Monday, 6 February 2012

نار في قلبي ... للكاتب / طارق رجب

نار في قلبي ... للكاتب / طارق رجب
أنا مليش مكان فيكي يا بلدي علشان إعلامك فاسد، ومسئوليكي فاسدين، قاعدين ومتربعين بياكلوا في لحمك ، ويتاجروا بعرضك، ويتقاولوا على ولادك. باعوا ماضيكي وسرقوا حاضرك وضلموا مستقبلك، أروح فين يا بلدي وأنا ماليش غيرك؟! تعب صوتي، وصرخ قلمي، واتقطعت أنفاسي، وشاب شعري، ووقعت أسناني، واتكسرت عظامي، ولسه بحبك، حبك في جوايا مرض، سرطان مالوش حل إلا الموت، وفي نفس الوقت دوايا حبك، يعني أنتي الداء والدواء في وقت واحد، بحاول إني يكونلي مكان فيكي، علشان أديكي، مش عايز آخد منك حاجة، آخذ منك إيه ؟! هو أنتي بقى حيلتك حاجة ؟!!! ده أنتي ياما محتاجة ،محتاجة لأيدي تبنيكي من تاني ، وقلب يحس بيكي، وعقل يفكر فيكي، ولسان يدعيلك في كل سجدة وركعة وآذان وجرس في كنيسة ومدنة، بحبك غصب عني ، عايز أديكي غصب عني وعنك، ما أنت لازم تلاقي اللي يديكي، ولازم تاخدي، لأنه خلاص .. معدش حداكي حاجة ، بعد ما شفطوكي وخدروكي وقلعوكي هدومك وركبوكي، وفضحوكي وجرسوكي، وشحتوا عليكي وشحتوكي وفرجوا عليكي اللي يسوى واللي ما يسواش، والتمن هربوا بيه بره ، ولسه عايزين ؟!!! لسة عندهم دم ؟!!! عايزين يغتصبوكي تاني ويقطعوا من لحمك اللي باقي ويبيعوه في مزاد ؟!! ما خلاص ، استحلوا لحمك بعد ما داقوه ، أصل لحمك حلو يا أمه ، علشان كده انسعروا عليه ، مش بيشبعوا أبدا ، وعمرهم ما هيشبعوا ، مصرين يكلوكي ويمصوا دمك وإن فضل عضمك يسحقوه ويعبوه في أكياس ويتاجروا فيه للناس، خد يا باشا خد يا بيه ، كيس للذكرى، فيه أثر وريحة من مصر، يادي الخيبة يا ولاد مصر، ايه ده يا مصر ؟ ايه ده يا بلدي ؟ايه ده يا أمه ؟ هما ليه كده رمة ؟ ما بيملاش عينهم إلا التراب إن فضل فيكي تراب، ما تاجروا فيه هما كمان ! هي آثارك دي مش تراب؟! لما يبيعوا آثارك وتاريخك يبقى باعوا إيه ؟ يبقى باعوا حتة منك ومن ترابك، هما ليه مش بيحسوا ، هما ليه بيكرهوكي ؟! أنتي عملتيلهم إيه ؟ أذيتيهم في إيه علشان يعملوا فيكي كده ؟ أنتي عارفة يا أمه غلطتك الوحيدة إيه ؟ هي إنك جبتيهم للدنيا ، لو كنتي قتلتيهم قبل ما تولديهم ما كنش حصل كل الي حصل، لكنك ما كونتيش تعرفي إن الولاد اللي خرجوا من ضلوعك وانكووا من دمك ورضعوا من صدرك وعلمتيهم الكلام والمشي والحساب أول ما شتموا شتموكي، وأول ما مسكوا الحساب غلطوكي وسرقوكي، وأول ما عرفوا المشي نطوا في الطيارة وهربوا منك بعد ما خلوكي خراب، عايزين إيه تاني يا أنجاس؟ سيبوها بقى ، سيبوا أمي بقى، سيبوها تداوي جراحها، وتنشف دمعتها بعضم إيديها ، علشان خلاص ، ما عدش فيها لحم ، ويا ريت بعد ما تلمي نفسك يا أمه إن حبيتي تخلفي تاني تخلي بالك يا بلدي من اللي هتخلفيه، اسجدي لربك قبلها واستخاريه، واسأليه الولاد دول إن كانوا كويسين خليهوملي يا رب، وإن كانوا وحشين موتهم وما تورهمليش، كفاية اللي شفته يا رب كفاية، كفاية اللي عانيته من اختياري، اختارلي أنت يا رب ولادي، هاتلي الصالح واقتل الطالح قبل ما يتولد مني، أديني اللي يزرع وخد اللي يقلع، أديلي اللي يبني، واحرمني من اللي يهدم، إديني اللي يرفع راسي ويرفعني لفوق، واخسف باللي يدوسني الأرض، وريني العالم، وعلمه ، واحجب عني الجاهل والساحر وشيطانه، إديني اللي يروي أرضي ويأكل اخواته ويقسم وياهم الرغيف، واحرمني من اللي يحرقني أو يجرفني أو يكويني بالسم والكيماوي، نزل عليا مطرك الطاهر لأجل ما اتغسل من جديد من المفاسد والمبيد وأبقى طاهرة تدي نبتة طاهرة تتحط في فم طاهر يسمي باسم الله ، أنت قولتها حكمة أنك بتحبني وبتحب ولادي، وإلا ماكنتش اخترتهم وزكيتهم بأنهم خير جنود الأرض، وأنهم هيظلوا عبادينك وهيظلوا ساجدين لك ليوم الدين. أنت خالقني وخالقهم، وعارف ومقدر كل حاجة من يوم الخلق ليوم الدين، علشان كده اختارتني أكون أنا الأولى في كل شيء والأخيرة في الموت، كلهم هيتنسوا إلا أنا، لأنك مدخرني ليوم الساعة ، فأنا من علامتها ومني هيخرج جنودك ولادي اللي هينتصروا الانتصار الأخير، وبعدها تقوم الساعة بعد ما تترفع راية الدين، علشان كده بحبك يا ربي ، بحبك وبحبك أكتر لأني المفضلة عندك ، مع إني معنديش البيت المعمور، لكنك عينتني حارس عليه وحامي، ومأوى لرسلك والنبيين، بحبك وإن كان البيت المعمور مكان بتحبه فأرضي كلها بتحبها، كل حتة ليها ذكرى وليها معنى، في الحتة دي أتي النبي شيس، في الحتة دي مرت سفينة نوح، في الحتة دي اتولد إدريس، ومن الحتة دي صعد للجنة بعد ما علمته السر الأعظم، في المكان ده دخل إبراهيم ويا سارة، من الحتة دي جت هاجر، وفي المكان ده أخدتها في إيديك ومنها جي إسماعيل، أنا عارفة يا ربي ليه اخترت هاجر بالذات، لأنها مني ومن أرضي اللي علمتها التوحيد والصبر، فلولا الصبر ما كانت اتحملت الأشواط السبعة والطرق في الصحرا، ولولا إيمانها بالتوحيد من الجذور لما امتثلت لأمر الله، ولما أطاعت الزوج ، ودي كلها فضائل اختصتني بيها أنا وحدي ومكنتش موجودة في أي مكان غيري أنا، من حبك ليا اختصتني بيها أنا وحدي، علشان كده كان لازم تخرج من أرضي هاجر وتعلم ابنها ، وتصنع شيء سموه العرب، وتزرع فيهم كل الفضائل، فأنا الأصل وهما الفروع، فلولاي لما كانوا، ولولا فضلك وحبك لي ما كنت أو أكون، أرجع وأقول : يوسف جه وسكن عندي وعلا نجمه واتحققت نبوئته وسجد له على أرضي أبوه يعقوب ويا أمه والحداشر أخ، واللي خرج من كبيرهم موسى اللي اتولد في أرضي، وحمته مياهي، هو وهارون أخوه، ومن نسلهم جه عيسى، وأويته وحميته هو وأمه ويوسف النجار، هنا ساروا، هنا شربوا مياه نيلي وداقوا لقمتي وادفوا بشمسي واستظلوا بشجري وناموا في كهفي وفرشتي حمتهم ودارتهم عن الأعداء، ومرت سنين وسنين وجه آخر رسلك وأنبيائك محمد فألهمته بكلامك وعظمتني على لسانه، وبشرتني إني هظل ليوم الدين صاحية وواعية وحارسة أنا وولادي أدافع عن الدين بعد ما عينتني حارسة عليه، ومن حبك فيا أكرمتني بأن أشرف خلقك تزوج من بنت من بناتي الأطهار، وسبحانك يا ربي، اسمها برده مريم، وإن كان اللقب مارية ، ومريم ومارية واحد، وأنجبت منه آخر أولاد رسولك الخاتم اللي سماه إبراهيم، كل ده مش كرم وحب منك لي يارب؟، قد كده أنت كريم وبتحبني يا رب، علشان كده أنا متأكده أن كل دول وكل اللي عملوه فيا بكرة هيدوب ويتنسى، ولن يكون إلا مجرد ذرة تراب مرت على عيني للحظة وجعتني شوية، لكن متعمتش، دعكتها فوقعت ذرة التراب الوسخة ، وغسلت بعدها عيني ففتحت ، وانجلت من جديد، كام مر علي يا ربي، كام وريتني من أهوال، أنا عارفة أنك عايز تختبرني، عايز تعدني لليوم الكبير، والحمد لله كل مرة بنجح في الامتحان الصغير اللي في نظر الجميع هو امتحان صعب وكبير، وأنا في انتظار امتحاناتك التانية اللي على الحدود ، القريبة مني والبعيدة هناك، وأنا عارفة أنك هتنصرني عليهم زي ما بتنصرني دايما، وعارفة إني هشرفك، ودي عادتك معايا، كل فترة تشدني يارب شدة، وتوقعني يا رب في حفرة، وتقولي يالا همي واطلعي ، بتعلمني الرياضة، بتلين بيها عودي علشان أكون جاهزة للشدة الكبيرة اللي قبل اليوم العظيم، علشان أقف وأتباهى قدامك أمام الخلايق والأراضين وأقولك شرفتك ياربي أنا وولادي، شرفتك يا رب ورفعت رايتك أنا وولادي، احميهم من النار ودخلهم جنتك برحمتك، معقولة يا ربي خير جنودك تدخلهم النار ؟ مش معقول ، لأ ، بجد مش معقول، مستحيل ده يحصل، أنا عارفة أنك حبيبي وبتحبني وبتحبهم ، وحاجت تانية بلاش أقولها، علشان يفضلوا خايفين منك وعاملين حسابك وبيعبدوك ويفضوا يسبحوك ويفضلوا يقولوا ويهزوا الأرض بكلمة يا رب .
خلص الكلام .
الكتاب / طارق رجب.

No comments:

Post a Comment