Friday, 11 January 2013
طلقة موت
الكاتب د/ طارق رجب
مطلوب محاكمة مرسى بتهمة التجسس
قبل أن تتهمنى يا عزيزى القارئ سأطرح عليك سؤال ما هو التجسس؟ وهل هناك تجسس مشروع وأخر غير مشروع؟ وما هو ما يجب أن نتجسس عليه وما لا يجب أن نتجسس عليه؟
أولا التجسس كما هو معروف أن أحاول معرفة شئ عن طريق أخر يخفى هذا الشئ عنى وعن غيرى وتختلف القيمة ويعلوا العقاب تبعاً لتلك المعلومة الموجودة ومدى أهميتها ومدى تأثيرها بالآيجاب أو السلب على مالك تلك المعلومة ومدى تأثره من فقدها وما هو الأثر الذى سيضاف الى السارق المتجسس إذا ما نال أو أغتنم تلك المعلومة المخفية عنه وقد يكون هناك تجسس مشروع وأخر غير مشروع ولكن تتباين فيه الرؤى فقد أراه أنا مشروعاً مع أنه غير مشروع لأنه يحقق هوى وفائدة نسبية لى وقد أراه غير مشروع أذا أُخذت تلك المعلومة منى وبالتالى نجد أن المشروعية فضفاضة ومطاطة تعود فى الأول والأخر وتأُول حسب هوى النفس وفقط مع تفعيل مبدئ الأستحلال أى أننى أحلل لنفسى شئ لكى أناله حتى ولو كان ليس لى أو لا أستحقه ومع أختلاف تلك الرؤى وتباينها للفرد سواء سرق من أو سُرق منه نجد أن الأمر فى الأول والأخر عملُُ مذموم تصدق فيه الأيه الكريمة ( ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً ) صدق الله العظيم أى أن التجسس يؤدى دائماً الى الأغتياب والظن السيئ أى أننى أظن أن الطرف الأخر سيئاً ليس لشئ إلا لأبرر مسوئتى أنا .
ندع كل ذلك ونذهب الى مرسى وأسئله كيف حصلت يا مرسى على المعلومة التى تفيد أن المحكمة الدستورية كانت ستقرر عدم مشروعية اللجنة التاسيسية للدستور وستقر ببطلان مجلس الشورى؟ نجد أن من ثنايا حديثه أنه علم بالأمر لذا تحسب له هنا أسئله من أين علمت ؟ هل من القضاة الذين يقررون الحكم أو يتداولون فى حيثياته لا لم يحدث إذاً من أين علم مرسى .
لقد علم مرسى عن طريق الأجهزة (أجهزة تجسس مخابراتية عالية التقنية) وضعت فى منازل ومكاتب كل أعضاء الهيئة القضائية الموقرة ليسجل لهم كل نبضة وكل كلمة وكل همسة هذا حدث فى المنازل والمكاتب والموبايلات إذاً الأمر جد خطير فالمنازل لها حرمتها والمكاتب أيضاً فهذا يقضى على الخصوصية والتفرد والتنصت دون إذن الغير (فى الأصل جريمة فما بالك لو كانت على رجال القانون الذين يفعلون أدلة الأتهام) مما يحول ويعوق أتخاذ القرار فى أى أمر فهل مرسى بهذا التصرف وبتجسسه على أعضاء الهيئة القضائية يكون فعلاً سليماً هو من وجهة نظر الأستحلال قال أن ذلك حقه منتهى التبجح كما تقول إسرائيل أن من حقها التجسس على مصر لأنها عدو فهل المحكمة الدستورية ينطبق عليها الأمر وهل يحق للرئيس أياً كان أن يتجسس على الشعب وعلى المسئولين بل وعلى الجهات السيادية وغير السيادية فى مصر كلها وأجلها القضاء هل يحق له ذلك؟ هل قامت الثورة ليأتى لنا مرسى ليتجسس علينا وعلى قضائنا ويلعب بالقوانين حسبما يشاء إن إرتضى عن هذا سمح به وإن كان يخالفه أوقفه ومنعه إنه تدخل سافر فى القانون لم يقم به أحد من قبله فاذا أستحل أمر التجسس على القضاء مع عدم مشروعيته بحجة تأمين النفس فهذا بدايه ومدعاه ليتجسس على كل الأجهزة السيادية وغير السيادية فماذا بعد القضاء إذاً لابد وأن يصطنع لنفسه ولفصيلته جهاز مخابرات خاص وإن تم له ذلك هل تكون هذه دولة ديمقراطية أم دولة أستخباراتية هل تكون دولة قانون أم دولة مخابرات هل دولة حرية أم دولة قمع وإرهاب وإزعان؟
إن مرسى يجب أن يحاسب ويحاكم على فعله الشائن هذا بقيامه بالتجسس على الهيئة القضائية ومعرفة وأستباق الأحداث وتعطيل القانون والقضاء على دولة القانون مبارك لم يفعل ما تفعله يا مرسى لم يتجسس ولكنه أن كان يريد يقول أما أن يتجسس ويغتاب ويستبق حدث لم يحدث فهذا هو الجرم الشديد التى يجب أن تحاسب عليه .
أن ذلك الفعل الشائن لا يقل بأى حال عن (فضيحة ويتر جيت) عندما تجسس الرئيس الأمريكى الجمهورى (ريتشارد نيكسون) على منافسه فى الأنتخابات ليعرف ماذا يقول هو وأعوانه داخل الحزب الديمقراطى لكى يجهز الرد على مقولاته فيفوز عليه فى المناظرة وذلك بأن وضع أجهزة تنصت داخل أروقة ومكاتب الحزب الديموقراطى الأمريكى وأنته الأمر بمحاكمة أدت الى إستقالته ولم يكمل بقية فترة حكمه ليقوم بدلاً عنه بها نائبه (جيلارد فورد) وبعد تلك الفضيحة التى قام بها مرسى ألا يجب أن يستقيل أو يقال ويحاكم بعد تلك الفضيحة خاصة أنها أتى من نتيجتها أعلان دستورى فج وأضطرابات وقلاقل وأُناس قتلوا وسحلوا وإنسحابات من لجنة الدستور مما أدى الى إفراز دستور باطل مشكوك فيه وما إستتبعه من إستفتاء مزور ملعوب فيه بالصوت والصورة الأمر يا سادة جد خطير وعظيم فأنت يا مرسى مطلوب للمحاكمة وستحاكم يوما ما بتهمة التجسس على رجال القانون أثناء تأديتهم لعملهم وما أستتبع ذلك من قررات أدت الى ما نحن فيه وما حدى بك الى كسر وإنهاء الديمقراطية وإستيلائك أنت وفصيلتك على زمام البلاد وتطويعيها وتطويع الناس بالتزوير والفعل الباطل فما بنى على باطل فهو باطل فأعلانك الدستورى باطل ومجلس شورتك باطل ولجنة دستورك باطلة وأستفتائك باطل ماذا بقى لك فإذا كان الكل باطل فأنت أصبحت بلا شك رئيس باطل.
خلص الكلام
الى اللقاء
الكاتب د/ طارق رجب
رئيس مصر المقبل بمشيئة الله تعالى.
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment