله ومشيئته أن وهبهم ذلك العقل ولكنهم للأسف لا يستخدمونه
إلا فى الحماقات فقط والأشياء التي لا نفع منها ولا منفعة .
بدأ الجميع يفكر ويضع الخطة كما يراها فقدمت عده خطط أمام الأسد الذي
قال أنا لن أتصلب برأيي بل سأضعها كلها أمامكم ونأخذ الأصوات
على كلآ منها والخطة التي تجتمع عليها كل الآراء والتي ستنجز المهمة سنقر بها بغض النظر عما وضعها وفعلا بدأوا يقرءون الخطط ويأخذون الأصوات وللعجب نجحت الخطة الجهنمية التي قدمها شريكان اجتمعا معا دونما رابط بينهما إلا الدفاع عن الحديقة وهما النمل والفأر وهما فى الحقيقة ليسا ذات أهميه فى الحديقة وليسا لهما مكانا فعليا داخلها ولا بيوتا معلنه أو أقفاص أو جحور ولكن لهما مكان على كل حال فهما وان كانا غير معترف بهما من بنى الإنسان فعلى الأقل معترف بهما لدى بنى الحيوان لذا أخذ برأيهما وبخطتهما
فتم اعتبارهما من الأعضاء الحضور كمراقبين وليس كأعضاء فعليون
وعلى كل حال لايهم عضوية المراقبة أو العضوية الفعلية ما يهم هو كيفية التخلص من ذلك المعتوه القابع أسفل حديقتنا لذلك أخذت الخطة بدأوا فى التنفيذ حيث بدأها النمل مندفعا بجيوشه باحثا عن ثقب حتى وصل إليه وبعد ذلك بدأ الفار وجيوشه فى نحت الثقب وتوسعته بما يكفى لمرور الحيات والثعابين وفعلا تم الأمر واندفعت الحيات والثعابين إلى داخل الممر حتى وصلت إلى أسفل فهالها القصر وما فيه والخيمة التي وضعها داخل القصر فأخذوا يفيحون باستغراب قائلين كيف يضع خيمة داخل القصر ينام فيها انه لاشك أهبل ...... معتوه ما علينا تعالى خد نصيبك والتفوا حوله فما إن رائهم حيث برزت
فى المقدمة الطلائع المظفرة من الفئران فصاح فزعا الجرذان .. الجرذان
من أين أتيتم من أي زنجه أتيتم أيها الجرذان هو أنا اهرب من الجرذان اللي فوق ألقى جرذان تحت وهنا ظهرت طلائع الثعابين والحيات فصاح مرتعبا
ليش كل هذا لم يردوا عليه بل التفوا حول أرجله ووسطه ورقبته وعصروه عصرا فقد اخستخسروا أن يدسوا سمهم داخله فهو خسارة فيه لذلك اكتفوا بالعصر فسقط داخل خيمته قتيلا وجرت الفئران تسابق الجميع خارجها تبشر الجميع بنجاح المهمة فأخذ الجميع يصيح ويزأر فرحا سعيد بنجاحهم فى القضاء على الطاغية حيث نظر الأسد مبتسما رجاله قضيتم عليه فى أقل من أربعين دقيقه هكذا يجب أن نكون يا ليت هؤلاء يعرفون ويتعلمون ولا يتركون الشر يحوط بهم ويصبرون عليه يفطرون صبرا ويتغدون صبرا ويتعشون صبرا وينامون وهم صابرون ويستيقظون وهم صابرون ويضربون ويسحلون ويجوعون وهم يدعون الصبر حتى يصل بهم هذا الصبر إلى القبر إنهم بلهاء وسيعاقبهم الله فى النهاية على صبرهم هذا إن ربهم لم يقل لهم هذا لقد فهموا ربهم غلط وفهموا كلمة الصبر خطأ إلى متى يا مصريون إلى متى يا عرب ستفهمون الصبر غلط ألا تتعلمون لمؤاخذه من الحيوانات آسف من الاستاذه الأجلاء الحيوانات .

وإلى لقاء مع عيديه جديده

الكاتب / طارق رجب

أنا هاركب دقن وأركب مصر

ضرب آلى ...... يا غالى
الكاتب / طارق رجب
انا حاركب دقن ...... وأركب مصر
مصر هى الدين والدين هو مصر وبما انها كذلك اذا لكى تدخل مصر وتأسرشعبها عليك بذات الدين لتربت يدك وتملكها هى ومن عليها هذه هى الخلاصه ففى العادة اضع المقدمات والمعطيات ثم اختمها بالنتيجة والبرهان ولكن هذه المره اقلب لك يا عزيزى القارئ الآيه واجيب من الاخر فأقدم البرهان والنتيجة على المعطيات والنتيجة تقول من يملك عليه بالدين فهو المدخل الذى لا يوصد ابدا فالجميع دخل مصر وملكها باسم الدين وتحت ستار وعباءة الدين اذهب يا عزيزى الى غياهب التاريخ سوف تتاكد من ذلك .
من اول فراعنه مصر الذين ملكوا شعوبهم بذات الامر بل انهم من فرط غماس المصريون فى الدين آلهوا حكامهم وخير مثال على ذلك القرأن الكريم نفسه والانبياء الذين حلوا ضيوفا على مصرنا فمنهم من هادن ومنهم من قاوم ومنهم من حارب ومنهم هرب فارأ الى ان يقوى الساعد حتى ابان الفتوحات الاسلاميه مصر فتحت تقريبا دون حرب انها آمنت بالدين وكانت مستعده لتلقيه وحفظه والحفاظ عليه ثم بعد ذلك جاء كافه الاحكام من اتراك ومماليك يتخذون الدين مطيه حتى نابليون نفسه ادعى بعد دخوله مصر انه اسلم لكى يجتذب ولاء المصريين . الاسكندر لكى يتمكن من مصر ذهب الى سيوه واخذ لقب ابن الاله امون مع انه مستعمر غازى ومع ذلك انحنى له المصريون امتثالا لاوامر كهنه امون فهم ايقنوا انهم لا يجب ان يحاربوا ويقاوموا ابن الاله امون .
اذن الحكايه من القدم ولا زالت هى الدين لذالك ليس بمستغرب تلك النعره الكاذبه التى ظهرت بعد الثورة فهم يحاولون ركب الموجه فاضحى انه لكى يكون لك صوت او يسمعك احد او تكسب ولاء الجميع فما عليك الا ان تختبئ فى بيتك لمده شهر لا اكثر تترك فيه لحيتك لكى تنمو وتعكف على قرآة مجموعه مختلفه من الكتب فلو كل يوم عكفت على كتابين لاضاحى لك مع نهايه الشهر ما يقرب من ستين كتاباً .
وتحفظ كل يوم سورة او جزءً منها وحديثان او ثلاثه وتقوم بدهن جبهتك بالخل و الثوم وتسجد فاركاً تلك الجبهه فى سجادة الصلاه لتنمو لك ( زبيبه كبيرة ).
ثم تخرج ياعمنا الشيخ وترتدى جلبابا قصيرأ تتحدث مع هذا و ذاك وتلقى بعض الايات وبعض الاحاديث النبويه وتلقى ما استنبطهُ من الكتب او ما حفظته من بعض الافيهات الرنانه وتتحدث اولا عن القرأن والاحاديث فيتجمع الناس حولك مخدرين ثم تنظر بطرف عينك لتتاكد من فعل المخدر انه قد وصل الى اعماق النفس وبداء ياتى بمفعوله فما عليك الا ان تخرج مشرطك وتبدا الجراحة ومقصدى بالمشرط لسانك وتنتقل بعد هذه الكلمات الى الاحوال الاجتماعيه ونظرتك لها فتتحدث عن البطاله والشباب العاطل والامن الغائب وعن فرص العمل وعن المساكن وكيف يجب ان يكون من حق كل فرد شقه تاويه وفرصة عمل يتكسب منها ويكون اسرة سعيدة فطالما امتلك هذان العنصران المهمان فى الحياه العمل والسكن اذن العروسه ستكون طوع بنانه ف البنات على قفا من يشيل بس الى مستعد يشيل وتبدأ تضع منظورك فى كيفيه الوصول الى تحقيق ذالك الامر دون ان توضح ذلك بعمق حتى لا تنكشف ويعرف من يسمعك انك تضحك عليه وانك لن تحل لهم شئ اى يكون الموضوع فى شكل لغز حيث يتقبلونه دون ان يسالوا كيف .
فهم امنوا بك وصدقوق فكيف تكذب عليهم وانت تتحدث بالقرأن والسنه والسلف الصلاح .
لا ......... انك صادق ولو احد منهم اكتشف انك بتضحك عليه وحاول ان يسالك او ينتقدك فعليك بالصمت ولا تنطق الا بكلمة لا اله الا الله ولا حول ولا قوه الا بالله العلى العظيم استغفرك يارب واتوب اليك فستجد من حولك ينبرى قافزاً على ذلك الذى ينقدك ليوسعوه ضربا ويحاولون تهدئه روعك ويقولون اكمل يا مولنا سيبك منه اصله جاهل وكافر وعلمانى وهم لا يعرفون ما معنى جاهل او كافر او علمانى فعلك ان تبتسم وتحاول ان تاكلهم بكلمه ربنا يهديه الى الطريق الصحيح طريق الهدايا فسوف يقومون مهللين لك ثم يطلبون منك ياليتا يا مولنا ترشح نفسك للرئاسه فانت اهلاً لها وسوف ندعمك ونكون مجموعات حولك كل مجموعه تذهب لتعمل فمنهم من يقوم بجمع التبرعات من هذا وذاك ولا ينسى ان يقتص جزء من هذه التبرعات له نظير تعبه فالكل لابد ان ياكل على قفا الشعب فطباخ السم ذواقه ثم يصل الامر الى مسامع بعض التجار او رجال الاعمال عنك وعن التفاف الناس حولك فيأتى اليك عارضا دعمك مالياً وطبعاً معروف الهدف فى النهايه وما سوف يحصل عليه قبل الانتخابات واثناؤها و بعدها فسوف يروج نفسه اعلامياً معك وتتوسع تجارته على حسك ويعرف لدى الناس كافه وياخذ منتجات اكثر من المصانع واموال من البنوك بلا حساب وايضا تبرعات من تجار اخرين ينضمون اليه واليك دعماً له ولك وتبدء العجله تدور فلن تتكلف شئ فكل محافظة تذهب اليها هناك مجموعه من التجار يقومون بالحمله على حسابهم والحساب يجمع وتعود من كل محافظة بحقيبة مليئه بالورق الاخضر او اليورو اما الجنيه المصرى فاكسوا بره لا تاخذه فليس له قيمة ولا تنسى انك بعد ان تاكل بعقول الرجال سيجندون ابناهم الشباب من اجلك على اساس انك سوف ترد لهم الجميل وتفتح المصانع وتضع هذا مدير او رئيس قسم او ... او .... فينبروا على النت والويتر والفيس بوك
ويكملون لك الحمله وبعدها تدخل المعمعه والجرائد تكتب فهى تجرى دائماً الى من حوله مؤيدون بغض النظرعن مصدقيته فما يهمهم الحدث وقوته وشعبيه المرشح ونفس الشئ تفعله القنوات الفضائيه بعض ان تقوم بتظبيط العاملين فيها وعليها وكله ( من دهنه وافتلوا ) اى من التبرعات التى اتت لك ومن اعلانات التجار الذين يقومون على حملتك انها يا عزيزى شبكة من المصالح تريد ان تضع يدها على الشبكة (شبكة مصر ) وتضعها فى يديها ....... هب تبص تلاقى نفسك بعدها رئيساً لمصر ......
ازاى ؟
ما انا قولتلك يا عزيزى الفوله فهمت ولا اعيد يوم العيد فهو سيكون يوم عيدك وعيد من حولك فيحاولون جنى الارباح اما المصريون الذين ضحكت عليهم فليس امامهم الا القول ضحك علينا ابن ذكيه العالمه . والى اللقاء فى مقال اخر

الكاتب/ طارق رجب

عفوا لن تتزوج أمي من ضابط

طلقة موت ..... يقدمها الكاتب / طارق رجب
عفوا ... لن تتزوج أمي من ضابط !
ما هو حادث الآن يوضح بما لا يدع مجالا للشك أن العسكر قد استحلوا الأمر، وركنوا إلى السلطة والتسلط وترسيم الأمور ليحكموا مصر مرة أخرى معتقدين أنهم الأولى، مع أنهم يقولون دائما غير ذلك، معتقدين أن الشعب ما زال غبياً، فقد كان المخلوع مبارك يقول مثل قولهم ( لن أبقى ولن أورث) في الوقت الذي كان يجهز ابنه للجلوس على عرش مصر بتزكية وتأكيد وحماية ومباركة من العسكر وأمن العادلي، الآن نفس السيناريو مع اختلاف بسيط ألا وهو ذهب مبارك وورث العسكر مصر، فهم يعتقدون أنهم من حمى الثورة، وبالتالي هم الأحق بلهطها منهم، يفعلون مثلما يفعل الفتوة زمان، حيث يقوم الحرافيش بالاتحاد والتجمع لمواجهة الفتوة الفاسد البلطجي الذي يسرق الحرافيش ويفرض عليهم الإتاوات ( الضرائب يا بطرس ) وينكل بهم إن هم عصوه (بعصا العادلي ورجاله) وعندما يتجمعون بعد أن فاض بهم الكيل ويُسقطون يخرج من بين رجال الفتوة السابق من يحاول ارتداء ثوب البراءة ويدعي أنه نصير الغلابة من الحرافيش، وللأسف بمنتهى البراءة والسذاجة يلتفون حوله على اعتقاد أنه منهم بعد أن لعب وعزف على وتر قلوبهم، ثم ما يلبث أن يتحول إلى فتوة وبلطجي مثل معلمه السابق، حيث يذيق أهل الحارة من الحرافيش ليس مراً واحدا بل مرارة شديدة وعلقم على كافة الأنواع والأشكال، حيث يكون أكثر سطوة من الفتوة السابق الذي قام عليه الحرافيش وأسقطوه، لحظتها يعض الحرافيش على أصابعهم ندما بعد أن تم الضحك عليهم واستغفالهم من قبل صبي الفتوة السابق بعد أن وثقوا فيه وولوه أمرهم ،وهم لا يعلمون أن هذا الصبي تربية الفتوة السابق وكان عونا له وأنه لابد سيفعل مثلما كان يفعل معلمه، بل قد يفوقه ويتعداه ويصنع لنفسه هيلمانا جديدا ومنهجا جديدا أشد وأنكى من سابقه. هنا يزداد ندم الحرافيش ويعتريهم السأم واليأس، ويضيع ويتيه لسنوات وسنوات حتى يظهر جيل جديد يثور مرة أخرى على الطاغية الذي وضعه الآباء، ولكن يكون الأبناء قد تعلموا ووعوا الدرس من حكايات آبائهم وما فعلوه وهم شباب من ثورة أطاحت بالفتوة الكبير والإتيان بذلك الصبي الذي ما لبث أن تحول إلى فتوة سحلهم بعد ذلك، لذلك نجدهم يقررون هذه المرة بعد ما أسقطوا الفتوة الذي وضعه آبائهم من قبل أن يتولى أمرهم من هو منهم ( أي من شعب الحرافيش ) وليس من فصيل الفتوة السابق بحيث لا يجيد أمور الفتونة واللعب والتلاعب بهم كما حدث في السابق لآبائهم، ولكنه يجيد أمراً آخر شديد الأهمية وهو أن يفهم ويعي ما يريده الشعب وأهل الحارة التي قامت على ذلك الفتوة المغتصب، بمعنى أن يتحاور معهم ويفكر معهم ويصنع معهم الطريق الجديد الذي يسيرون فيه جميعا يداً بيد، ولا يتقبل ولا يجلس على كرسي عاجي ويأمرهم ليطيعونه، ولكنهم يريدون رجلا يشاركهم ويتشاركون معه في الأمر، يريدون رجلا يعطيهم ولا يأخذ منهم، فهذا دوره إن كان يريد أن يكون زعيما على قلوبهم، فالزعيم يعطي ولا يأخذ لأنه لو أخذ تحول إلى سارق، وإلى لص وبلطجي، ويعيد الكرة من جديد ، لذلك قرر أهل الحارة ألا يولوا أمرهم لضابط أبدا، لقد قرروا ألا يزوجوا أمهم ( مصر ) لضابط بعد الآن، لقد قرروا ألا يسلموا أمرهم لضابط تعود على الأمر و الطاعة، وبالتالي سيجبرهم على الأمر والطاعة كما تعود. لقد قرروا أن يتولى أمرهم رجل إذا نظروا إليه وجدوا أنفسهم فيه، إن تحدث إليهم كأنهم هم من يتحدثون، وإن فكر كان فكره مثل ما يدور في فكرهم، ليس هو في واد والشعب وأهل الحارة في واد آخر، وإن تحرك لا يتحرك بقدمين اثنين وذراعين اثنين، ولكن يتحرك بأكثر من مائة وستون مليون قدم، ويحرك أكثر من مائة وستون مليون ذراع، مع أن القلب واحد والعقل واحد والروح واحدة، هكذا تُبنى مصر....!
خلص الكلام.
وإلى لقاء
الكاتب / طارق رجب

انتهى الدرس يا غبي

طلقة موت ..... يقدمها الكاتب / طارق رجب
رسالة موجهة من شعب مصر إلى العسكر ....!
انتهى الدرس يا غبي
من منا لم يشاهد مسرحية " انتهى الدرس يا غبي " التي قام بها محمد صبحي ، حيث جسد شخصا قليل الذكاء، وكان يشاركه طبيب (محمود المليجي) يقوم بإجراء تجارب ذهنية عليه وقياس نسبة ذكائه عن طريق لعبة وهي أن يحرك جهاز به فأر ، والفأر هذا له خط سير محدد يسير فيه من نقطة البداية إلى نقطة النهاية، وفي ذات الوقت أو...جد الطبيب مكانا في ذات الجهاز يتحرك فيه الشخص القليل الذكاء ليحاول السير في خط متوازي مع خط سير الفأر، فإن وصل قبله كان ذكاءه أكبر من ذكاء الفأر، ولكن يا للعجب كان دائما الفأر يصل قبل وصول سطوحي في المسرحية، وبالتالي حكم الطبيب عليه بالغباء والتخلف، وظل الأمر هكذا حتى عولج سطوحي بعملية ثورية جراحية، (والرسالة موجهة إليكي يا جارة ) وأضحى سطوحي شخصا آخر أكثر ذكاءا بل أن ذكاءه تعدى ذكاء الطبيب الذي أجرى له الجراحة، وتحول سطوحي إلى بروفيسور يفهم الطبيب ما لم يستطع فهمه، هذه هي مجرد حكاية قد تسألني يا عزيزي القارئ لم أنا أقدم لك تلك الحكاية، أقول إنني أقدمها كمثل لما هو حاصل أمامنا، فالثورة قامت بجراحة شديدة القوة أودت بالكثيرين لكي تشفى مصر ويعود إليها عقلها ووعيها كما كانت، والكل يطالب بمطالب واضحة شديدة الوضوح، ولكن الهيئة العسكرية تعتقد أنها أضحت رقيبة على الشعب تقوده وتقدم له خط السير المحدد معتقدة أنه لا زال شعبا غبيا معتوها لا يفهم من أمر نفسه شيئا ، ولكنها تفاجأ في كل مرة أن الشعب هو الأذكى وهو الذي يعى والذي يفهم أكثر بكثير مما تفهم أو تعي، بل إنه أضحى يسبقها بخطوات، وأضحت هي التي تلهث ورائه، ومع ذلك يأتي تنفيذها ورؤيتها للأمور بعده بمراحل بعد أن تكون قد حدثت مواجهات وضغوطات شديدة تجعل الهيئة الموقرة تشحذ عقلها لكي تصل إلى ما يفكر فيه الشعب المصري شديد العبقرية ثم يُذهلوا ..كيف لهذا الشعب هذا الذكاء؟! كيف وصلوا إلى ما لم نصل إليه ؟! ويبدءون في تقديم المبررات الغير مقنعة التي جعلتهم يتأخرون عن التنفيذ أو رؤية الحقيقة التي رآها الشعب العبقري، ويتحججون أنهم كانوا يقيمون ويتحاورون ويفكرون قبل أن يسرعوا باتخاذ القرار مع أن الأمر لا يحتاج لكل هذا الفكر وهذا العصر لعقولهم، فهم لو فكروا ولو مرة واحدة بما يفكر به الشعب ما كان حدث كل ما حدث على مر العشرة أشهر العقيمة السابقة، فدائما النتائج تثبت أنهم لا زالوا يفكرون بعقلية المُسخة مبارك ونفس مفهومة ونفس تقييمه الغبي للأمور. هنا نبرر لهم الأمر طب لو كان مبارك يعاني من الغباء لم الهيئة العسكرية بهذا الغباء؟! ... لم لا تخرج عقلها وتغسله مما شابه من آثار عطن وتخلف أتى لها من عقل مبارك وتضع داخل عقلها إكسير الحياة من الشعب المصري ليعودوا ليفكروا بعقله هو ( الشعب المصري )؟ فعندها سيصلون إلى ذات النتائج التي وصل إليها الشعب المصري، وبالتالي لن يحدث ما هو حادث اليوم، ولن يسبق الشعب العسكر بخطوات ، بل سيكون هناك تناغم وتواصل بينهما لسبب واحد هو أن العسكر أضحوا يفكرون مثل الشعب وبعقل الشعب، في تلك الأثناء سيكون العسكر والشعب بجد فعلا وليس قولا يدا واحدة، أما ما هو حادث اليوم من تباطؤ وتواطؤ فج يجعلنا نعيد التفكير فيهم وفي محاولة علاجهم على طريقة سطوحي ، حتى يصلوا إلى فكر الشعب ! هل وصلت الرسالة إليك يا سطوحي ؟ عفوا يا عسكر ..؟
وإلى لقاء

مثلث برمودا ا لشرق أوسطي

ضرب آلي يا غالي .......للكاتب / طارق رجب
مثلث برمودا الشرق أوسطي
هل تعرفون يا أعزائي مثلث برمودا أظنكم تعرفونه جيدا ، ومن لا يعلم أو لا يعرف ، سأوجز كلمتين فقط، وهما أن ذلك المثلث يُطلق عليه مثلث الموت، فمن يقترب منه هالك لا محالة، حيث يتوقف الزمن وتتوقف الأشياء أو تتغير تغيرا كليا دون أن يشعر الشخص أو من حوله بذلك التغيير، كما أن من يدخل أو يقترب من ذلك المثلث أوحتى حافته فهو هالك لا محالة ومقضي عليه.
نعود الآن إلى موضوعنا الذي أعنيه وهو المثلث البرمودي الشرق أوسطي، فأنا أرى أنه بعدما حدث في مصر من ثورة ناجحة نابعة وما بثته من ذعر وخوف داخل النفس الإسرائيلية ، وذلك الاضطراب الأمريكي الأوروبي، لم يجد في النهاية مناصا إلا تأييدها، ونفض يده من نظام مبارك حتى يلحق بالركب ويكون معنا لنكون معه، لا عليه، فهو يعلم ما مدى أهمية مصر، فقد تعلم من الدرس الإيراني، من الناحية السياسية والدرس الناصري من الناحية الإقتصادية، فمماطلته هو والبنك الدولي في تمويله للسد هو ماحدا به – أي بعد الناصر – إلى الانقلاب على المعسكر الغربي والتعاون مع المعسكر الشرقي ممثلا في الاتحاد السوفيتي السابق، فأدى ذلك إلى أشياء كثيرة عانت منها الولايات المتحدة وأوروبا، مما استتبع القيام بعمليات المقصود منها أو الغرض منها هو تحجيم ناصر والقضاء عليه في حرب 67، فهم قد وعوا الدرس ولا يريدون إعادة التاريخ أو الوقوع في ذات الأخطاء السابقة، لذلك نراهم يحاولون إحتواء الثورة والثوار بشتى الطرق، حتى الهيئة العسكرية يحاولون استمالتها، ومن سيأتي رئيسا يحاولون وضع إصبعهم فيه ليذوقوا طعمه بعد المشاركة في طبخة، ناهيك عن المجلس وما سوف يؤول إليه الحال من وضع دستور جديد أرى أنهم في أمريكا ارتؤوا تأجليه إلى ما بعد الانتخابات التي أرى أنها سيكون فيها الكثير والكثير، فهم يعدون ويمولون من سيكون له أرجل ويد ولسان داخل المجلس سواء من بعض أعضاء الوطني بعد ارتدائهم عباءات بمسمى آخر، ناهيك عن الإخوان والسلفيين حيث أرى أنه سيحدث كثير من التطاحن والتباين في الرؤى بينهم وبين الليبراليين حتى يصدر الدستور الجديد، وهذا كله في صالح أمريكا والغرب وإسرائيل لكي يلتقطوا الأنفاس، خاصة أنه هناك انتخابات أمريكية ورعب عربي سعودي خليجي على الأخص، كلا منهم يحاول استمالة فصيل من الفصائل المؤثرة في الحركة الانتخابية في مصر، والتي سيأتي من نتيجتها هذا المجلس، لذلك كنت أرتئى أن صدور الدستور قبل الانتخابات ويُستفتى عليه الشعب كان سيكون أفضل ويريحنا من الكثير من هذه المهاترات والمشاكل التي كنا في غنى عنها ... ما علينا ، وقعت الهيئة العسكرية تحت الضغط الأمريكي والسعودي والداخلي المدعوم من الإخوان والسلفيين، وداخلي آخر مدعوما برجال النظام السابق التي مازالت تحاول الوقوف والظهور ولو بوجه آخر وثوب آخر ، ممثلا في حزب آخر أو هيئة أخرى تجنبا للمواجهة والسقوط، مدعومين بجيش ثنائي من رجال الأعمال المرعوبين مما هو حادث، ويحاولون الوجود والظهور من جديد، وكتائب ( الإعدام الإعلامي ) وجيش المؤيدين والمنتفعين، ممثلا فيمن يذهبون كل مرة للانتخابات نظير الترضية أو الثمن الإنتخابي لهم ، وقد ارتفعت أسهمهم في بورصة الانتخابات الآن، حتى وصل الصوت الواحد إلى أكثر من ألف جنيه وقد يصل إلى الألفين نظرا لندرة وعدم تأييد الهيئة الحاكمة السابقة للناخب، وفي ذات الوقت هو لديه الاستعداد لدفع أي ثمن للوصول ليحافظ على الأقل على ماكان عليه هو ومن معه، وعدم المساس به أو بمنظومته العاملة.
أترون يا أعزائي القراء، إن الموضوع جد خطير، ولكن نخرج الآن من ذلك الأمر ونعود إلى ما كنا نتحدث فيه وهو المثلث البرمودي الذي أتمناه، ولكن ما أخشاه أن تسقط الثورة من الداخل، وتنتهي على مفيش، لذلك أرى المثلث البرمودي لن يحدث إلا بعد نجاح مصر ومعافاتها مما هي فيه، وأن يتولى أمرها رجال ... رجال بحق وحقيقي، لا ينظرون إلى المصالح الخاصة، فكفاهم سرقة ونهب واسترزاق، فمصر في حاجة الآن إلى رجال يخشون الله، يخشون الله ، يخشون الله ، وكفى،فلو تولى مصر هذه الزمرة من الرجال أبشركم بعودة مصر عودة لا رجوع بعدها، عودة ستشجع تركيا إلى الإنضمام والانخراط مع مصر، فهي تريد ذلك ، ولكن الضعف المصري هو ما جعلها تقرر التوجه الأوروبي الذي في يقينها أنه في غير صالحها، وأوروبا أيضا تتوجس من تركيا ، وأمريكا قلقة ، لذلك أرى مسألة الانضمام التركي إلى أوروبا مشكوك فيها ، لذلك فهي مثل الراقص على السلم، تنتظر أن تقوى درجات السلم المصري لتنضم إليه صاعدة، وفي ذات الوقت إيران كما نعلم مبارك العميل الأمريكي رقم 1 حاول تكرار إخافة العرب والمصريين من القوة الإيرانية، مدعوما بالخوف الأمريكي الأوروبي المدعوم هو الآخر بالأمر الإسرائيلي، متهمين إيران بالسعي لإمتلاك أسلحة نووية في الوقت الذي يغضون فيه الطرف عن إسرائيل المالكة فعليا للسلاح النووي والكيماوي والبيولوجي وكافة أنواع الأسلحة الأخرى التي تأخذ تقنيتها من أمريكا وأوروبا إما بالتراضي أو بالسرقة، ولنا في الجاسوس الذي جندته إسرائيل داخل البنتاجون نفسه خير مثال، وانتهى أمره بعد اكتشافه على مفيش، وهذا إن دل على شئ فإنما يدل على قوة إسرائيل داخل أمريكا وأوروبا وتغلغلها داخل المجتمع، لذلك أرى أن الاتحاد الثلاث المصري التركي الإيراني سيكون له أبلغ الأثر في ذلك، حيث ذلك التقارب سيأتي خلفه منضما إليه السعودية ودول الخليج بعد أن يطمئنوا جانبا من الهوس والخوف والذعر الذي بثه الأمريكان لديهم تجاه إيران، هذا إلى جانب العراق بعد أن تتعافى، ودول المغرب العربي وليبيا ثم العمق السوداني والإثيوبي وما يتبعه من دول إفريقية، هذا إلى جانب دول شرق آسيا ( النمور الآسيوية ) باقتصادياتها والأراضي البكر القابلة للزراعة في إفريقيا والقوى التكنولوجية في إيران وتركيا والعقول المصرية و القوى البشرية بها، أرى أنها ستكون باتحادها ( القوة الرابعة ) التي ستتكون من خلال ذلك المثلث البرمودي الذي أنادي وأدعو الآن إلى تكوينه، ستنضم إليه كل هذه الدول الخائفة المرتعبة، فهي لن ترتمي في الأحضان الأمريكية والإسرائيلية والفرنسية إلا مجبرة لأنها لم تجد آخرين وقفوا أمام هؤلاء ، ومع هذه الدول على الأقل نحن لن نستنزف مقدراتها أو ثرواتها، ولكن سيحدث نوع من التكامل التفاعلي مرتبط بمجموعة من المصالح الإجتماعية والإقتصادية والسياسية والعسكرية ولثقافية المشتركة على مبدأ ( فيد واستفيد ) ونحن جميعا نأخذ ونعطي بعضنا البعض ، في هذه الحالة ستكون القوة الرابعة جاهزة للانطلاق والخروج من مكمنها لتقول نحن هنا ، ومن يقترب منا هالك لا محالة ، من يدخل إلينا يضيع ومن يخرج منا يأخذ ويفرض سطوته على الجميع.
وإلى لقاء ... الكاتب / طارق رجب

خطاب أوباما فيه سم قاتل

ضرب آلي يا غالي .......للكاتب / طارق رجب
خطاب أوباما فيه سم قاتل
كلنا يا أعزائي القراء يتذكر خطاب أوباما في جامعة القاهرة، حيث بدا وسيما متألقا يبتسم في ثقة ، ولم لا ؟ وقد أضحى رئيسا وهو ما زال في ريعان الشباب، وليس رئيسا لأي دولة، بل رئيسا لدولة عظمى ذات حول وطول، لذلك وقف يتحدث وكله ثقة وكل كلمة كانت تخرج من فيه كأنها أمر أو حقيقة حادثة أو ستحدث، ولم لا والعالم بين يديه وطوع أمره، إن قال كان الرد من الكافة " سمعا وطاعة " ، وكان من بين ما قاله الوضع الفلسطيني والسلام العربي الإسرائيلي، وحدد الدولة الفلسطينية كدولة وإسرائيل كدولة، وكيف ستتوائم الاثنتان ، وكيف سيحدث الإندماج العربي الاسرائيلي والفلسطيني الإسرائيلي، وكان الرجل يتحدث ويعرف ما يقوله وحدوده، وإن هانت عليه عاصفة التصفيق والثقة والحبور في أمريكا ممثلة في أوباما، ذلك الفتى الهجين ذو الأصول الإفريقية الإسلامية، ونحن لا يعنينا مسيحيته أو إسلامه، فالكل يعبد ويسجد لله في نهاية المطاف، ولسنا أهلا لمحاسبته في أمر دينه أو ديانته،ولكن محاسبتنا له في أمورنا الدنيوية التي نقدر عليها ونعتقد أننا أهلا لها.
ثم بعدها انطلق الرجل إلى اسرائيل فوجدنا بعض التحفظ على كلماته ولحظتها شعرت بالقلق، ولكن من حولي طمأنني قائلا أنه عادي أن يكون رده وحديثه في تل أبيب متحفظا، ولكن قلت لهم ألم تنظروا إلى عينيه، ففيها الكثير والكثير، إن جفونه تهتز، إن ذلك الرجل لا شك يكذب، وإن الأمر لن يسير على ما تشتهون، ابتسم أحدهم قائلا " أنت كده كل حياتك مبنية على الشك والاحتمالات ونظرات العين والأحاسيس ، سيبك يا عمنا من الكلام ده ، الراجل أدامنا أهو حقيقة واقعة ، وتحدث أمام الجميع وأمام العالم أجمع، والكل رصد وسجل كلامه ، ولا يمكن أن ينكث وعده وما قرره واتفق عليه، ثم إنها سياسة دولة عظمى، لا يمكن فيها النكوث أو الرجوع ، هو أي واحد تحدث ، ده رئيس أمريكا ، وأمريكا دي إيه ، كلمتها سيف على الكل" ، قلت سوف نرى ، وأنا أهو ، وأنتم أهو " ، رد أحدهم : " أنت كده ، بتوقف المراكب السايرة " ، قلت " أفلح إن صدق" ، وعاد إلى أمريكا ثم كانت زيارته لأندونسيا التي تعلم فيها وسار وتجول في أنحائها ولكن كان نور عينيه ولمعانها قد انطفأ، وكان قد دخل المعمعة وانتهى الأمر ، فكانت أحاديثه مقتضبة، وتحدث عن محاولة دفع عملية السلام و..و..، ثم سُأل عن المستوطنات فكان رده حازما " إنها لابد وأن يتم التوقف عنها ريثما يتم تفكيك الباقي من خلال المفاوضات" ، وما أن عاد حتى انقلبت الدنيا عليه رأسا على عقب ، وانزوى الرجل وخرجت أثنائها هيلاري كلينتون تتحدث مؤكدة ما قاله أوباما،وأن على اسرائيل والنتنياهو وليبرمان أن يعوا القول ، وأن أمريكا الأمس غير أمريكا اليوم، وصمت النتنياهو وارتجف، وبدأ اللوبي يتحرك، ويتحدث بدلا منه، وهو اكتفى بالصمت المطبق.وإن ترك وزير خارجيته ليبرمان يتحدث، فهو يعرف أن الجميع يعلم سلاطة لسانه فتركه ليجرب وينتظر رد الفعل، فكان الرد الإصرار الأمريكي على توقف المستوطنات، وإن كان الإصرار هذه المرة شابه نغمة تريث وهدوء مغلفة بالرجاء لإسرائيل بالتوقف فتشجع النتنياهو وأدرك أن رجال اللوبي قاموا بما هو منوط بهم ، وعليه الآن الدور في التحدث وتحدث وتحدث رافضا التوقف عن البناء الاستيطاني بحجة أن ذلك هو النمو الطبيعي لاسرائيل، فماذا يفعل المستوطنين المقيمين في ذات المكان بالقدس ، وهم يتزايدون ولابد لهم من مأوى ومكان إقامة وأخذ يستدر العطف، وبدأت أمريكا تلين وتتراجع وتحول الإصرار إلى رجاء للتوقف عن البناء لمدة ستة أشهر ريثما تعود المفاوضات إلى مجراها الذي كان، ولكن كان الفلسطينيون قد امتلئوا غيظا وتحول ذلك الغيظ إلى صدمة جعلتهم يقررون التوقف نهائيا عن المفاوضات ريثما يتحقق المطلب الفلسطيني ولكنه رفض المطلب وكان ما كان، وبدأ أوباما ينحدر ويهبط إلى أسفل حتى وصل وأوصل الفلسطينيين إلى أن يقرروا عرض قضيتهم على الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وكانت للثورات العربية وخاصة المصرية عظيم الأثر في ذلك، وزيادة في قوة الدفع، فكان من ضمن محاولات إسرائيل ليس الضغط على القيادة الأمريكية فحسب، بل الضغط على العميل المصري مبارك بأن عليه أن يؤدي دوره المنوط به في تجميد القضية وتمييعها وإدخال القوى الفلسطينية في صراعات ما بين فتح وحماس، وكان لسليمان رايح جاي دوره المؤثر في إحباط الهمم، ودق الأسافين بين الفصيلين الكبيرين، وتحويل القضية من قضية أرض ودولة إلى قضية أسرى وفقط، وعمل مقايضة بين الأسير جلعاد شاليط الجندي الذي لا قيمة له وعدد من الفلسطينيين المجاهدين، وقام سليمان مستقلا طائرة رايح جاي، ومصاريف ومفاوضات لو تم حسابها وتقدير قيمتها بالنسبة لذلك الأسير الذي لا يساوي في دنيا المال شيئا ، وهذا الكم الكبير من الفلسطينيين الذين يقتلون يوميا وخاصة في عملية الرصاص المصبوب أبان مدام سلفي التي كانت جالسة مع العميل مبارك في شرم الشيخ لتطلعه على خطة الحرب على غزة.
كل هذه الأحدث حدثت وكانت إسرائيل وأمريكا هانئتين بما يحدث إلى أن حدثت الثورة المصرية، فانقلبت المناضد وتغيرت الرؤى،ووقع الإسرائيليون وكذلك الأمريكان في (حيص بيص) وتجرأ الفلسطينيون بعد أن خف الضغط المصري ممثلا في العميل مبارك، إلى جانب أن عباس وجد تأييد من الشعب المصري ، وفي ذات الوقت الشعب الفلسطيني يريد ذلك مهددا إياه : إن لم تتحرك يا عباس ستنداس، فخاف الرجل وتجرأ وتحرك ، وقال مطلبه الذي أرى أن هناك من شجعه عليه وأيده فيه، وأولى هذه القوى مصري بطبيعة الحال، وتحدث الرجل وطلب وتشجع ، وبعد ذلك أتاه التأييد المتوالي من دول أمريكا اللاتينية على وجه الخصوص معترفة بالوطن الفلسطيني فكان ما كان، هنا قامت إسرائيل وقررت فعل شئ ولكنها فشلت في كل المحاولات، سواء استفزاز مصر على الحدود حيث انقلب الوضع عليها، ثم جاء التقرير الفج من الأمم المتحدة في قضية السفينة التركية، فانقلبت تركيا عليها أيضا، ثم حاولت اللعب مع غزة وفصائلها وتحريك بعض أعوانها الخونة هناك ليطلقوا صواريخهم حتى تجد المبرر المقنع للرد والهجوم، ولكن فطنت الفصائل الفلسطينية للعبة، وتم إحباطها، ووأدها في مهدها ، لم تجد إسرائيل في ذلك الحين أي طريق تسلكه لمنع الأمر إلا الحيطة الواطية التي تملكها، وهي للأسف أمريكا، فتحرك اللوبي ضاغطاً على أوباما الذي كان خلاص قد تفسخ وأضحى في غاية الضعف والوهن، خصوصا بعد هزيمة الديموقراطيين في المجلس، وسيطرة الجمهوريين الذي أخذوا يخطبون ود إسرائيل للفوز بتأييدها لمرشحهم في الانتخابات القادمة ، هنا ازداد السكوت الأوبامي، وشعر أن الأرض تميد من تحته وأنه يكاد أن يغرق، ناهيك عن ذلك الصراع الخفي بين أوباما وهيلاري كلينتون، فهي لا تقبله في حقيقة الأمر،فهي كانت منافسته في موقع الرئاسة، ووجدتها فرصة مواتية لها في انحدار شعبيته، فقررت إمساك العصا من المنتصف لترى ، فإن سقط أوباما نتيجة ضعف شعبيته، اندفعت هي للترشح، ولكن الرجل فطن للأمر وكان لزوجته كل الفضل في ذلك، فنصحته بالتريث ومحاولة لم الأمر، خاصة أنه يادوب خارج من مطب سقف الدين الأمريكي، ومعاكسة الجمهوريين له حتى تم الأمر في النهاية ،وأنه لا يجب عليه الضرب في كافة الاتجاهات، إلى جانب أنه من غير المستبعد أن يكون هذا الاتفاق بينه وبين الجمهوريين على سقف الدين هو جزء من خطة الوقوف أمام العزم الفلسطيني لإقامة الدولة والاعتراف بها في مجلس الأمن والأمم المتحدة ، خاصة إذا عرفنا أن أمر إعلان الدولة كان يعلم به الجميع من قبل مشكلة الدين الأمريكي، لذلك أرى أنه قد حدث نوع من المقاصة بين أوباما والجمهوريين ومفادها أن يوافقوا على رفع سقف الدين مقابل رفض الإدارة الأمريكية دعمها لإقامة الدولة الفلسطينية والتهديد بالعقوبات عليها إن فعلت ذلك خاصة بعدما خرج الحلفاء الأوروبيون شاذون عن الطوق بعد أن شعروا أنهم قد كبروا ولم تعد الوصاية الأمريكية تجدي معهم نفعا، وخاصة فرنسا التي شعرت أنها قد عادت شابة فتية من جديد.فكانت فرنسا ساكوزي تتحول داخله إلى منعطف بونابارتي حديث وكان دورها وجرائتها في تحمل عبء الدخول في ليبيا والإطاحة بالقذافي ثم تبعتها إنجلترا متجرئة بعض الشيء وإن كانت لا زالت متأرجحة بين الاستقلال بالرأي بأن يكون رأيها من رأسها ولا تأخذ رأي ماما أمريكا كما تعودت، لذلك كان لابد وسط كل هذه التداعيات أن ينتكس أوباما ويعيد جدولة أوراقه التي أخذت تتطاير ورقة خلف ورقة ، وأضحى قاب قوسين أو أدنى من السقوط المدوي ، والكل يريد له ذلك، حتى من هم داخل الحزب الديموقراطي نفسه، بل ومن تشاركه القرار الأمريكي ذاته وهي مسز هيلاري كيلنتون.
ألم أقل لكم يا أعزائي القراء أن القضية شديدة وعصيبة ، لذلك لم يجد أوباما إلا الامتثال للأمر الواقع والتسليم لاسرائيل دون قيد أو شرط، وقلب لسانه ليتحدث بلسان الإسرائيليين خاطبا ودهم من جديد، وصاحبنا الإسرائيلي ( نتنياهو ) على ثقة ويبتسم بينه وبين نفسه، ويقول : إن العجل الأمريكي قد وقع، ولم يبق على الجزار الإسرائيلي إلا البرك عليه ووضع السكين على رقبته وهو يقول : ها ... حتنفذ ولا أذبح...؟.فسلم أوباما وانتهى الأمر ، وذهب واقفا مهتزا أمام منصة الأمم المتحدة يتحدث ويقول إن إسرائيل أمن أمريكا، وإسرائيل أمي وأبويا واللي جابوني، وإن الفلسطينون أخطأوا في محاولة عرض قضيتهم بهذا الشكل،وأن المفاوضات هي الحل الوحيد، ولم يتطرق إلى من هو السبب في توقفها أو عقمها من الأصل، ولكن الرجل كان يتحدث وهو مغيب كأنه كان متناولا حبوبا للهلوسة أو مانطلق عليه حبوب الصراصير حتى يقدر أن يواجه ويتحدث بذلك الحديث الذي إن قعد مع نفسه بعدما يفيق من تلك الهلوسة لقام بقتل نفسه على انحطاطه الأخلاقي الذي أضحى عليه، فشتان الفرق بين أوباما قبل الوصول إلى الرئاسة، ذلك الرجل الخلوق الذي أيده كل الشعب الأمريكي، وقال لحظتها فرحا بثقة : " لقد فعلناها ونجحنا " ، وبين أوباما اليوم الذي قال للنتنياهو بعدما انتهى من خطابه أمام الامم المتحدة أديني قد فعلتها عليك بقى تجهيز رجالتك في اللوبي إياه لإعادة ترشيحي للرئاسة مرة أخرى، فابتسم النتنياهو بخبث : لسة ... بعد الرفض في مجلس الامن
رد أوباما / ما أنا قلت ذلك أمام الجميع مهددا إياهم
رد نتنياهو: لما نرى فهاكم فرق بين القول والفعل فلتفعل لنرى
خفض أوباما رأسه وهزها وقد تصبب عرقا وقال : " أوكيه ، سنرى ...
لا أجد يا أعزائي القراء بعد هذا الرد أي قول فهل لدى أحدكم كمالة ، وإن لم يكن لديكم هذه الكمالة فسوف ترون كمالتي في مقالي القادم.
والآن خلص الكلام مؤقتا
وإلى لقاء.
الكاتب / طارق رجب

العار واليد القذرة للعسكر في حريق المجمع العلمي

طلقة موت .... الكاتب / طارق رجب
العار واليد القذرة للعسكر في حريق المجمع العلمي
العنوان يقرأ نفسه يا قارئي العزيز، وقد أجدك من أول وهلة تهم بالهجوم عليّ، وتتهمني بكذا وكذا وكذا، ولكن أطلب منك فقط التمهل قبل الهجوم عليّ والتسرع الذي دائما يودي بنا إلى موارد التهلكة، أنا لن أقول لك شيئا إلا كلمة واحدة، أنظر خلفي واقرأ وحلل واستنبط، وبعدها قل ما تشاء حتى وإن أخرجت مسدساً وأطلقته عليّ، فلن أقول لك ماذا تفعل ، ولكن فقط انتظر و بعدها قرر.
نأتي للموضوع الذي نحن بصدده، ألا وهو ما حدث في المجمع العلمي ، وما آلت إليه الأمور، أولا كما هو واضح وشاهدته يا عزيزي القارئ أن هناك صبية يلعبون ويلهون ومن قبلها كانوا يشاهَدون وهم يدخنون ويتلفظون بألفاظ نابية و ...و...و... كل ذلك حادث أمام أعين الجميع، بما فيهم أفراد القوات التي في المواجهة، ومن ثم ينقلون الأمر لمن هم أعلى منهم رتبة وهم يوصلون الأمر إلى من هو أعلى وهكذا حتى يصل الأمر إلى الهيئة الموقرة القابعة في غرفة العمليات حيث تأخذ تلك التقارير وتحللها إلى جانب أن هناك كاميرات تصور وتنقل الأحداث أولا بأول، فليس بمستساغ أن تنقل وكالات الأنباء الأحداث ويشاهدها الناس والعالم أجمع وهم لا يشاهدون ولا يدرون ولا يخبرون ... لا كل شيء أمامهم وتحت أعينهم إلى جانب هناك أفراداً مدنيين مخابرات عامة أو حربية أو مباحث أو ...أو... ليس مهماً نوعيتهم أو هويتهم ولكن ما يهم أن كل شيء كان تحت المرصد وتحت الميكروسكوب يُشاهد ويُنقل ويقيم، إذن وطالما الأمر كذلك وكل شيء تحت المنظار أو تحت المجهر ورأيتم أن هؤلاء صبية مبرمجين ملعوب في أدمغتهم، وهناك عين ترصد وتشاهد أن هناك حجارة تجهز وزجاجات مولوتوف تُعد، وبنزين وسولار يؤتى به ... كل ذلك حدث وأنتم ولا هنا! كنتم مستنيين إيه إن شاء الله، ما ذا تنتظرون أن يحدث ما هو أكثر من هذا لتستعدوا وتأخذوا بالكم وتحتاطوا؟! يا أعزائي القراء لو واحد فيكم سأل كما سأسأل أنا أي واحد أمي لا يقرأ ولا يكتب، عقله ممسوح لا يعرف شيئا لو سألته رغم ذلك ماذا تفعل إذا رأيت أناس يعدون العدة لضربك سيقول دون أن يفكر سأتصل بالبوليس، والمصيبة يا أعزائي القراء أن البوليس كان أمامهم، والشرطة العسكرية والجيش أيضا، وإذا سألته أيضا وما ذا تفعل لو رأيت جارك هذا يجهز لك ناراً سيقول أيضاً دون وعي آخذ احتياطي، فإما أمنعه من ذلك أو اتصل أيضا بالبوليس والمطافي، وإذا سألته ولماذا المطافي ولم لا تكتفي بالبوليس، سيرد أيضا دون تفكير سيقول يا أستاذ لأن البوليس سيقبض عليه أما المطافي ستطفئ النار التي أحدثها ذلك الجار، أما لو لم أطلب المطافي واكتفيت بطلب البوليس فسيقبض عليه البوليس فقط ولكنه لن يمنع النار من حرق بيتي. إذن يا سادة يا كرام الرجل البسيط الذي لا يقرأ ولا يكتب سيكون هذا رده ، إذن ما ردكم يا أعزائي القراء على ما حدث؟ ولماذا لم يحتاط العسكر؟ ولماذا تركوا الأمور تستفحل هكذا وتزداد اشتعالا إلا إذا ، وآه وآه من إلا إذا ، إلا إذا أنهم يريدون ذلك! إن الأصابع ظاهرة وجلية ثم إن كان كما يقولون أن هناك من قام بالإتيان بهؤلاء الصبية والدفع لهم وإطعامهم وتجنيدهم و...و....، وأن بعضهم رجال أعمال وبعضهم على علاقة بقاطني طرة هيلتون ، إذا طالما أنتم تعرفون الأمر لم لم تقتلوا هذه الفتنة في مهدها ؟ لماذا تركتموهم يفعلوا ما فعلوا؟ لم لم تقبضوا على هؤلاء الرؤوس المدبرة وينتهي الأمر ؟ إنكم إلى الآن لم تقبضوا عليهم ولن تقبضوا ، فهناك للأسف الشديد شبكة من المصالح الكبيرة والفساد الأعظم الذي أوجده مبارك شديد الوطأة، وأنتم ليس في مقدوركم الوقوف أمامه إلى جانب أنه كان في إمكانكم قطع الطريق عليهم على الأقل بعمل كردون حوله، وفي ذات الوقت ترسلون نداءات بمكبرات الصوت، وفي ذات الوقت ينزل من ينزل من الرجال أبناء مصر وجيش مصر داخل ذلك الخضم كأنهم كوماندوز ينقذون طائرة سطا عليها إرهابيون، إنهم لن ينقذوا طائرة وفقط، إنهم ينقذون شعبا يحترق ولما كان قد حدث كل ماحدث.
كل ذلك ولم أتطرق بعد إلى ما حدث في المجمع العلمي. والآن نأتي إلى هذا الحدث الأكبر، أين كنتم وأنتم ترونهم يقذفون بزجاجات اللهب عليه، ألم تأكلكم ضمائركم عليه ( المجمع العلمي ) لم لم تدفعوا بكتيبة الصاعقة إليهم، فلو كل واحد من أفرادها رمي نفسه على واحد من هؤلاء حاملي زجاجات المولوتوف، ووقع به على الأرض لما انطلقت قذائف اللهب ، وما حدث ذلك الحريق وما انتهى الأمر إلى تلك الكارثة التاريخية التي لن يعفيكم التاريخ عنها، ولكان ذلك الجندي بطلاً، ولما حدث ما حدث، نعود ونكمل، إنكم شاهدتوهم يجهزون النار، لماذا لم تستدعوا سيارات الإطفاء تحسباً لذلك الأمر، ولماذا لم تكن موجودة أصلا، ولماذا لم تكن مجهزة بوسائل الإطفاء الكيميائية على الأقل يكون نصفها مائي والآخر رغاوي أو كيميائي حتى لا يقضي الماء على ما تبقى من أثر الحريق. هكذا يجب أن يفكر أي فرد. فمثلما تجهز الإسعاف للطوارئ أيضا تجهز المطافئ بأنواعها لذلك الأمر، ثم نأتي إلى الحدث، ونرى أن الزجاجات تلقى ولا مجيب، ثم يحدث الحريق، والجميع يشاهده ولا أحد يتحرك نصف ساعة كاملة أو تزيد والكاميرات تصور الأولاد وهم يحرقون ويرقصون طرباً على المبنى الذي يحترق، كأنهم قد أحرقوا خط بارليف ولم يحرقوا تاريخهم، وللأسف الشديد كل ذلك وأنتم ولا هنا، ويكأن هذا المجمع كان في الصحراء والمسافة طويلة جدا حتى تصل سيارات المطافئ، ثم نأتي إلى الحجة الخائبة ، إنكم كنتم تخشون أو المطافئ خشيت من الدخول وسط الأولاد ( ايه الهبل ده ) يا سلام ، كيف تشاهدون التراث وهو يُحرق؟! كيف تتركون كل ذلك يحدث ولا تتدخلون وعندما نسأل تقولون إنه ضبط النفس؟ أي ضبط نفس، يا سادة كل شيء وله وقته، ضبط النفس هذا نتقبله ونثنيكم عليه عندما تكون هناك مظاهرة سلمية أو لفظية وفقط، ولكن عندما نجد ناراً تُقذف لتهدد الأمن والسلامة وتحرق الآثار لا أظن أنه ينفع ضبط النفس في هذه الحالة، بل يكون ضبط النفس هبلاً وضعفاً، إنكم تضحكون علينا وتعتبروننا متخلفين لا نفهم ولا نعي، إن الأمر ليس كذلك، الأمر وما فيه أنكم تركتم هؤلاء يفعلون وتركتم هؤلاء يحرقون حتى تحرقوا الثورة نفسها، وتكسبون التأييد عليها والاستهجان بها، وتدورون من الخلف وتقولون هذا ما قدمته الثورة لكم يا مصريين، إنها لم تكن ثورة وإنما كانت مجرد انتفاضة مثل انتفاضة الحرامية أيام السادات، ثم خرجت عن نطاقها، لذلك كان لزاماً أن تواجهوا هؤلاء البلطجية الذين يدعون كذباً أنهم ثوار، ثم يدخلون ويهدمون الثورة الحقيقية والثوار الحقيقيون بعد أن شوهتموها بهؤلاء البلطجية وأولاد الشوارع، ثم تنقضون على البلد وتأكلونها بيضة مقشرة بدافع حمايتها وحماية الشعب المصري من هؤلاء ونكون نحن أمام العالم لسنا بثوار ولكن همج جهلاء، يحرقون تاريخهم وتراثهم وحضاراتهم، فكيف يكونون بعد ذلك ثوار، كيف بعد ذلك يقف العالم بجانبنا، بل إنه سيقف معكم ويرجوكم إنقاذ مصر وإنقاذ التراث وإنقاذ الحضارة، ويكون الرد نحن لها، وتأخذون البلد ويعود العسكر للحكم، ويضيع من يضيع، وسلملي بعدها على الست حرية وعلى الأبلة ديمقراطية... وعلى ... وعلى ... إن العسكر يا سادة أيديهم ملوثة بما حدث في المجمع العلمي، وإن التاريخ سيفضح فعلتهم، وإن كان التحقيق لابد وأن يأتي بنتائج أخرى مزيفة لن يهضمها الشعب، بل ستقابل بالاستهجان والتعجب منه، فهو يعرف الحقيقة، والتاريخ أبدا لن يرحمكم، فأنتم مهما بقيتم فزائلون، وسيأتي من يُظهر الحقيقة كاملة، وبدلا من أن تدخلوا التاريخ من أبواب مرصعة وهامات عالية، سيقول التاريخ كلمته ولن ينصفكم أبداً.
خلص الكلام
وإلى لقاء الكاتب طارق رجب

رسالة إلى الجنزوري

يالا نغني .... للكاتب/طارق رجب
يا جنزوري ... عيب اعمل معروف ... عيب منتش مكسوف؟!
يا جنزوري عيب اعمل معروف ، عيب منتش مكسوف... يا جنزوري عيب ... يا خويا عيب ... يا عمي عيب... عيب ... عيب!
هذه مقدمة نأتي الآن إلى الموضع الذي أدى بنا إلى كتابة تلك الأغنية، وللعلم من كانت تغنيها هي المطربة الراحلة ثريا حلمي، أما الموضوع يا أعزائي القراء أن السيد الدكتور الذي أخذ اختصاصات رئيس الجمهورية ويا ليته ما أخذها ، فهو إن قام بذلك الأمر بصفته رئيسا للوزراء كنا قلنا إنه عبد المأمور، وأن من هو فوقه قد أمره بذلك التدني والانكسار ولكنه اعترف وأقر صراحة أنه لديه كافة الصلاحيات والاختصاصات فيما عدا العسكرية منها والقضائية، إذن الرجل مسئول وعلى دراية بما يفعله، وأول شيء لابد أن يدري به أنه يتحدث باسم مصر، وما يفعله كأن من قام به فعلا هو كل فرد في مصر، وعندما يصعد ويرفع رأسه فإنه يصعد ويرفع رأس كل مصري، وعندما يخفضها ويكسرها ويستذلها فهو يكون قد خفض وكسر واستذل كل فرد مصري. هنا تسألني يا قارئي العزيز علام كل ذلك؟ أقول أن السيد الدكتور الجهبذ مازال يسير على نفس منوال ولي نعمته ومعلمه في التسول والشحاتة المسيو مبارك، فها هو قد جزرنا وقام بفرش المنديل مثله في التسول، ورجاء المساعدة من هذا وذلك كما كان يفعل مبارك، وبعد أن يخفض كرامة مصر يأخذ ما تسوله ويهربه للخارج ويترك الشعب الجوعان أشد جوعا مما كان بعد أن يضيف إليه، أي إلى الجوع، الذل والانكسار والمهانة من العالم أجمع، وها هو الجنزوري الذي جزرنا يقف في المؤتمر الصحفي الأول له ليستجدي العالم ويقول بكل صفاقة إنهم وعدونا أن يعطونا وأن يساعدونا وأن ...وأن...، ثم قاموا بإعطاء غيرنا وتركونا، هنا أرد عليه " يا جنزوري لقد أعطوا غيرنا لأننا لسنا مثلهم ، إننا مصريون لن نستجدي ولن نطلب من أحد شيئاً، فكرامة المصري فوق كل شيء. إن الاستجداء يا جنزوري هو حيلة الخيبان الذي لا ساعد له ولا همة، ولا أرض ولا رُمّة، ولا أهل ولا كلمة، ولا صوت ولا قوة، ولا موارد ولا كرامة، ولا أثر ولا حضارة، ولا ذاكرة ولا تاريخ. إننا نختلف ويجب أن تعترف أننا نختلف، ولكن الذنب ليس ذنبك ولكن ذنب المتسول الأكبر القابع الآن في مستشفى عشرة نجوم، ضحكوا علينا وأسموها سجنا، في الوقت الذي يقيم فيها في جناحه إقامة الملوك على قفا الشعب الأهبل الذي سرقه وذله وتسول على حسه وحوله لشعب من المتسولين الهمج الجاهلين وأفرز منهم أولاد الشوارع الناقمين على بلدهم وعلى حاضرهم وماضيهم وليس لهم أي مستقبل فأحرقوا التاريخ والأثر والتراث ممثلا في المجمع العلمي، وهاهم الوهابيون الذي أتى بهم مبارك ووضع بذرتهم الأولى بعد أن أتى بها من السعودية يطلعون علينا ببدعهم وجهلهم ويقولون أن الفراعنة كفرة وآثارهم أصنام يجب هدمها واندثارها. إنهم يا أعزائي القراء لا يختلفون كثيرا عن أطفال الشوارع، فهم ناتج نفس الإفراز ، إفراز الجهل والاستيراد من الخارج، فأولاد الشوارع هم نتاج تسليم مبارك عقله للصهاينة ورجال الأعمال، عفوا اللصوص الظرفاء، وغياب العدالة ومحاباة الغني والدوس بقسوة على الفقير المعدم، فكان طبيعيا أن يأتي الاثنان أولاد الشوارع والوهابيون بعد تعاونه مع السعوديين واستيراد الدين المستأنس منهم، فاستورد الوهابيين الذين يتقولون بالدين، وفي ذات الوقت يدينون بالولاء الكامل للحاكم أيا كان حتى لو كان فاسداً فاسقاً، وكما تعلمون لآخر لحظة قبل تنحي مبارك كانوا يؤيدونه ويتهموننا بالخروج على الراعي الذي ما كان يحكمنا لولا إرادة الله، ثم يتشدقون الآن أنهم وأنهم وأنهم، هذا قد أوضحته في مقالات سوف تقرؤونه. وفي نفس الوقت استخدم هؤلاء الوهابيين تحت مسمى السلفيين ليضرب بهم الإخوان، أنا هنا لا أحابي الإخوان، فلست منهم ولن أكون يوما ما منهم، فأنا مصري خالص مخلص، ومسلم نقي خالص مخلص، لا أدين أو أتعاطف مع هذا أو ذاك إلا لشيئين، ربي خالقي، وبلدي موطني، نعود ثانية للموضوع الأساسي ألا وهو سياسة الاسترزاق والتسول والاعتماد على الآخر، أي الاعتماد على من سيعطينا أو من يساعدنا أو ينقذنا، إن الغرب أو الأمريكان أو الأوربيون أو الخليجيون أو الوهابيون في السعودية لن يطعموننا ولن يكسوننا ولن يعطوننا إلا بقدر ما سيأخذونه منا، وما سيأخذونه منا أكثر بكثير مما سنأخذه نحن منهم، إن اللقمة يا سادة مصيرها المصرف، والهدمة مصيرها أن تُبلى ولكن الثمن سيكون فادحا، ذل وانكسار وركوب علينا، إن هؤلاء قبل قيام الثورة كانوا مع مبارك وما زالوا معه، ولكن عندما قام الشعب اضطروا – خذوا بالكم يا قرائي الأعزاء من كلمة اضطروا هذه – اضطروا إلى نفاقنا والإدعاء أنهم يقفون بجانبنا، بل قد صنعوا شو إعلامي لنا ولهم على مثل (الاسم لطوبة والفعل لأمشير) بمعنى أنهم احتفلوا بنصرنا والحقيقة هم يحتفلون أمام أنفسهم بأنهم سينتصرون علينا كما انتصروا من قبل على مبارك. لقد قالوا أمام العالم أنهم معنا وأنهم يهنئوننا وبذلك يغسلون أنفسهم من مبارك ومن التعاون معه، ولكي يكون الشو قويا قالوا أننا سنقوم ( عقابا لنا على تعاوننا السابق مع مبارك وتركه ليظلمنا، ومشاركتنا معكم في ظلمكم) أننا سنقف معكم ونساعدكم، وسيكون لكم نصيب كبير من الخمسة والثلاثين مليار من الدولارات، ونصيبكم سيتعدى الخمسة عشر مليارات منها، فرح بها المسئولون الذين هم من نفس نسيج مبارك وصدقوا أن الحدايات يمكن أن توزع علينا كتاكيت، ثم فوجئوا أن الحدايات قد لحست كلامها وتراجعت عما وعدت به من قبل، وتحججت بالأمن ومن هو المسئول الذي سيأخذ تلك العطايا أو ...أو... وهاك يا دش، وهاك يا كلام في الوقت الذي دخلوا فيه مصر عن طريق عملائهم المجندين من قبل، والذين تم تجنيدهم لاحقا تحت مسمى الجمعيات الأهلية وجمعيات الرأي ووزعوا أموالا ليس لبناء مصر ولكن لضربها وهدها وإذكاء النعرات التي حدثت وتحدث الآن، وشق الصف المصري، وسريان داء التخوين والمصالح الخاصة والفئوية ، وهدم ما تبقى من اقتصاد وبورصة، ونسوا مصر ونسوا الثورة، وبذلك يتم تشويه الثورة، وتفتيتها ، فهم في الحقيقة لا يريدونها أن تستمر، بل يريدونها هكذا، ثورات وانتفاضات تأكل بعضها بعضا، وفي ذات الوقت تلعب أمريكا شيكا بيكا واسرائيل كما تشاء، وهاهي القدس قد أوشكت أن تؤكل عن آخرها، وها هو اللعب من كل مكان على ودنه من السعودية وقطر، وتزكية الوهابيين تحت اسم السلفيين لاحتلال مصر عن طريقهم، وها هي آخر إبداعاتهم ( السلفيين ) تكوين جماعة الأمر بالمعروف على الفيس بوك كما توجد في السعودية الأم، وبالتالي تتحول مصر إلى ولاية تابعة للوهابيين السعوديين، والسلام عليكي يا ثورة، والسلام عليكي يا مصر، ووسط ذلك الخضم يدعي الجنزوري أن ذلك أمرا طبيعيا أن تساعدنا الدول ( وهو ما أورده في مؤتمره الصحفي أول أمس) ويعطي مثلا بأمريكا، أقول له إن أمريكا يا رئيس يا تعبان ياللي سلمت النمر خلاص مثلها مثل المعلم الكبير الذي لديه الكثير والكثير، وعندما يتقرب إليه من حوله من صبيان أو معلمين صغار ويقدمون له اليد ليس بدافع المساعدة، و لكن الحج والتقرب إليه ليس إلا، ولكي يفتخروا بينهم وبين أنفسهم أنهم قدموا ووقفوا بجانب المعلم الكبير في زنقته وغرضهم إنهم بذلك الصنيع المعلم الكبير لن ينساهم وسيقربهم إليه نجيا، وهم في ذات الوقت لن يقدروا على ذله أو الركوب عليه لأنه ببساطة معلم كبير لديه الكثير والكثير ، فما سيقدمونه له يعد نقطة في بحر ممتلكاته، وبالتالي الوضع يختلف، وإذا كان يقول أن اليونان تمت مساعدتها ووقف الأوربيون بجانبها فأرد عليه خسئت فإن اليونان تقع داخل منظومة اليورو والأمم الأوروبية أي هناك شراكة ومصالح مشتركة، وهم يخشون على عملتهم اليورو واقتصاديتهم، فلو تركوا اليونان تنهار وتسقط لا شك سيتأثر بذلك اليورو وسيأتي الدور على بعضهم، ومن ثم ينهار اليورو نفسه، ومن ثم تنهار المجموعة الأوروبية كلها، وفعلا حدث ما أقوله حيث ابتليت إيطاليا بأزمة على أثر أزمة اليونان، واهتز اليورو، وحدثت مواجهة شديدة بين المجموعة الأوروبية وانجلترا، وبالتالي فإن اليونان وأمريكا تختلف تمام الاختلاف عما تتحدث عنه يا مسيو جنزوري، فإنك تدعي أنك رجل اقتصاد وتخطيط، فلو كنت كذلك لكنت خططت غير ذلك، ووضعت مخرج اقتصادي مصري يحافظ على كرامتنا كمصريين غير ذلك المخرج التسولي الفج، وإنك إن كنت تريد أن تعرف الحل لهذه المعضلة فالعبد الفقير مستعد أن يعرفك إن أردت ذلك، لذلك عليك أن تعلم أنهم لن يعطونا أبدا لأجل الله والوطن، فهم يعاملوننا مثل قطيع الغنم، فمقابل المرعى نسير خلف الراعي ليقدمنا إلى مورد الماء والطعام، إننا لسنا غنما يا جنزوري، ولن تكسر أعيننا بعد الآن، فمن يعطينا في الصباح باليد أمام الناس والعالم سيأتي في المساء ليطرق بابنا ليغتصبنا ويهتك عرضنا، وياليت الأمر ينتهي على هتك العرض والاغتصاب وفقط، ولكن ما قسوة هتك عرض النفس واغتصابها؟ إنها أشد وأنكى يا جنزوري فعندما تكسر النفس وتشل الإرادة وتُكسر تهون النفس ويموت الإنسان ولا تقوم له بعد ذلك قائمة، ونحن قمنا ونفضنا عن أنفسنا غبار الهتك والاغتصاب، وغُسلنا واغتسلنا ، وخرج من أصلابنا أولاد وبنات عذارى وأبكار لم يُهتكوا بعد ولن نسمح لهم أن يهتكوا كما هُتكنا. وأقسم بالله لو سلموا شبابنا أنفسهم للهتك سنقتلهم بأيدينا ونتخلص من عارهم وعارنا، إننا ما صدقنا أننا نظفنا أنفسنا، وأن أولادنا في غاية النظافة، والقوة والكرامة والكبرياء، أبكارا وعذارى ولم يدنسوا ولم يتم ركوبهم كما ركبونا .. لا ...لا يا جنزوري اتركها لمن هو أهل لها. لا نريد من يقودنا يحمل نفس الفكر السابق، فكر التسول ومد الأيدي والاعتماد على الآخر وكسر العين والركوب علينا في المساء على حين غفلة منا، إننا نريد حكومة لديها كرامة ترتفع وترفع مصر وترفعنا معها كمصريين، نريد أن نعود إلى سابق عهدنا كمصريين نبني ونشيد ونأكل من غرس أيدينا ونقدم المساعدات إلى الآخرين ويعود المحمل محملا إلى كل مكان، وليست إلى الحجاز سابقا والسعودية حاليا وفقط. إننا يا جنزوري يجب أن تعلم أننا أسود مصريون طول عمرنا نسود، ودائما وأبدا سوف نسود إلى قيام الساعة. ومن علامات تسيدنا إلى قيام الساعة هو أننا خير أجناد الأرض، وفي رباط مع الله إلى قيام الساعة، فلن يكون من هو في رباط مع الله إلى قيام الساعة إلا أسداً يسود، والآن أختم كلامي كما بدأته .. عيب ...عيب يا جنزوري عيب.. عيب اعمل معروف.. عيب منتش مكسوف ... يا جنزوري عيب .. يا اخونا عيب ...يا عمنا عيب.. عيب .. عيب
خلص الكلام
وإلى لقاء الكاتب/ طارق رجب

خدعوك فقالوا

طلقة موت ....للكاتب / طارق رجب
خدعوك فقالوا : انتخبني حتى تدخل الجنة
صكوك الغفران تعود من جديد
هاهي لعبة الانتخابات تدخل مرحلتها الثالثة والأخيرة .. والمتتبع للأحداث الجارية في المرحلتين الأولى والثانية يلاحظ الآتي .. صعود التيار الديني بشقيه مع اختلاف كل منهما وهما الإخوان والوهابيين (السلفيين) ، فأكاد أنا الوحيد الذي يناديهم باسمهم الحقيقي دون مواربة والوحيد الذي يحاول كشف طويتهم ومدى كذبهم وادعائهم ومن يمولهم وإلى من ولائهم الحقيقي، ومع من كانوا في السابق، ومع من في الوقت الحالي، وولائهم لمن في المستقبل القريب والبعيد على حد سواء. ففي المستقبل القريب سنراهم يلعبون بحذر حتى لا تكشف طويتهم واتجاهاتهم حتى يتمكنوا من الصعود أكثر ويتغلبوا على الإخوان، بعدها ستبدأ خطوتهم الثانية في الصعود الثاني لمستقبلهم البعيد وما يرمون إليه.
المهم في الأمر الآن فأنا آخذ الموضوع على مراحل. فنحن في المرحلة الأولى ، وهي الانتخابات ذاتها، حيث نجد أنهم لم يتركوا شيئاً إلا وطرقوه، وأولها المساجد التي جُعلت كمنابر للدعوة للدين وقول كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله، ولكنهم حولوها كأداة لاتجهاتهم الأخرى، فبدأوا في أول الأمر يتحدثون في أيام الاستفتاء على المواد الدستورية حيث ادعوا وأشاعوا أن من سيصوت على قول لا للتعديلات والمطالبة بالدستور الجديد لن يدخل الجنة لأن الدستور الجديد سيغفل أهم شيء يهمنا كمسلمين وهو أن الإسلام هو دين الدولة، وأنه أساس للتشريع، وبالتالي اندفع الناس ليقولون نعم للتعديلات الدستورية مصدقين ما رموا إليه وأوهموهم به، وحدث ما حدث وما أدى إلى ما هو حاصل الآن فلو تمت الموافقة على الدستور الجديد بعد قول لا للتعديلات الدستورية ما كنا أضحينا وصرنا إلى ما نحن فيه من تشتت ونزعات وفرقة، وما سوف يأتي في المرحلة اللاحقة بعد انتهاء الانتخابات وعقد مجلس الشعب الجديد والإعداد للدستور الجديد، فنحن نرى أن هناك فتنة مرتقبة سوف تحدث ، وبالتالي ستحدث أشياء لا يُحمد عقباها، فكان يجب والثورة لا زالت في مهدها وفي أوجها والشعب متحد سعيد وفرحان بالثورة فكان مستعدا للتقبل والتطلع إلى مستقبل أفضل بدايته دستور جديد تبدأ به الحياة الديمقراطية بعد الثورة، ومنه وعلى أساسه تُجرى انتخابات مجلس الشعب وبعدها انتخابات الرئاسة، ولكنهم كانوا يُضمرون في داخلهم الشر كله، لذلك قطعوا علينا الطريق، ولعبوا على طريقة الجنة والنار، فمن يوافق على التعديلات ويقول نعم سيدخل الجنة ومن يرفضها فمصيره إلى النار لأنه علماني، والعلماني هو من أهل النار، وانتهى الأمر، ثم حدثت الانتخابات واندفعوا ومعهم نفس الحجة، فمن يؤيدنا سيدخل الجنة ، ومن يرفضنا أو من يقول لنا لا لاشك سيوقع في النار، وأيضا هو علماني كافر، وبذلك لعبوا على نفس الوتيرة، ونفس السيناريو ، وصدقهم الناس ثانية، مع أنهم السبب الأصيل فيما حدث ويحدث الآن في التحرير، فقد أوضحت في مقال سابق ما فعله المدعو الملتحي حازم أبو اسماعيل من استخدام منصة التحرير للدعاية له ولأغراض شخصية بحتة لوى بها عناق الدين واستخدم الدين كمطية ليلملم به أصوات الآخرين من هم دون الوهابيين، وطالبهم بالاعتصام وأخذ يهاجم الهيئة العسكرية بشدة غير مألوفة لغرض في نفس يعقوب، فكما يقول المثل ( إن أردت أن تثبت مدى جرائتك وقوتك أمام الآخرين لابد من مواجهة القوى على الساحة ولو بالكلمات الجوفاء التي لا تغني ولا تسمن من جوع) ، والقوة التي على الساحة الآن هي الجيش، فمواجهته لهم والهجوم عليهم ومحاولته تحقيق انتصار زائف يكسب به أرضا وهو هنا واهم، فقد انكشف الملعوب، ولكن بعد أن حُصدت الكثير من الأرواح ، وتعددت الإصابات، واحترق بعدها بعد ذلك المجمع العلمي، حيث استغل الأمر جهابذة الوطني وفلوله وقواده في طرة هيلتون ، كل هؤلاء استغلوا الأمر فدفعوا البلطجية وركبوها ، واستغل الأمر أيضا من يمولون من أمريكا واسرائيل والسعودية وقطر، فكل منهم له فريق يمولونه، وفي ذات الوقت يندفع لتحقيق أغراضهم، ومع ذلك التشرذم توشك أن تضيع بلدي مصر، توشك أن تسقط وسط ذلك الخضم، فحدثت الانتخابات، واستغل هؤلاء السلفيون ومعهم الإخوان تلك الفرصة، استثمروا الخوف الذي زرعوه في قلوب المصريين من الغد، ولعبوا بلعبة الجنة والنار، وأنهم هم الأبدى وهم الأصلح، فقالوا لقد جربتم وشفتم ما حدث لكم من مبارك ونظامه ، فلتجربونا نحن ونحن ندعو وسنعمل بقول الله ومن يعمل بقول الله لابد من تأييده، ومن يرفض تأييدنا فلاشك سيناله عقاب الله في الدنيا وينال النار في الآخرة، مما أدى إلى تخوف المصريين، فكفاهم ما عانوه في دنياهم، كمان بعد كل ما يعانونه يدخلون النار كمان، لذلك أخذوها من قاصرها وقالوا لهم سنقول لكم نعم، لذلكم حصدوا الأصوات. والمشاهد لأحداث تلك الانتخابات، فإن سألت أي ناخب أتعرف ذلك الشخص؟ يقول لك لا. تعيد عليه السؤال طب لماذا أنت انتخبته؟ يكون الرد إنه قد يكون صالحاً. إنه بذقن ، ويقول قال الله وقال الرسول، ولا أظن أنه يخدعنا. إذن الناس لا يعرفونه، ولكنهم يصدقون كلمة واحدة قالوها لهم، أن من سيؤيدنا سيدخل الجنة، ومن سيعترض علينا سيناله عقاب الله ومصيره النار. إذن صكوك الغفران تعود من جديد، أتتذكرون التاريخ؟ فهو يتحدث عن الزمن الفائت، حيث كانت الكنيسة في أوروبا توزع صكوك بأثمان على الناس مفداها أنك مهما ارتكبت من آثام وأخطاء يمكن أن تُمحى بشرط واحد، هو أن تشتري صك الغفران من الكنيسة ليغفر الله لك! وقد اشتراها الناس ثم بعد ذلك اكتشفوا مدى كذبهم، أي كذب الكنيسة وكذب من يتولون الأمر ويتحدثون باسم الله ونيابة عن الله، فسقطت الكنيسة وسقط الدين في قلوب الأوروبيين ، مما استدعى ظهور تلك النعرات والطوائف والأحزاب والاتجاهات على اختلافها وتباينها، وهانحن نعيد الكرة من جديد ونلعب على وتيرة الدين ونحاول إيهام الناس بأشياء ليست من الدين في شيء، وأخشى ما أخشاه أنه عندما يكتشف الناس مدى كذب وادعاء هؤلاء الذين استخدموا الدين مطية للوثوب والوصول للحكم أن يُسقطوا الدين من قلوبهم وعقولهم، وهنا ستكون الطامة الكبرى ، والمصيبة الكبرى التي ليس بعدها مصيبة، لذلك أقولها من كل قلبي، إلا الدين .. إلا الدين .. إلا الدين يا سادة ، يا من تدعون أنكم شيوخ، فالشيوخ مكانها المساجد، أما الحكم والقيام على شئونه فله ناسه، فلا تتاجروا بالدين، ولا تستخدموه أداة لأغراضكم، فإنكم مهما كذبتم على الناس فكذبكم باسم الدين سيكون والانهيار الذي ما بعده انهيار.
ملحوظة هامة ..... للعلم يا أعزائي القراء فأنا انتهيت من كتابة كتاب سجلت فصوله ووثقته في الشهر العقاري حتى لا يسرق، يتناول مقارنة بين صكوك الغفران الأوروبية وصكوك الغفران الوهابية.
خلص الكلام،،،

تحذير إلى السلفيين ... مصر ليست بلدكم وحدكم

طلقة موت ... للكاتب طارق رجب
تحذير إلى السلفيين ... مصر ليست بلدكم وحدكم
هذه المقولة أقولها للوهابيين الذين يلقبون بالسلفيين، حيث أقولها لهم وبكل قوة مصر ليست بلدكم وحدكم، إنها بلدنا نحن المصريين، أما أنتم فأنتم ضيوف علينا وعليها ببدعكم التي أتيتم بها من هناك من أرض الحجاز والتي تُسمى الآن بالسعودية. فإن كنتم تريدون تنفيذ ما في أمخاخكم فعليكم بالعودة بما أتيتم به من هناك، والعودة به ثانية إلى هناك حيث تنفذون فيها ما تعلمتوه هناك، وما ابتدعتموه من بدع، وإياكم إياكم أن تقولوا لنا وتتقولوا علينا إنها من مآثر الرسول عليه الصلاة وأفضل السلام، فالحقيقة الرسول منكم براء، الرسول منكم براء، الرسول منكم براء. فلو كان الرسول (ص) حاضراً بين ظهرينا الآن ما كان فعل ما تفعلون أو تريدون وتنتوون فعله، فلو نظرتم للغة القرآن نفسها فهي أتت لتتحدث بلسان عربي مبين، أي لسان القوم الذين ظهر بينهم الرسول الكريم، وعلى نفس القياس كان الرسول صلى الله عليه وسلم عندما هاجر إلى المدينة ورأى أهلها يقلمون ويطّعمون نخلهم فنهاهم عنه، ثم كان الموسم التالي فنقص الناتج من الحصاد، فقال قولته المشهورة ( أهل يثرب أدرى بشعابها ) ومنها أيضا ( أهل مكة أدرى بشعابها) وبالتالي كل مكان أدرى بمكوناته وأهله. من ذلك نستخلص أن لكل مقام مقال، ولكل زمن أمره، ولكل يوم دولته، ولكل حادث حديث. أراكم يا سادة ماذا ترون لو ظهر الرسول صلى الله عليه وسلم في أيامنا هذه، هل سيكون فكره وآراؤه مثل فكره وآرائه منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام. كلا ، وألف كلا ، إني أراه سيختلف في الشكليات دون الإخلال بالمضامين. إنني أراه عليه الصلاة والسلام سيركب الطائرة والباخرة والسيارة بدلا من الدابة أو ..أو.. ، وأراه يرتدي الملابس التي تناسب العصر الحالي ، ويستعمل المعاجين ومساحيق في التنظيف. هل سأل أحدكم نفسه لماذا الرسول كان يرتدي هذه الثياب، أقول لكم لأنها كانت هي المألوفة والمعتادة في ذلك العصر وذلك الزمان، وإلا لارتدى ما كان يرتديه جده إبراهيم عليه السلام ، فهو من أتى بالحنيفية السمحة، ولكان تحدث بلكنة أهل كنعان، فهو أولى بجده من أي أحد، أو كان فعل مثلما كان يفعل أبونا آدم عليه السلام. إذن الموضوع يا سادة ليس موضوع ملابس نرتديها مثلما كان يرتدي الرسول صلى الله عليه وسلم، أو لحى تُطلق، أو آراء مُصمتة ولكنه كان متفتحاً على عصره وعلى ما بعد عصره. وها نحن قد تغيرت العصور، ولكن لم تتغير الأفكار بما يناسب العصر والزمن، فكل شيء قابل للتنقيح والنسخ في الشكل دون الخروج عن المضمون، بمعنى أنه لا تحريف مطلقاً في نص قرآني أو حديث نبوي بعد التأكد منه ومن مدى صحته. ولكن الأخذ بالأيسر من روح القرآن ونهج الحديث ورؤيته. إن الله سبحانه وتعالى قد قال في محكم آياته آية ( ويخلق مالا تعلمون) ، والله لولم يكن بالقرآن الكريم كلام إلا هذا الجزء من تلك الآية وفقط لعبدنا الله سبحانه وتعالى عليها، فمقولة ( ويخلق مالا تعلمون ) تعبر وتدعو إلى استمرار تطور خلق الله، فالدابة تحولت إلى سفينة، والحصان تحول إلى طائرة، والحمار إلى تاكسي أو أوتوبيس ، وهكذا. إذن هناك تطور، ولا وجود للجمود. وطالما الأشياء يعتريها التطور لم إذن لا يتطور فكرنا، لماذا لا نجتهد في إعادة تفسير النصوص بالمفهوم الذي يتناسب ومقتضيات العصر دون الإخلال مطلقاً بالمضامين. إن الفقه أربعة مذاهب خرجت في فترة تقريباً واحدة، ولم يكن بينها وبين الرسول الكريم (ص) أكثر من مائة عام على أقصى تقدير، وهي كما تعلمون : المذهب المالكي والشافعي والحنفي والحنبلي، ورغم اختلاف هذه المذاهب لم يخل أيا منهم بالنص القرآني، ولكنها اجتهادات وقياسات ورؤى تم استشفافها من روح النص والحديث. وبعد الفقهاء الأربعة توقف الفكر عن التطور أكثر من ألف عام .إذن لماذا الجمود ، لماذا التوقف عن التطور ؟ هل هم كانوا أكثر ذكاءاً وعلما منا، كلا ، إن مضحيات التطور الفكري أظهر إلى حد كبير ارتفاع مستوى الذكاء ومستوى إعمال الفكر، فلماذا إعمال الفكر في الجمادات والماديات، ولا يتم إعمالها في الفقه والروحانيات؟ لماذا لا نتطور ونعلو بديننا بما يتناسب مع عصرنا وعصر دنيانا لماذا يتوقف حالنا وفكرنا على شكل الملبس والنقاب والحركة والسكنة وظهور أمارات التخلف والعته والجهل فيما يسمى في جماعة الأمر بالمعروف المزعومة. هنا أقول لهؤلاء الجهلاء المعتوهين المتخلفين : إن الرسول نفسه لم يكره أحداً على الإسلام، بل قال له الله جل وعلا ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ) ولم يقل يا محمد امسك عصا أو كرباج وعليك بضرب كل من لا يصلي أو كل من تسير في الشارع أو الطريق، أو من معها رجل . يا جهلاء هل شققتم عن صدر هذا أو صدر هذه لتعرفوا من هو أو من هي. هل تتذكرون حديث الرسول إلى أسامة بن زيد وأنتم لم تصلوا أبداً إلى ما وصل إليه أسامة بن زيد، فهو حِب رسول الله، ومع ذلك نهره الرسول صلى الله عليه وسلم لقتله رجل قال خوفا أشهد ألا إله إلا اله عندما هم أسامة بقتله، ورغم ذلك قتله أسامة معتقداً أنه قد قالها خوفا وليس إيمانا، لذلك نهره الرسول وقال وقتها إنه يا رسول الله قالها خوفاً ولم يقلها إيماناً، فكان رد الرسول الحكيم ( هل شققت عن صدره يا أسامة ). وها أنا أقولها لكم يا جهلاء هل شققتم عن صدورنا، والله الذي لا إله إلا هو إننا قد نكون عند الله تعالى أفضل منكم، فهو سبحانه وحده الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور. فهو لم يوظفكم علينا، ولم يبعثكم برسالة لتؤدبونا وتعلمونا وتعرفونا، فما أكثر ما تخفونه خلف لحاكم، وبين ضلوعكم، فكفاكم كذبا وادعائاً ، والدين لا تلعبون به علينا. إننا وكل إنسان مهما اختلفت مشاربه لأقدر على دينه منكم، فكل نفس بما كسبت رهينة. وأنتم لن تهدوا أبدا ما لم يهده الله، فقد قالها سبحانه جل وعلا لرسوله الأعظم من فوق سبع سماوات ( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء )، الله فقط يا جهلاء هو الهادي وليس أنتم، هل تحولتم إلى آلهة تهدون وتقيمون وتؤدبون، عليكم بأنفسكم وكفى، وإن أردتم غير ذلك فاذهبوا من حيث أتيتم وطبقوا ما تريدونه هناك في البلد التي استوردتم منها هذه البدع والخزعبلات. فإن من يريد أن يعيش في مصر فليكن مصريا خالصا وكفى، أما الدين فكل فرض مسئول عن دينه ونفسه أمام الله تعالى ، فسبحانه جل وعلا قالها ( وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ) أي ليس في عنقكم، فولوا عنا، لا تنصبون أنفسكم أولياء علينا أو على أحد، فمصر دائما وأبدا ملك للمصريين كافة مهما اختلفت دياناتهم أو ميولهم أو اتجاهاتهم، فهو سبحانه سيحكم بين الجميع يوم القيامة فيما كانوا هم فيه يختلفون وليس أنتم، وأي قانون أو دستور دنيوي يخرج لابد وأن يكون نابعا منا نحن كمصريين جميعا وليس دستوراً يأتي لفئة على حساب فئة أخرى، وكلنا يعرف وأنتم أولنا كيف وضبتم وجهزتم للعبة الانتخابات هذه، وكيف غسلتم العقول، وكيف استغللتم أمية الناس وجهلهم، وكيف تلاعبتم بمعسول الكلم، واتخذتم قول الله والرسول مفتاحاً ينتهي بحبل سقتم به البسطاء الذين لا يعرفون من أمور دينهم سوى الصلاة وقراءة آيات صغيرة معدودة ، وصيام رمضان، والزكاة إن كانت فطر أو مال، أما غير ذلك فهم يجهلونه، لذلك ساروا وانساقوا خلفكم دون وعي أو روية بعد أن ضحكتم عليهم بنص الآية ( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم ) نفس اللعبة ولكنها بنكهة وهابية مثل التي كان يلعبها مبارك ومن قبله . أتتذكرون فيلم الزوجة الثانية ، أنتم تعيدونها، كفاكم، فنحن نعرفكم ونفهمكم، لا تلبسون الحق بالباطل وأنتم تعلمون. لا تتلبسوا بالدين وتترأسون به علينا. الدين والإسلام هي علاقة خاصة بين العبد أي عبد وربه فقط دونكم أو دون غيركم، أما الحياة فلها مقياس آخر طالما لا يخرج عن نطاق الدين ومضمونه الأٍساسي ولا يشذ عنه. إن القانون والدستور لابد أن يكون نابعا منا كمصريين وفقط، لا نقلد نظام أمريكا أو فرنسا أو تركيا أو اندونسيا أو اسبانيا أو انجلترا أو السعودية. فاهمين، لن نقلد السعودية، فنحن نرى أنه سيأتي اليوم الذي ستتحلل فيه السعودية مما هم فيه من أغلال وتعود حجازا كما كانت دائما وأبداً، ولكن ليس ذلك وقت الحديث في ذلك الأمر، فقد أفرد له مقالا أو أكثر. ولكن لكل حديث حديث، والآن أكررها: إن أردتم تطبيق شيء معين في مصر فعليكم بدلا من أن تتعبوا أنفسكم في تنفيذه هنا في بلادنا نحن وتفشلوا لأننا لن نسمح بحدوث ذلك هنا. لذلك عليكم أن تأخذوها من قاصرها وتنطلقوا إلى أرض الحجاز المسمى بالسعودية وطبقوا ما تريدونه تطبيقه فيها، وعيشوا هناك عيشة فل ، فالفكر هناك مطبق لن تتعبوا في تطبيقه، والمال كثير. فبدلا من أن يحول إليكم من هناك إلى مصر بلدنا، إذهبوا هناك وخذوه هنيئاً دون معاناة التحويل والاتهام لكم أنكم متوانسون معهم ، فعيب جدا أن تكون يدكم معهم علينا ، ابعدوا عنا وأريحوا وارتاحوا، واتركوا مصر للمصريين. فمصر لن يكون فيها مخلطاً لا وهابية أو شيعية أو ..أو... مصر لها مذهبها الخاص، وإسلامها الحنيف السمح دون مغالاة او تطرف ( فإنما أُهلك الذين قبلكم ) بشدة مغالاتهم في دينهم حتى سأم الناس من دينهم من كثرة ما يلقون عليهم وكثرة التضييق الذي يؤدي إلى الاختناق، فديننا يسر، وبلدنا جميلة ذات تاريخ وحضارة علمت الأمم كافة، فلن يأتي اليوم الذي تعلمنا فيه السعودية أو غيرها، فالأمريكان لن نسمح لهم بفرض أي أمر علينا، وكذلك السعودية وتوابعها، وأمريكا وتابعتها ننوسة العين والنني المسخوطة دائما اسرائيل، والأمم الأوروبية إن ظلت مؤدبة وعلى احترامها لنا فهي على العين والراس، ولكن إن شذت فسنشذ نحن أيضاً، فنحن المصريون ليس لنا كبير إلا الله وفقط، أما ما دون ذلك فنحن الأعلى والأقدر والأعلم، فأين هم منا؟ وأين كانوا عندما كنا؟ وبحق لا إله إلا الله سنعود كما كنا، فالمارد المصري قد خرج من القمقم مثله مثل مارد سليمان الذي يجيب مطالب عدة لمن أخرجه، فهو في العادة يقدم إليه سبعة طلبات. سيقوم المارد المصري بتقديم هذه الطلبات السبعة لكل العالم، سيقدم إليه العلم والتاريخ والعمل والإيمان السمح والسلام القوي المبني على آية الله الصريحة ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم) أي نخيفهم وفقط، ولا نعتدي أبدا إلا إذا اعتدي علينا ( فاعتدوا عليهم مثلما اعتدوا عليكم ). هكذا نحن المصريون، وسنظل دائما وأبداً هكذا، أما المطلب السادس فهو الديمقراطية الحرة الكاملة غير المنقوصة، والمطلب السابع هو العدل والمساواة في كافة الحقوق والالتزام بكافة الواجبات بحيث يعيش كل فرد مصري على أرض مصر في سلام ووئام لا يدوس طرف على الطرف الآخر، فلا يوجد بيننا أبدا آخر، ، فالكل مصريون لا وجود لتحزب ديني أو فكري، لا وجود لسلفي وهابي أو إخواني أو مسيحي أو شيعي أو .. أو .. فالكل مصري ، أما دينه فهو داخل شغاف قلبه ويغذيه بسلوكه أمام الكافة دون تغيير أو فرض فكره على الآخر بالقوة، ولتكن مقولة ( قول غيري خطأ يحتمل الصواب وقولي أنا صواب يحتمل الخطأ )، هكذا سنسود، هكذا سنكون مصريون قولا وفعلا، هكذا سيأتون ليأخذوا منا، فهذه عادتنا ، نعطي ونعلم ولا نأخذ مقابل لما أعطيناه أو علمناه أو آويناه وسترناه، فنحن هكذا دائما وأبداً الأعلى ، فنحن الأعلى، نحن الأعلى، نحن الأعلى.
خلص الكلام
وإلى لقاء الكاتب / طارق رجب.